اليسار واستفزاز مشاعر المسلمين!

07 يناير 2014 22:04
اليسار واستفزاز مشاعر المسلمين!

اليسار واستفزاز مشاعر المسلمين!

ذ. يونس الناصري

هوية بريس – الثلاثاء 07 يناير 2014م

خرج لشكر -كما خرج وسيخرج في أي لحظة بعض المعتوهين- ليشوش على الرأي العام المسلم بمواضيع شرعية قد حسم الله عز وجل فيها بالجواز، وأقر ذلك رسوله الكريم بسنته القولية والتقريرية، وسار عليه الصحابة رضوان الله عليهم، ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يومنا هذا.

وما يؤرق ويسقم اليساريين الحداثيين -لا التحديثيين- هو علمهم في قرارة أنفسهم بأن شرع الله من أحكام في كتابه وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم يستحيل أن ينفك عنه المسلمون، أو يطعنوا في شيء منه بأي وجه من الوجوه، نعم قد يتحدثون مثلا عن وعورة التعدد في زمن الجهل الذي نعيشه، وصعوبة مسلكه لغير الفاهم لمقاصد الإسلام منه، وأشياء من فقهه وهلم جرا، غير أن تجريم التعدد واعتباره تخلفا ورجعية ومنافاة للتقدم والحداثة المزعومة كما يراه العلمانيون منذ عقود بتشجيع من أساتيذهم المستشرقين، لا يتطرق إلى ذهن أقل المسلمين دينا وفهما تعلما، فكيف بعموم المغاربة الطيبين الذين تجذر في كيانهم حب الدين وأهله، وأبانوا عن إخلاص شديد له في مواضع كثيرة يطول حصرها.

والعجيب هو تسرع بعض أهل العلم في تسجيل ردود نارية على هؤلاء من غير تفطن لمكرهم وبغيتهم جر العلماء لمستنقعهم النتن؛ كي يصلوا إلى مبتغاهم في نسف الدين من خلال أهله، والأصل هو تبيين موقف الشرع لعموم المسلمين الذين قد يلبس عليهم، وترك العلمانيين المتشددين يصرخون في أوديتهم وهم يعلمون أن لا مجيب لهم إلا من هو على دربهم المسدود، فهم كما قال الشاعر:

كناطح صخرة يوما ليوهنها — فلم يضرها وأوهى قرنه الوعلُ

خرج لشكر وقبله عصيد، وأيدهما في الشذوذ فيالق من العلمانيين المتعصبين على الصحوة الإسلامية اللائحة في أفق العالم الإسلامي والغربي، ومازال الازدراء بأصول الإسلام وتعاليمه سيواصل زحفه وبزوغه كلما سنحت الفرصة لذلك.

المهم هو أنه ما دام فينا شباب مسلم عاقل يفطن للخطط المحبوكة الساعية إلى نشر الفوضى في أوساط بلاد الإسلام بعقل وسطي واع لا غلو فيه ولا تفريط، فإن نعيق الطاعنين سيصير إلى زوال وبوار، ولقد أثبت مشجعو فريق الرجاء البيضاوي مؤخرا حبهم لربهم وشرعه، حينما لقنوا لشكر ومن ورائه كل من يؤازره في تطرفه في مباراة فريقهم مع الكوكب المراكشي، برفعهم لافتات منددة بالتصريحات الطائشة الباردة من قبل من يُرجى منهم خير البلاد والعباد من مسؤولين سياسيين، وهي صفعة أخرى على قفا كل من يتطاول على المعلوم من الدين بالضرورة، ستلقم حجرا من يحسبون أن حداثتهم المائعة قد تمكنت من قلوب المغاربة.

كلنا يأخذ بما أباح الله سبحانه من أمور يعسر عدها، والشباب يمرحون ويشجعون الفرق، ويظهر من كثير من أفعالهم أنهم انصاعوا وراء الشهوات -هداهم الله لأقوم طريق- بيد أنه شباب يخشى الله ويحب رسوله الكريم ويغار على ثوابت الأمة ويحب الخير ويسعى إلى خدمة المغرب الحبيب، رغم المعيقات والعقبات التي تعترضه والاستفزازات الوافرة التي تريد جره إلى ما لا تحمد عقباه.

إن الإسلام على مدار التاريخ لا يعبأ بمثل هؤلاء المشككين مرضى النفوس؛ لأنه يشق سبيله بتأييد الله القوي العزيز وبقدره الكوني الذي لا مرد له، فلا حاجة لأن يُغضب من لشكر وعصيد وبوسريف ومن يدور في فلكهم من الحداثيين المفلسين، فتصدر عبارات فظة غليظة يستغلها أعداء الرأي المخالف لهم ويطيرون بها كل مطار، مؤلبين للجمعيات الحقوقية، التي تغمض عينها إذا استُهزئ بالإسلام وبرموزه الفاضلة، ولا تفتحهما مستشيطة غضبا إلا حين تسمع برد على أساطين بني علمان.

وهو ما يزيد من إثبات أن تلك الجمعيات المحلية والعالمية تنهج سياسة مغرضة انتقائية، ولا تعرف للحياد موطنا؛ إذ كيف تصم آذانها عن الطعن الصريح في أحكام القرآن والسنة من أي كان، وتتغول على كل من يعبر عن وجهة النظر الأخرى التي يجمع عليها جل المغاربة ؟ من غير أن نتفق على ألفاظ التكفير، الذي هو لله ولرسوله ولإجماع العلماء الربانيين بشروط دقيقة معلومة عندهم. 

فلتهدؤوا يا مسلمين، ولتقروا عينا يا مؤمنين، فدين الله سائر باهر، وكل من طعن فيه بائر خاسر، والله يتولى السرائر، وهو فوق عباده القاهر. 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M