موت عبد الله بها وما فيه من دروس وعبر

17 ديسمبر 2014 13:52
موت عبد الله بها وما فيه من دروس وعبر

موت عبد الله بها وما فيه من دروس وعبر

د. محمد بولوز

هوية بريس – الأربعاء 17 دجنبر 2014

بوركت أخي عبد الله حيا وميتا، أفدتنا في حياتك واستفدنا من موتك أيضا، عرف الناس معدنك فدلهم موتك على نفاسة المنجم الذي خرجت منه، وخبروا من خلالك فرعا من شجرة كريمة، شجرة هذا الدين عندما تصبغ الإنسان قلبا وقالبا، عقيدة وعبادة وسمتا وخلقا، ووقفوا من خلالك على ثمرة من ثمار خط الوسطية والاعتدال والتدين الراشد الذي يفيد صاحبه وينفع محيطه، وكانت محطة موتك مليئة بالدروس والعبر لإخوانك في الدرب ولعموم الناس.

وما تاتيكم إلا بغتة

يذكر بعض المفسرين عند مرورهم بقوله تعالى في شأن النبي إدريس عليه السلام: “وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا(مريم:57)، بعض أقوال أهل الكتاب ممن أمرنا أن لا نصدقهم ولا نكذبهم فيما لا يتعارض مع القرآن والسنة الصحيحة، أن ملك الموت أمر من الله عز وجل أن يقبض روح إدريس في السماء الرابعة في وقت معلوم، فتعجب الملك كيف يؤمر بقبض روحه في السماء وهو الموجود بين الناس في الأرض، ولم يكن له غير الامتثال والتوجه إلى السماء الرابعة في المكان المعلوم، ورتب القدر الرباني أمر مجيء إدريس إلى المكان المعلوم أيضا، حيث كان لإدريس صديقا من الملائكة فحمله في ذلك اليوم في جولة علوية ليلتقي بملك الموت في المكان المحدد والزمان المعلوم فيأخذ روحه. وصداقة الملائكة ليست عندنا مستغربة، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة يوما كما في صحيح مسلم: “لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذِّكر، لصافحتْكم الملائكةُ على فُرشِكم وفي طرقِكم“.

وحكاية إدريس عليه السلام مبثوثة في التراث الإنساني أيضا بصيغ وروايات مختلفة في شخوصها وأمكنتها وزمانها سواء عند الفرس أو اليونان أو الهنود وغيرهم، وتجمع تلك الحكايات على القدر المحتم العجيب، وكيف يسير الإنسان إلى أجله برجليه وقدميه أو بدونهما، ويلقى ما هو مكتوب في الكتاب الأول مهما كان الحذر ومهما كانت الاحتياطات، حتى قالوا في ذلك “لا يغني حذر من قدر” فلا زمان الموت عندنا معلوم ولا مكانه، وكما قال ربنا “قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(الجمعة:8).

فاحتط ما شئت واحذر ما بدا لك، وخذ ما شئت من التحليلات والأدوية والرياضات والأسباب، فسيلاقيك في درب من دروب الحياة، ويدركك في منعرج من منعرجاتها، فهو الذي يأتي بأمر الله ويجيء ويحضر فيأخذك على كل حال. وما تدري أمن فوق أو تحت أو يمين أو شمال أو أمام أو خلف، وحتى إذا قررت الفرار، فقد تسير نحوه وفي اتجاهه،

فلا بدّ أن نتّعظ كما قال أخي أوس الرمال في كلمة بمناسبة موت عبد الله باها “وننتبه ونتذكّر أنّنا لا نضمن الرّجوع إلى بيوتنا كلّما غادرناها، ولا نضمن الاستيقاظ من فراشنا كلّما خلدنا إلى النّوم ولا نضمن إنهاء الوجبة التي شرعنا في تناولها، ولا إنهاء الأعمال التي نكون بصددها. وهذا كلّه ننساه في زحمة أعمال هذه الدّنيا التي لا تنتهي فتجدنا نتصرّف وكأنّنا خالدون.” لم يبق أمامنا غير الاستعداد وأهبة إعطاء الحساب على ما أعطانا ربنا من النعم والأفضال واللجوء إلى الله للتجاوز والغفران.

وبالتأكيد لن يكون الحال واحدا بين المومنين وغير المومنين، وبين العاملين والخاملين، وبين الكسالى والمجتهدين، وبين من ختم له بخير أو ختم له بشر، فنحن نتحدث عن آخر نشاط للفقيد وآخر لقاء وآخر كلمة، ومن المبشرات ما ذكره ولد الفقيد في حق والده بأنه كان يعيش كل يوم وكأنه آخر يوم في حياته، وتصوروا معي لو كنا نعتبر كل عمل نقوم به في الخير هو آخر عمل، وكل مجلس مع الناس هو آخر مجلس، وكل صلاة هي آخر صلاة، وكل صوم هو آخر صيام وكل كلمة هي آخر كلمة نقولها، وهكذا كل تصرف يصدر عنا في السياسة والاقتصاد والاجتماع والإعلام والتعليم والتربية..، إذن لتحسن حالنا، وكان ديدننا الإتقان والإحسان والإخلاص ذلك أننا نتمنى جميعا حسن الخاتمة.

وأما أنت أيها المحب الولهان والقريب العزيز والصديق الوفي.. أحبب من شئت فإنك مفارقه، وليس أمامك إزاء الموت غير الرضا بالقضاء والقدر، فالرضا كما يقول ابن القيّم رحمه الله: “باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين، وقرة عيون المشتاقين..”.

الذكر الحسن وحيازة القبول

جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري: “إنَّ اللهَ تبارَك وتعالى إذا أحَبَّ عبدًا نادى جِبريلُ إنَّ اللهَ قد أحَبَّ فلانًا فأحِبَّه فيُحِبُّه جِبريلُ ثم يُنادي جِبريلُ في السماءِ إنَّ اللهَ قد أحَبَّ فلانًا فأحِبُّوه فيُحِبُّه أهلُ السماءِ ويوضَعُ له القَبولُ في أهلِ الأرضِ“، فانظروا إلى ما ظهر لنا من هذا القبول في وفاة أخينا عبد الله بها، في تفاعل مختلف الشرائح والتوجهات مع موته، وكيف ذرف الناس الدموع لفقده وما قيل فيه من ذكر حسن، واليك نزر يسير من كلام كثير:

قال فيه أخي الريسوني: “أعزي نفسي وهؤلاء جميعا في فقدان هذا النموذج الفذ الرفيع، بفكره السديد، ونظره البعيد، وخلقه النبيل، وقلبه السمح الرحيم، وتفانيه المنقطع النظير في العمل والإصلاح وخدمة الإسلام والمسلمين عامة، ووطنه الأمين خاصة”. ووصفه في كلمة تستحق السماع والاستماع والإنصات بصاحب القلب السليم والهادئ المتزن والمثقف الواسع الثقافة والعارف الدقيق بالمجتمع المغربي وبتاريخه وبفقه التاريخ والصوفي الحقيقي من غير طريقة، وشبهه بالموصل الكهربائي الذي يوصل لك شحنات وطاقة الكتاب والسنة،

وقال فيه أخي رباح: “فقدنا الأب والأخ والصديق والمربي والحكيم والحكم، فقدنا المرجع والقائد والمرشد والموجه، رجل دولة كبير وعظيم، صانع منهج الاعتدال والتعاون والتوافق، كان أفضلنا وأعقلنا واهدأنا، كان الحزب والحركة، لكن الوطن أغلى عنده منهما، قد لا تجود بمثله الأيام، ولكن في قدر الله حكم ولا راد لقضائه”.

وقال فيه الدكتور محمد خليل رفيقه لفترة في الأمانة العامة للحزب: “وتذكرت حينما نكون في اجتماع ويحتد النقاش ويكثر الصخب كيف يجلس صامتا يتأمل، ثم بعد ذلك يتناول الكلمة فإذا الجميع واجم ينصت وكأن على رؤوسهم الطير، ثم يفاجأ الجميع بالحل الحكيم للمشكلة التي أثارت الصخب لساعات..”.

وقال فيه أخي حماد القباج: “الأستاذ الجليل والمربي النبيل، والمصلح المناضل في خفاء المخبتين وتواضع المخلصين، وأحد أعمدة الحركة الإسلامية ووزير الدولة”.

ووصف الدكتور الحسين آيت سعيد سيرته بأنها تذكر: “برجال عظماء، سخروا جميع مؤهلاتهم لخدمة مصالح وطنهم، وأمتهم، ودينهم، رجال لم تعرف الضغائن إلى قلوبهم منفذا، رجال استضاؤوا بنور الله، فأضاء الله لهم دروب الحياة، فساروا فيها على بصيرة، وأضاء لهم منحنيات الآخرة، فشمروا للعمل لها على دراية واتزان وبميزان”.

وقال فيه أيضا: “مدرسة حية، متنقلة، متحركة، قوامها الإيمان بالله، وحب الوطن، والعمل على إسعاد أبناء شعبه، وانحيازه للفقراء… مات وهو يحمل هم الضعفاء، ويخطط لتخفيف آلامهم، وتحقيق آمالهم، بعزيمة لاتكلّ، ولا تعرف التوقف، ولا تستهويها المظاهر، ولا تعترف بالعراقيل مهما كانت سميكة، وحاجزة. وسلاحُه في ذلك أمران: الإيمان بالمبدإ، والإرادة التي يوجهها ذلك الإيمان، والتعاون مع كل مخلص لصالح البلاد والعباد، فصدق عليه قول المتنبي: وإذا كانت النفوس كبارا…تعبت في مرادها الأجسام”.

وقال فيه توفيق بوعشرين: “مات القوة الهادئة التي كانت تمتص الصدمات وتمد حبل الود والوفاق اتجاه الخصوم قبل الأصدقاء، مات الرجل الذي لم يكن العيب يخرج من فمه، مات المهندس الذي نذر حياته لخدمة بلده… مات من كان الناس يختلفون عنده ولا يختلفون حوله،… مات من عاش يفكر في سبل الإصلاح وطرق التغيير الناعم الذي لا يمس الاستقرار ولا يتصالح مع الفساد..”.

وقال آخرون هو: “رجل التوازنات، رجل التوافقات، رجل الحكمة، رجل الإقناع، رجل يجمع بين الصرامة والقوة والهدوء..”.

الحكمة والتؤدة والمدافعة بالخير

حسنا فعل إخواننا في المكتب التنفيذي للحركة عندما قرروا جمع ما تناثر من تراث الفقيد عبد الله بها من قليل ما كتب ومن كثير ما تكلم، عسى أن ينفع به الله الحركة الإسلامية وغيرها من الاتجاهات من بعده، فقد أجمع المتحدثون عنه على وصفه بالحكمة والحكيم، ومن المهم العناية بتلك الحكم وذلك المنهج الذي أبدعه أو ساهم فيه أو سانده وأيده وسار عليه، ومما يحضرني من ذلك:

– عنايته مع عدد من الإخوة القياديين بخطاب الدعوة بدل الدولة، والمساهمة في إقامة الدين بدل التركيز على أمر الحكم، والعناية برسالة الإصلاح بدل التركيز على السلطة.

– تنسيب الأشياء ورفضه رحمه الله للتعميم الذي يكون ظالما في غالب الأحوال.

– إنزال الأمور منزلتها الطبيعية والحقيقية، والحذر من التضخيم النفسي لها، فكثيرا ما كانت تغلي بنا أمور وتعظم عندنا، فيواجهنا عبد الله ببرودة أعصاب بعبارته المشهورة: “فما هو المشكل وما هو الإشكال“.

– تغليب المدافعة بالخير، فكثيرا ما كان يتمثل قصة الشريف الذي لجأ إليه أهل سجلماسة، يطلبون أن يرسل معهم أحد أبنائه فكان للقاسم بن محمد ثمانية أولاد، فاختبر كل واحد منهم لكي يختار أحدهم لإرساله معهم، فأخذ يسأل كل واحد: «من فعل معك الخير ماذا تفعل معه؟»، فيرد: «الخير»، ثم يسأله: «ومن فعل معك الشر، ماذا تفعل معه؟»، فيرد: «الشر»، فيقول له: «اجلس مكانك»، إلى أن جاء دور حسن الذي أجاب عن السؤال الثاني بقوله: «من فعل معي الشر أفعل معه الخير حتى يغلب خيري شره» ويتفرع عن هذا المبدأ ايمان الراحل بالتعاون بدل الصراع، وتثبيت ما في ميثاق الحركة من التعاون على الخير مع الغير ونحو ذلك.

– غضبه الشديد إذا مست المشروعية والشفافية والنزاهة، وكراهته الكبيرة للكولسة والترتيبات القبلية في انتخابات المسؤولين ونحوها، واحترامه الشديد للمساطر الموضوعة، ومن كان يحتج بخصوص نتائجها وثمارها، يوجهه إلى الاجتهاد في وضع مساطر أخرى ثم الالتزام بها.

– مبالغته في التثبت والتأكد من الأمور قبل الحكم فيها واتخاذ القرار بشأنها.

– عنايته بشيء من الخلوة والتأمل والتفكر رغم زحمة المشاغل وكثرة المهام، وهي خصلة لم أعرفها عنه إلا مؤخرا رغم عشرتي الطويلة له في إعلام الحركة والمكتب التنفيذي وغير ذلك.

– الإصلاح عنده بناء تراكمي يحتاج إلى صبر وتدرج وتؤدة، واعتراف بجهود الآخرين ولو كانوا خصوما، والبناء عليها، فالشأن في ذلك شأن الإسلام في كل المجتمعات يثمن ما هنالك من خير ومعروف ويوجد ويبني المفقود وينهى عن المنكر.

   رفض الاستفزاز ومنهج الابتزاز في الأصول والثوابت، وتقليل الخسائر إن تعذر أمر المكتسبات، والنظر إلى طبيعة الزمن والمرحلة هل هي للمكاسب والتقدم والمبادرة أم هي لمجرد الثبات وعدم النكوص.

– الجمع عنده أولى من الترجيح، والتوافق أفضل من المغالبة، والزمن جزء من العلاج، ويجب أن تكون جزءا من الحل عوض أن تكون طرفا في المشكلة، فأرح الأمة والمجتمع والتنظيم من مشكلتك أولا تساهم بشكل تلقائي في بعض الحل.

– مما ساهم به مع إخوانه في الوحدة بين الحركتين السابقتين للوحدة الاندماجية بينهما: مرجعية الكتاب والسنة، القرار بالشورى الملزمة، المسؤولية بالاختيار والانتخاب، وقد ساهمت هذه القواعد بحمد الله في تجاوز كثير من العقبات ودعم مسار الوحدة.

– وبخصوص المسؤولية يرى وجوب تحمل كل واحد ما يعنيه منها من غير أن ينوب بعضنا على بعض فيها، بحسب الوسع والطاقة، وكثيرا ما كان يتمثل حكاية سكير جيء به إلى القاضي، فقال له القاضي سكرت فقال: ذاك شأني، وقال القاضي وقبضت عليك الشرطة، فأجاب: ذاك شأنهم، وقال القاضي: وأنا سأحكم عليك، فقال السكير: ذاك شأنك.

ويرى ضرورة المبادرة فيها وترك الاتكالية حتى لا تضيع ويتمثل بحكاية الفئران ومن يعلق الجرس في عنق القط حتى يعلموا بقدومه وتنتهي مأساة افتراسهم، وأما موقفه من تولي المسؤوليات فهو لا يطلبها شأن كثير من إخوانه ولا يعتذر عنها، فإذا كلفوه بها طلب من الله العون وإذا أعفوه قال جزاكم الله خيرا.

– حرصه رحمه الله على استقلالية العمل الإسلامي وعدم خضوعه لأي تمويل خارج كيانه في الداخل أو الخارج، فقد كان رحمه الله ممن وقف بصرامة ضد اقتراح من بعض الجهات الخليجية للمساهمة في تمويل منبر من منابرنا من غير شروط منهم، وكنا أحوج ما نكون للدعم المادي لمجرد الاستمرار في الصدور، وسد بعض النفقات الضرورية، وأكد أن هذا سيمس بحريتنا وقد يكلفنا مبدأ من مبادئنا ولو على المدى البعيد.

– تركيزه المستمر على الإخلاص في العمل الإسلامي وابتغاء وجه الله ومجاهدة حظوظ النفس والحذر من أكل الدنيا بالدين.

استمرارية البذل والعطاء

إن الذكر الحسن الذي ناله أخونا عبد الله بها رحمه الله لم يكن مقصودا له وإنما جاءه ثمرة من ربه وهو عاجل بشرى المومن، فالتوجه إلى الله بالأعمال الصالحة وابتغاء مرضاته بها، يثمر محبة ربانية وبعدها تأتي خيرات الدنيا والآخرة، ففي الحديث القدسي الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: “وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزالُ عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافلِ حتى أُحبُّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمْعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يُبصرُ به، ويدَه التي يبطشُ بها ورجلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، وإن استعاذَني لأعيذنَّه” فمن تعلق بالله وجد كل خير ونال كل مرغوب، ووجد راحته في تعبه وبذله وجهاده، وعلمنا الصحابة الكرام عبارتهم الشهيرة لما انتشر خبر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى الغزوات: “موتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم“.

ولكم في المغاربة سند بعد الله تعالى بمعدنهم الطيب النفيس الذي ظهر في هذه الجنازة، ويظهر كلما أنصتوا إلى عقولهم واستجابوا لفطرهم، وذلك لتحقيق مشروع إقامة الدين وإصلاح المجتمع، فقوموا لتعيشوا وتموتوا على مثل ما مات عليه عبد الله من المنهج والمعاني وأفضل تنافسا في الحسنات وتسابقا في الخيرات.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M