وقفات مع العجوز التي لقنت ما يسمى بـ«داعش» دروسا ليتهم اتعظوا (بالفيديو)

12 فبراير 2015 21:20
وقفات مع العجوز التي لقنت ما يسمى بـ«داعش» دروسا ليتهم اتعظوا (بالفيديو)

وقفات مع العجوز التي لقنت ما يسمى بـ«داعش» دروسا ليتهم اتعظوا (بالفيديو)

بندر الشراري

هوية بريس – الخميس 12 فبراير 2015

جاءني مقطع مرئي فيه عجوز تتحدث مع بعض المقاتلين فيما يظهر من سوريا.

https://www.youtube.com/watch?v=uqDrgkZ9kTU

فذيّله الأخ بقوله: “سبحان الله! هذه العجوز على الفطرة”.

فقلت: رحمك الله أخي! فإن عجائزنا هنَّ اللاتي على الفطرة، وأما هذه فعالمة داعية جمعت بين الحكمة الشرعية وحكمة السنين والتجارب.

– ثم بدا لي أن أكتب وقفات يسيرة مع بعض ما دار في حوارها مع من قاموا بتصويرها.

فقد شخّصت هذه العجوز أسباب الفتنة؟ وحالها، والمخرج منها، في وقفة على الطريق تضيع فيها عند الشديد الأدلة، وتلتبس على القوي المفاهيم، إلا أنها كانت متماسكة مع كبر سنها وضعف جنسها، فأتت بما لا يخطر على بال، مستحضرة الأدلة أكثر من استحضار بعضنا لها.

وأما ما وقعتْ فيه من سهو في قولها (صدقات) في آية النساء، أو إضافة (هي) في آية الحجرات، فمثل ذلك يقع في حال السعة والأمن، فكيف بمن كانت في حال ضيق وحاجة بين يدي من يضحك منها.

الوقفة الأولى: شخّصت سبب الفتنة فقالت في معنى كلامها: إنكم تجتمعون فيما بينكم فتقولون (دولتكم ملعونة) وكان الأولى بكم أن يكون حديثكم كما قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء:114].

فذكرت أنهم أتوا بما يوغِر الصدور، ويؤلب الناس على حاكم ظالم جبار لا طاقة لهم به، وكان الأولى أن تكون نجواهم كما حث الله عليها لا بما فيه ضرر على البلاد والعباد.

الوقفة الثانية: عندما تلت قول الله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} الآيتين [الحجرات:9-10]، فكأنها تقول: لما حصل ما حصل من اقتتال ووضع السيف بينكم أفلا أصلحتم بين الطائفتين، وحقنتم الدماء التي أريقت بين المسلمين.

الوقفة الثالثة: تقول: “إنْ كان القتال لليهود فاهجموا، {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ…} الآية [الأنفال:60]، يوم كان حرب حزيران كنتم تختفون عند أمهاتكم”.

ومرادها بحرب حزيران: حرب الأيام الستة، وتعرف أيضا بنكسة حزيران، وكانت سنة 1967م انتصرت فيها إسرائيل، واحتلت قطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء من مصر، والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية من الأردن، وهضبة الجولان من سوريا.

الوقفة الرابعة: ثم قالت: “لما جاءكم مال أمريكيا وسلاح أمريكيا تقاتلتم فيما بينكم…”، فأشارت أن اقتتالهم هذا من مصالح أمريكا والغرب. وصدقت والله فإن هذا أمر قد ظهر جليا؛ فالغرب يدعم الطائفتين بالسلاح؛ ليقتل بعضهم بعضاً وهو الرابح فيها. وهذا أمر لا ينكره إلا مكابر.

الوقفة الخامسة: تلت عليهم قول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13) ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14)} [يونس:13،14].

فكأنها تقول: لقد ظلم بشارٌ وحزبُه عباد الله، وظلمتم أنفسكم إذ عملتم ما لا يجوز لكم عمله، فلن يكون هناك منتصر منكم. وقد أكدت هذا هنا كما أشارت إليه في أول كلامها عندما قالت: “لن تمسكوا شيئا لا أنتم ولا بشار”.

الوقفة السادسة: لما رأت تضاحكهم كالمستكبرين عن الإنصات وهي تتلو عليهم آيات الله وحججه عليهم قالت: “بعدين” كالمنكرة لما هم عليه من عدم الإنصات وإطلاق هذه الضحكات فتلت عليهم قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)} [الأعراف:40،41].

الوقفة السابعة: قالت: “نبي بِدوه يحضر عليكم”، أي نبيٌّ سينزل عليكم ويحضركم، تريد نزول عيسى عليه السلام. فكأنها تقول: أرى اقتتالاً لا ينصر الله فيه أحداً على أحد، فهي حرب طاحنة ،كلّ يوم تزداد طحنا، ويكثر فيها الموت حتى يُقيِّض الله لهذه الأمة نزول عيسى عليه السلام بعد أن يذهب ما فيها من خبث العملاء والاستخبارات والمرتزقة والجهال. فتكون الفرقة الناجية مع عيسى عليه السلام، وتكون سائر الأحزاب من اليهود والخوارج مع الدجال. فتتمحض الحرب بين هاتين الطائفتين.

وما الظن إلا ذلك.

الوقفة الثامنة: لعلك أخي رأيت تعاملهم مع هذه المرأة، فخالفوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُرواه الإمام أحمد وحسنه الألباني.

– فخالفوا الحديث في موضعين: فإنهم لم يُجِلُّوا شيبتها ولم يعرفوا حقها في العلم.

– وجاءوا بسوأتين: فلم يحسنوا الاستماع حين حدثتهم، ولم يعينوها إذ طلبتهم.

– واقترفوا كذبتين: إذ عرضوا عليها الخدمة فلم يخدموها، وزعموا أنهم مشغلون وقد تفرغوا لتصويرها والضحك عليها، فأي شغل يدّعون!!!

الوقفة التاسعة: انظر كيف صوروها ليضحكوا منها، فانقلب الأمر عليهم، فأضحكوا الناس على جهلهم وقلة مروءتهم {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر:43].

وما علموا أنهم صوروا لنا حكمة تمشي على الأرض، وبينوا لنا حقيقة سفهاء يركبون أحسن المراكب لتقول الصورة عليكم بالمخابر لا المظاهر.

وأخيرا: فإن لديها حكمةً ليست في كتاب يشترى، بل في كتاب العمر الذي مكثت ثمانين أو قريبا من ذلك تسطره بأقلام الأيام والأحداث.

فإلى الله نشكو حالنا التي قصُرت بنا دون آمالنا.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M