د. محمد السرار: «صحيح البخاري» النواة الصلبة للسنة النبوية

09 مايو 2015 14:21
د. محمد السرار: «صحيح البخاري» النواة الصلبة للسنة النبوية

د. محمد السرار: «صحيح البخاري» النواة الصلبة للسنة النبوية

أجرى الحوار: المهدي بوحاجة

هوية بريس – السبت 09 ماي 2015

اعتبر الدكتور محمد السرار، رئيس مركز ابن القطان بالعرائش، وأستاذ التعليم العالي بكلية الشريعة بفاس، أن صحيح الإمام البخاري يعد النواة الصلبة للسنة النبوية، باعتبارها ركنا في استقرار المجتمعات الإسلامية”، داعيا إلى مواجهة “كثرة الضجيج غير العلمي الذي أُثير حول أحاديث البخاري”.

وينظم مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث والسيرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، يوما دراسيا، اليوم السبت، تحتضنه الكلية متعددة التخصصات، في موضوع تحت عنوان “الإمام البخاري وجامعه الصحيح: المكانة والحجة”.

نرحب بكم أستاذ السرار، ونطلب منكم تعريفا مختصرا بالمركز..

يعد مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة بالعرائش، أحد المراكز 14 التابعة للرابطة المحمدية للعلماء. وهو مركز متخصص في الدراسات والأبحاث المتعلقة بالسنة النبوية والسيرة الشريفة، باعتبار السنة الأصل الثاني من أصول التشريع في الإسلام، ثم باعتبار السيرة التنزيل المنهاجي لأحكام الإسلام، وآدابه.

ماذا عن دواعي اختيار الموضوع؟

دواعي اختيار الموضوع متعددة أبرزها داعيين اثنين: داعٍ علمي موضوعي، ثم داعٍ واقعي حاجي.

فأما الداعي الأول، وهو الداعي العلمي الموضوعي، فَبِسَبَبِهِ انخرَط مركز ابن القطان مع مراكز أخرى تابعة للرابطة المحمدية للعلماء في عملية الانفتاح على الجامعة، وهو انفتاح على الفضاء المعرفي من جهة أولى، وإسهام في استكمال التكوين العلمي للطلبة من جهة ثانية، وتحقيق للتواصل بينهم وبين نخبة من أساتذة الجامعات المغربية، من جهة ثالثة.

وتعد هذه الدورات التكوينية، والأيام الدراسية نوعا من القوافل المعرفية، والتي تنقلت عبرها مراكز الرابطة بين الجامعات المغربية من تطوان شمالا إلى أكادير جنوبا، إلى وجدة شرقا، واليوم تحط بمدينة العرائش، حيث يتوقع أن يحج إليها طائفةٌ من الباحثين في أسلاك الدكتوراه، والماستر لحضور هذا اليوم الدراسي الذي يُقَدّم تكوينا رصينا يشرف عليه أساتذة التعليم العالي المتخصصين، ويختم بشهادة حضور تسلم للمستفيدين من هذا اليوم الدراسي.

وأما الداعي الثاني: وهو الداعي الواقعي الحاجي: فكان الباعثَ لمركز ابن القطان في أن يسهم بإضاءة شمعة المعرفة في ظلام التشغيب على صحيح الإمام البخاري، هذا الكتاب الذي يعد النواة الصلبة للسنة النبوية، التي كانت وما زالت ركنا من أركان الاستقرار في المجتمعات الإسلامية، لدورها الفاعل في تشكيل الثوابت العِلْمِية والعَمَلية لدى المسلمين.

وجاء هذا اليوم الدراسي استجابة لرغبة ملحة من جمهور الباحثين في العلوم الإسلامية الذين هَالَهم كثرة الضجيج غير العلمي الذي أُثير حول أحاديث صحيح الإمام البخاري.

كيف ذلك؟

كما يعلم كل مطلع على هذا الكتاب، فإنه مبني على نسق علمي صارم، لا يمكن أن تُتَنَاول مادته بالنقد إلا من خلال نفس المنهج المعرفي الصارم الذي التزمه البخاري في تأليف كتابه، وكل كلام غير ملتزم بقواعد النقد الحديثي كلامٌ خارجٌ عن الموضوع.

لقد دخلت بعض الطوائف كالشيعة مثلا في ضيق التشويش على المسَلّمَاتِ من خلال إثارة واهي الشبهات حول أحاديث صحيح الإمام البخاري، وحول الصحابة الذين رووا ما أخرجه من الأحاديث، وحول بعض رجال الأسانيد الذي روى عنهم، وحول بعض الرجال الذين لم يرو عنهم، لِمَ لَمْ يدخلهم في كتابه؟ وحول بعض متون الحديث التي لم تصل إلى فهمها عقولهم، أو خالفت عقائدهم.

ولقد سرى هذا التشويش إلى طوائف أخرى من الحداثيين الذين رددوا شبهات المستشرقين، وطعنوا في بعض أحاديث البخاري بتحامل بَيِّن لا يستند إلى علم صحيح، ولا إلى نقد وجيه.

وتسند هذه الطعون في مجملها إما إلى معتقدات مخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة، وإما إلى اتجاهات فكرية بعيدة عن هوية الأمة.

ما هي الأهداف المتوخاة من هذا اليوم الدراسي؟

يتوخى هذا اليوم الدراسي أهدافا كبرى:

أولا: تقديم رؤية صحيحة عن الإمام البخاري، من خلال حوار هادف، وعرض علمي رصين لكل الأطروحات المخالفة للحقيقة العلمية.

ثانيا: تقديم المعلومات الضرورية عن البخاري من حيث: موضوع كتابه، ومنهجه، وشرطه الصارم في الأحاديث التي خرجها، وذلك لإلقاء الضوء على المنهج العلمي الذي كان يشتغل به.

ثالثا: خلق الحدث، وإعادة توجيه البوصلة من خلال الكلمتين المفتاح الذين اشتمل عليهما اليوم الدراسي، وهما: “المكانة والحجة”.

رابعا: دعم التكوين الموازي للباحثين بالجامعات المغربية، من خلال الإلماع إلى ضرورة تطعيم الدرس الحديثي بالجامعة المغربية بالاستعراض المقرون بالتفنيد للشبهات المثارة حول السنة عموما، وصحيح البخاري خصوصا، بغية تحصيل الحصانة المعرفية.

خامسا: خلق جسور التواصل بين المشتغلين بالمعرفة.

سادسا: سد بعض الفراغ الملحوظ في الدراسات المعاصرة في باب التعريف بالإمام البخاري، وصحيحه مع بيان منهجه فيه بأسلوب سهل قريب يصل إلى أوسع دائرة من المخاطَبين.

وماذا عن الفئة المستهدفة من هذا العمل العلمي الهادف؟

يستهدف هذا اليوم الدراسي بمادته العلمية:

أولا: جميع الباحثين بالجامعات وغيرها.

ويستهدف ثانيا: كل المثقفين، لأن مادة صحيح الإمام البخاري مادة ثقافية بامتياز.

ويستهدف ثالثا: كل المهتمين من جميع الشرائح المجتمعية، ونرجو أن يساعد هذا اليوم على إرساء احترام التخصصات العلمية، وإيجاد الأرضية الحقيقية لإثراء النقاش العلمي الهادف، المتشبع بأدوات المعرفة الحقة، والبعيد عن الأهواء الطائفية، والأحكام المسبقة، والهيجان العاطفي.

كلمة أخيرة؟

لم يفت هذا اليومَ الدراسي أن يتضمن عرضا يشرف عليه أحد كبار المتخصصين في مجال المخطوطات، وذلك لاستعراض أهم وأوثق وأجمل النسخ الخطية لصحيح الإمام البخاري، لإبراز الجانب التوثيقي الصارم من جهة أولى، والجمالي الرقيق من جهة ثانية، واللذَيْنِ صاحبا هذا الكتاب في مختلف العصور.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(العرائش 24).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M