تدنيس المقدسات وصحوة المجتمع

03 يوليو 2015 15:35
تدنيس المقدسات وصحوة المجتمع

تدنيس المقدسات وصحوة المجتمع

ذ. أحمد اللويزة

هوية بريس – الجمعة 03 يوليوز 2015

قبل شهر الصيام عرفنا أحداثا مؤسفة تركت وصمة عار على جبين البلد، وألما في نفوس الغيورين من أبناء هذا الوطن الذي تكالب عليه الأعداء من داخله وخارجه، وتوالى هذا القصف حتى خلال شهر الصيام المعروف بشهر الروحانيات والإيمانيات، حيث ترعو النفوس وتأخذ قسطا من الراحة وتكف عن الاندفاع نحو المخالفات الشرعية، وهي التي تخلصت من وساوس الشياطين التي يقيدها الله في أول ليلة من ليالي الشهر الفضيل.

لكن يبدوا أن هناك نفوسا فاقت في غيها وساوس الشياطين ولم تعد تميز بين شهر وشهر؛ وبقعة وأخرى؛ وبين مقدس ومدنس، فرامت تنفث السموم الفكرية والأخلاقية والسلوكية، فمرة بالدعوة إلى الضلال ومرة باستنكار صحوة ضمير بعض الشعب وغيرته على الحرمات.

كل هذا يحدث في هجمة مضطرة منظمة مما يحتاج معه وقفة تأملية في نفسية عصابة الفساد والإفساد في هذا الوطن، وفي نظري الحالة تستدعي احتمالين؛ الأول أن القوم كأنهم قد آنسوا من أنفسهم تحكما وتمكنا من قلوب الناس وعقولهم وكأنه صار بأيديهم توجيهها كما يأملون بتقديم الفكر الذي يريدون والقيم التي يحبون، في أي وقت يشاؤون؛ سواء في رمضان أو في الأشهر الحرم أو الليالي الفاضلة…

والأمر الثاني وقد يكون أقرب إلى الصواب يدل على توثر في الأعصاب أفقد القوم الشعور وحملهم على التهور والاندفاع حد الانتحار في عرض ما عندهم من قمامات الفكر ونجاسات الأخلاق، اندفاع وطيش ناتج عن قوة الرفض الذي قوبلت به هجمتهم على القيم والعقائد الإسلامية لعموم الشعب الذي يصارع من أجل البقاء، رغم قوة الصارف وشدة بأس الفتن والأهواء التي تهجم من كل الجهات فنا وإعلاما وتعليما وثقافة وإخبارا وعملا جمعويا…

ومع شدة هذه الصولة وامتلاكها لكل وسائل الإنجاح، تدور الدائرة على القوم، فيعطي شهر رمضان برقيات عاجلة أن ما أنفقتموه ضاع سدى ولم يحقق المأمول وصدق فيهم قول الحق سبحانه: {فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}. 

وإذ يصل الأمر إلى هذا المستوى من الهجوم على مقدساتنا إلى درجة الاستنزاف أتمنى أن يبقى جنود هذا الدين وحماته على قدر زائد من اليقظة مع قوة في الرد وبأس في الطرح والإفحام، مع إيقاظ الهمم النائمة والمتكاسلة والخاملة لعموم الشعب صونا لدينه وحفاظا على أخلاقه وقيمه واعتزازا بكل ذلك، فإن الباطل من شأنه أن يزهق أمام قوة الحق ولن يصمد في وجهه حتى بقدر ما يستجمع أنفاسه.

إنها معركة حامية الوطيس بين أمة الأصل والأصالة وعصابة الانحراف، معهم المال والإعلام والغطاء الخارجي… ومعنا الله العزيز المتكبر الذي ينصر دينه وأولياءه، وعدا من الله في غير ما آية، قال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} وقال سبحانه: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}.

فليكن هذا الشهر بداية توبة مجتمعية وأوبة جماعية وغيرة على الدين الذي هو قوام هذا الوطن وأساس بقائه واستمراره ملكا وشعبا، والله الموفق وهو الهادي لأقوم سبيل، {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M