المسلك المنجي المأمون، في تجنب الحكم على الناس بمجرد الظنون

31 يوليو 2015 22:47
المسلك المنجي المأمون، في تجنب الحكم على الناس بمجرد الظنون

المسلك المنجي المأمون، في تجنب الحكم على الناس بمجرد الظنون

الشيخ عمر القزابري

هوية بريس – الجمعة 31 يوليوز 2015

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه اجمعين، أحبابي الكرام:

التعارف بين الأرواح لا ينكر، والحديث الكريم يؤيد ما من ذلك ينقل ويذكر، وبين الأرواح جوار وحوار، والكريم الحر من يراعي الجوار، حتى وإن اختلفت الرؤى وتباينت الأفكار، فإجالة الأفكار، من علامات الأحرار، ومن أسباب انقداح الأسرار، الاختلاف في الإنسان أصيل، والحق مع من كان معه الدليل، والدليل المرعي عند أهل الأصول والوصول، هو قال الله تعالى قال الرسول، صلى الله عليه وسلم، فالرجوع إلى الكتاب والسنة يقر العيون، ويخلص من الشك والظنون، ولا يبقي سببا للشكوك أو الظنون.

ليس من موازين الاعتدال، أن تحول الاختلاف إلى نزال، فاللحمة التي تقصر أيدي الليالي عن اختلاسها، والصلة الصالحة التي تجتني ثمار الأماني من زاكي غراسها، هي حسن الظن بالناس، وعدم الوصم أو الاتهام بدون أساس، فذلك ظلم وطيش ووسواس، والصادق هو الذي يقصد صاحب النعم التي لا يغب انسكابها، ولا يشح سحابها، وحسبنا نية يعلمها علام السرائر، ونية المؤمن خير من عمله، ومتى كان رضى الناس يدرك؟ ومن عاش يطلب رضى الناس، كان كطالب الماء في سراب بقيعة، إن حمد منه عمل ذمت منه صنيعة،

أيها الأحباب :محاريب القلوب، لا يطلع عليها إلا علام الغيوب، لذلك كان اقتحام النوايا من سوء الأدب، ومن كان كذلك لن يبرح موضعه ولن يفوز بأرب، وحسب العبد في سره ومقاله، علم الرب بحاله، وحتى عند الخلل، من يقيل النفس إذا عثرت، وينظم عقودها إذا انتثرت، إلا أخوة صادقة العرى، سامية الذرى، ولن يبلغ تلك المنزلة إلا صاحب نفس تقية، فاحرص وفيك بقية، على أن تكون لك نفس تقية، فلن يسعد إلا التقي، وكل من عداه فهو شقي، فلا يصلح للإخاء، إلا أهل الصفاء، بهم يداوى القلب المريض، ويجبر العظم المهيض، ولم أر كالدناءة، أحق بالشناءة، ما أغرب ابن آدم، نزق عجول، لا يزال ينزو ويحول، بعضهم إن قلت له توقف وتثبت وتمهل، طار في الشعاف متوقلا، واعتدى عليك متهما ومتقولا، ألا وإن خير اللسان المخزون، وخير الكلام الموزون، وليس شيء عند الجهل خير من الصمت، أما أهل المعرفة فعنوانهم حسن السمت، إن الطيش في الكلام، يترجم عن خفة الأحلام،

هذا وإن الخلائق لهم يوم مشهود، تخرس فيه الألسنة وتنطق الجلود، فالواعي من ألجم لسانه بزمام، وأعد العدة ليوم القيام، فلنحذر الحكم على الناس بمجرد الظنون، فإن ذلك ضرب من الجنون، فإن الباعث في الغالب على الظن هو الهوى، ومن اتبع الهوى هوى، قال تعالى: (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس)…

ولقد أتى الله على بنيان أصحاب الظنون من أساسه، فقال سبحانه (وإن الظن لا يغني من الحق شيئا)، وفي الحديث الشريف: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث).

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين، محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M