انتصار لأحد الموقعين عن رب العالمين‎ (الشيخ محمد زحل)

03 أغسطس 2015 16:21
انتصار لأحد الموقعين عن رب العالمين‎ (الشيخ محمد زحل)

انتصار لأحد الموقعين عن رب العالمين‎ (الشيخ محمد زحل)

عبد الرحمن الحاحي*

هوية بريس – الإثنين 03 غشت 2015

ردا على مقال “هل نجحت وزارة التوفيق في استقطاب دعاة السلفية؟” لحميد العقرة المنشور في “هوية بريس“.

أنزه كثيرا من الدعاة والمشايخ المنبوزين في المقال عما نسبه إليهم كاتبه من دعوى الاستقطاب، غير أني سأرد عما لمز به شيخنا الشيخ محمد زحل حفظه الله لقربي منه ومعرفتي الشديدة به.

لم يحسن كاتب المقال قراءة كلمة شيخنا الوالد في الندوة المذكورة، ففيها من الحكم والرسائل المشفرة ما يغيب عن فهم الأغرار ممن لم يخبروا تاريخ دعوة شيخنا الوالد، والأولى لمن لم يفهم أو يستوعب موقفا من مواقف آحاد المسلمين أن يحسن الظن به ويحملها على أحسن المحامل فكيف إذا كان ذلك الموقف من مواقف العلماء الربانيين الذين أمرنا باتباعهم وحذرنا من معاداتهم أو الخوض في أعراضهم؛ فلحومهم مسمومة وعاقبة الخائض فيها عند الله معلومة نسأل الله العفو والعافية.

فيكفي التنبيه على أن الشيخ الوالد أشار بذكاء إلى استغلال الزوايا الصوفية لمريديها في جمع الثروات والأموال كما في إشارته إلى نعت الأمازيغ للزاوية بالعبارة الأمازيغية “أزل آويت” ومعناها اِجْرِ واجْمَعْ في تحريفهم لعبارة “الزاويت”ْ أي الزاوية.

كما نبَّه على دور الزوايا الصوفية في الجهاد الإسلامي ضد المعتدين عبر العصور في المغرب وفي ذلك إشارة إلى أن المنتسبين إلى منهج السلف وأهل السنة ليسوا ضد المنهج التربوي السلوكي في التصوف السني ولكنهم ضد ما دخل عليه من الابتداع ومحاولة استغلال شيوخ وسدنة الزوايا للمريدين لاستعبادهم وسلب أموالهم بغير وجه حق. وفي كلمة الوالد الكثير من الحكمة لمن قرأها مستحضرا تاريخه مع الجهات الرسمية، ولمن استحضر سياق ورودها بحضور جميع أعضاء المجالس العلمية بمختلف جهات وأقاليم المغرب وغيرهم من الدعاة وبعضهم لا يعرف شيخنا الوالد إلا سماعا، وما سمعوه عنه فيه الغث والسمين، فكانت بحق كلمة تصحيحية عن المنظور الخاطئ للناس إلى متبعي منهج السلف والدعاة إليه.

وفي كلمته التملص الصريح أمام الملإ من كل محاولة استقطاب من خلال قوله في بدايتها أنه لا يريد أي منصب أو مسؤولية رسمية، فكيف يقال عنه إنه من المستقطبين.

وللحق فكم من متقلدي مسؤوليات رسمية خدموا الإسلام ومنهج أهل السنة أكثر ممن يصيحون على المنابر أو يفرغون المداد من  المحابر غيرة على السنة زعموا، ولنا في الشيخ الدكتور مصطفى بن حمزة خير  مثال على ذلك. وأما تفسير تقبيل الرأس بعد الكلمة بما قيل فهو دخول في النيات وكان الأولى أن يقال في تأويله على ظاهر الموقف “على طريقة السلف في عدم العدول عن الظاهر إلا بقرينة” إن الوزير وقّر بتقبيله شيخا يفوقه عمرا وعلما. ولكنّ كثيرا من الأغرار قد تزببوا قبل التحصرم، ففضلوا تفسير المواقف بما يوافق أهواءهم والله المستعان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي وباحث في الدكتوراه في الفقه وأصوله.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M