أنا مغربي.. استفزتني تصريحات “ماكرون” ضد الجزائر!!

هوية بريس- محمد زاوي

ليس هذا نقاش “هل العسكرتارية الجزائرية صالحة لحكم الجزائر؟”، ولا هو نقاش “موقع الرئيس عبد المجيد تبون في ميزان القوى داخلها”، ولا نقاش “كيف وجدت هذه العسكرتارية نفسها في ورطة بعد تغير موازين القوى في العالم ككل؟”…؛ ليس هذا هو النقاش المطلوب، بل المطلوب هو نقاش: “كيف تنصب فرنسا نفسها سيّدة على الجزائر؟ وكيف تجرؤ على تلقين الجزائر دروسا في التقدم إلى الأمام في التاريخ وتجاوز الذهنية العسكرتارية القديمة؟”.

فلنُذَكّر فرنسا، إذن، بأنها السبب الرئيسي في تخلف الجزائر:

• فقد استعمرتها ما يزيد بثلاثة عقود على قرن من الزمن، منذ عام 1830، حتى عام 1962. وحدث ولا حرج عمّا صاحب هذا الاستعمار من: جرائم بشرية، ونهب للثروات، وعرقلة للتطورات الاجتماعية الداخلية، وإعادة إنتاج لأنماط الإنتاج المتخلفة بغرض الاستفادة منها..
• وفرنسا هي السبب الرئيس في تخلف، وحتى عمالة، الذهنية العسكرية الجزائرية. وذلك لأن النخب العسكرتارية الجزائرية إما متخلفة تعكس أنماط الإنتاج القديمة، وإما فرنكفونية عميلة اخترقت بها فرنسا المؤسسة العسكرية.
• وقد عملت فرنسا على تأزيم العلاقة بين المغرب والجزائر، منذ استقلالها. وكان الاختراقُ المزدوَجُ في الإدارتين سبيلَها إلى ذلك، تقويضا للاتحاد المغاربي وإضعافا لأقوى دولتين فيه. ولا شك أن قوة الجزائر من قوة المغرب والاتحاد، وقوة المغرب من قوتهما أيضا.
• وإلى اليوم، تعمل فرنسا على ابتزاز الجزائر بإيواء القيادات الانفصالية “القبايلية”، واحتضان الكثير من رموز معارضة نظامها العسكري والداعين إلى إسقاطه من غير اعتبار للشروط الخاصة لدولة الجزائر. وهو ما من شأنه أن يبعثر أوراق الجزائر ويربكها ويضعفها، ويضعف مؤسساتها العسكرية، ويشغلها بمعارك السيادة على حساب معارك التنمية.

الجزائر والمغرب مطالبان بتسوية العلاقة بينهما، كشعبين شقيقين، ودولتين جارتين تجمعهما الكثير من العوامل الثقافية والمصالح الاستراتيجية. أما فرنسا، فكل ما عليها هو أن تتكبد خسائر انحسارها في معظم مناطق نفوذها، ولترجع ما نهبت من ثروات وخامات لمستعمَراتها الإفريقية والعربية القديمة، ولتعوّض شعوبنا في الشهداء والجرحى ومعطوبي الاستعمار.

ليس بيننا وبين الجزائر ما تجل منه فرنسا مكانا لها، ومكانها هو الإدانة أمام “محكمة العدل الدولية”، لو كان في العالم نظام عادل..