سلالة جديدة لجدري القردة تثير قلقا عالميا.. وخبير صحي يطلق تحذيرا بشأن المغرب!

05 أغسطس 2024 21:02

هوية بريس – متابعات

عاد فيروس جدري القردة ليثير مخاوف منظمة الصحة العالمية، بعد ظهور سلالة جديدة سريعة الانتشار في عدد من الدول الإفريقية، على رأسها الكونغو الديمقراطية. فماذا عن المغرب؟



أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس، الأحد 04 غشت 2024، أنه من المنتظر أن تقرر منظمة الصحة العالمية ما إذا كان فيروس جدري القردة (إم بوكس) يستدعي إعلان حالة طوارئ صحية عامة جديدة.

ويحدث مرض جدري القردة بسبب فيروس جدري القردة الذي يعرف اختصارا باسم “MPXV”، وفق تعريف منظمة الصحة العالمية، ويمكن أن يتسبب في حدوث طفح جلدي مؤلم وتضخم للغدد الليمفاوية وحمى.

ويتعافى معظم الناس منه تماما، لكن البعض منهم يصابون بمرض شديد.

قلق عالمي

وأشار غبريسوس، في حسابه على منصة “إكس” إلى أنه يفكر في عقد لجنة خبراء لتقديم المشورة بخصوص هذا القرار، بعدما تم رصد حالات عديدة في الكونغو الديمقراطية ودول إفريقية أخرى.

وفي هذا الإطار، أوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن المعطيات العلمية المتوفرة حاليا بخصوص فيروس جدري القردة مقلقة بالنسبة للصحة العامة على المستوى العالمي.

وأبرز حمضي، في تصريح لـSNRTnews، أن منظمة الصحة العالمية سبق أن أعلنت عن حالة طوارئ صحية عامة تتعلق بفيروس جدري القردة في يوليوز 2022، وانتهت في ماي 2023، مشيرا إلى إمكانية العودة لهذه الوضعية في الوقت الحالي بسبب ظهور سلالة جديدة للفيروس.

وشرح حمضي أن فيروس جدري القردة كان موجودا منذ سنوات السبعينات في غرب ووسط إفريقيا في بعض الدول، وكان الأمر يتعلق بالسلالة الأولى، والتي تصيب عادة الأشخاص الذين لهم ارتباط بالحيوان، بحيث كان محيط الإصابة محدودا.

وفي سنة 2022، يضيف الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، تم انتشار السلالة الثانية والتي ظهرت في دول أخرى في العالم وكانت تصيب خصوصا الرجال من “المثليين”.

وتابع أنه تم القيام بمجهودات عالمية لمحاصرة المرض وخصوصا استعمال التلقيح في بعض الدول التي شهدت انتشارا لهذا الفيروس.

سلالة جديدة

أما الجديد هذه السنة، هو ملاحظة تسجيل إصابات كبيرة جدا بالفيروس منذ حوالي سنة، خصوصا في دولة الكونغو الديمقراطية وبعض الدول الإفريقية المجاورة، بحيث تم تشخيص سلالة ثالثة للفيروس، والتي تتضمن متحورات جديدة مقلقة.

وتدعى هذه السلالة الجديدة، يقول حمضي، “1 ب”، وتتميز بكونها تمس الأشخاص عبر العلاقات الجنسية العادية بين الرجل والمرأة ولم تعد فقط محصورة في مجموعة اجتماعية محددة.

كما أصبحت تعرف تسجيل وفيات أكثر، بحيث يفارق الحياة 5 في المائة من البالغين الذين يصابون بها و10 في المائة من الأطفال المصابين.

كما تنتشر هذه السلالة داخل الأسر دون شرط ممارسة علاقات خاصة، وداخل المدارس أيضا، ما جعل رقعة انتشارها تتسع، وفق حمضي.

وبينما كانت السلالة المسجلة في 2022 تسبب طفحا جلديا خصوصا في المنطقة المحيطة بالأعضاء التناسلية، باتت السلالة الحالية تصيب الجسم بأكمله، يقول حمضي، مضيفا أن طريقة انتقال هذه السلالة الجديدة مازالت قيد الدراسة وغير معروفة لحد الآن، إلا أنها تنتشر بسرعة كبيرة.

ماذا عن المغرب؟

شدد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية على ضرورة إيقاف الفيروس في مكانه الأصلي، مؤكدا أن المغرب ليس في منأى عن انتشار هذه السلالة، خصوصا في فصل الصيف الذي تكثر فيه الحركة والسفر.

وأبرز حمضي أن المغرب معني بالتتبع واليقظة والمراقبة المستمرة للحالة الوبائية بالدول المجاورة، فضلا عن المساهمة في المجهود العالمي الذي يتم بذله لمحاصرة هذا المرض، والذي يتطلب إمكانيات مالية عالمية وتوفير اللقاحات بالدول المعنية.

وأشار إلى عدم وجود، لحدود الآن، أي دواء خاص بالمرض، فيما يمكن أن تحصل أدوية على الترخيص الاستثنائي للاستعمال قريبا من أجل وقف المرض ومحاصرته في موطنه الأصلي وتجنب الوقوع في مشكل صحي عالمي جديد.

ودعا حمضي إلى تحسيس المواطنين ومهنيي الصحة بهذه السلالة الجديدة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، مع الاستمرار في المراقبة والرصد.

وسبق أن سجلت المملكة في سنة 2022 حوالي 3 حالات يشتبه إصابتها بجدري القردة وافدة على المغرب من دول أخرى، والتي خضعت للبروتوكول الصحي المعمول به.

وعملت الوزارة، آنذاك، على تحيين البروتوكول الصحي الوطني لمرض جدري القردة مرتين، بحيث قامت منذ الإعلان عن “المانكبوكس” كطارئ صحي عالمي، بتوسيع دائرة المختبرات القادرة على كشف الحالات وتأكيدها؛ إذ أصبحت المملكة تتوفر على 16 مختبرا في كل الجهات بدون استثناء.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M