تفاصيل رسمية بشأن “ختان جماعي” انتهى بكارثة.. وخبير صحي يعلق!

هوية بريس – متابعات

أدت عملية ختان جماعي نُظمت في إقليم شفشاون إلى مضاعفات خطيرة لخمس أطفال من بين آخرين خضعوا للإجراء قبل 18 يوما، حيث تدهورت حالتهم الصحية بعد أسبوعين، ما استدعى نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي محمد السادس في مدينة طنجة.

وأفاد مصدر مسؤول من المستشفى الجامعي محمد السادس بطنجة أن المستشفى استقبل يوم الأحد الماضي الأطفال الخمسة المحولين من المستشفى الإقليمي بشفشاون بعد تعرضهم لتعفنات حادة تسببت في التهابات خطيرة.

وأشار المصدر، إلى أن الحالات الخمس لا تزال تحت العناية المركزة في قسم الأطفال الخاص بجراحة البطن والمسالك البولية، في انتظار تحسن حالتهم الصحية.

وتثير هذه الواقعة تساؤلات حول الشروط الصحية التي يجب توفرها لإجراء عملية الختان، بالإضافة إلى الظروف الطبية الملائمة التي يجب أن تتوفر قبل الخضوع لهذا الإجراء.

الشروط الصحية للختان

وأكد الدكتور الطيب حمضي، الخبير في السياسات والنظم الصحية، أن الختان هو عملية جراحية تُجرى عادة للأطفال الذكور، ويستلزم من الناحية الطبية أن يتم في بيئة طبية مناسبة وتحت إشراف طبيب متخصص. كما أشار إلى أهمية إجراء فحوصات طبية قبل العملية ومتابعة دقيقة لحالة الطفل بعدها.

كما أوضح حمضي أن عمليات الختان كانت تُجرى في الماضي من قبل الحلاقين، مما كان يسبب في مضاعفات صحية خطيرة.

وأبرز حمضي، أن الأطفال يجب أن يكونوا في سن مناسبة وبصحة جيدة قبل الخضوع للختان، وأنهم يجب ألا يعانوا من أمراض أو مشاكل تتعلق بتخثر الدم، لأن عدم توفر هذه الشروط قد يعرضهم لمضاعفات خطيرة تهدد حياتهم.

وأضاف حمضي أن الحالة الصحية لكل طفل يجب أن تُقيم بعناية قبل العملية، من خلال الفحوصات الطبية اللازمة. وأكد أن عملية الختان تتطلب مراقبة دقيقة لمنع أي مضاعفات قد تؤدي إلى عاهات مستديمة أو التهابات، كما حدث في حالة الأطفال بشفشاون.

المراقبة الطبية

وشدد على ضرورة أن تتم هذه العملية في إطار صحي مؤهل، مع استخدام أدوات طبية معقمة، خاصة في حالة الختان الجماعي حيث يجب تغيير الأدوات المستخدمة بين كل حالة وأخرى. كما أشار إلى أهمية متابعة الأطفال بعد العملية، حيث قد لا يتمكن الآباء من تمييز الحالات الطبيعية من غير الطبيعية، مما يستدعي استشارة الطبيب لتقييم وضعهم الصحي.

ويرى حمضي أن ما حدث في شفشاون يجب أن يكون بمثابة درس يُستفاد منه، حيث يتوجب الحرص على توفير الشروط الصحية اللازمة، خصوصا عند إجراء عمليات ختان جماعي لعدد كبير من الأطفال، وضمان تغيير الأدوات المستخدمة لتفادي انتقال العدوى.

كما أكد على أهمية أن تراعي العمليات التي تشرف عليها الجمعيات المدنية توفير الظروف الصحية اللازمة، وضمان تواجد عدد كافٍ من الأطباء لضمان سلامة الأطفال وإتمام الإجراءات وفقًا للمعايير الطبية المطلوبة.