«آخر ساعة» ترد على «آخر ساعة».. بعد جريدة «الصباح»..

27 ديسمبر 2016 16:07
«آخر ساعة» ترد على «آخر ساعة».. بعد جريدة «الصباح»..

جوقة المحيحين في “آخر ساعة” على الفكر الإسلامي.

هوية بريس – طارق الحمودي

لن أتحدث عن الفلسفة بمعنى محبة الحكمة.. بل عن فلسفة العلمنة التي تعني عندهم محبة التفلت من الوحي، ويوهمون الناس أنهم يقصدون الأولى، ومن باب نصرة أخيك ظالما أو مظلوما على الطريقة الجاهلية لا الإسلامية قامت جوقة أخرى في صحيفة “آخر ساعة” في عدد الإثنين 26 دجنبر 2016 للتحييح هي أيضا، وجيشت بعض الأقلام لتسعر نار الحرب الدونكيشوتية، في تصرفات صبيانية خارجة عن مقتضى الحكمة المراعية لظروف البلد والتحديات الكبرى الراهنة.

في حوار مع رجل اسمه موليم العروسي اعترض الأخير على وزارة التربية الوطنية قائلا: “لماذا لا يسمح لمؤلفي كتب الفلسفة بالتهجم على العقائد؟”…!!!!! ويبدو أن الرجل متعطش للطعن…

 للقارئ المغربي المسلم.. واسع النظر…

ثار هذا الرجل مستغربا دعوى كون الفلسفة مؤدية إلى الإيمان فقال: “متى كانت الفلسفة تعلم الدين؟”، وانتقد تقسيم الفلسفة إلى راشدة وغير راشدة، فيبدو أنها عنده فلسفة واحدة ليس لها هوية قيمية… واعتبر المحاوِر والمحاوَر أن مخالفة فلسفته “ردة ثقافية” أو “ردة فكرية”..!

أما استغرابه لكون الفلسفة مؤدية إلى الإيمان.. فناقضه كلام مفتش في التعليم الثانوي اسمه العلوي رشيد منشور على نفس الصحيفة… زعم أن الفلسفة تنص على ضرورة تأمل الموجودات للوصول إلى غاية معرفة الصانع.. فلست أدري أين كان عقل معد الملف المدعو أحمد دابا…؟!

من الكذب الأزرق ما صرح به المدعو سعيد الكحل في مقال له في الملف -وهو من أشهر أعلام الفكر التهريجي العلماني في المغرب- حينما زعم أن الرأي العام تفاجأ بمضامين المقررات الجديدة لمادة التربية الإسلامية… والكذب في هذا من جهتين، فلم يكن الأمر مفاجأة بل صدمة، ولم يحصل هذا للرأي العام بل لثلة محدودة جدا.. وهم طائفة التهريج العلماني المغربي، فهم دائما يمارسون هذا النوع من التهريج، ويختبئون لقلتهم وسط “الرأي العام”…! ولن أكلف نفسي تتبع تهريج هذا الرجل أكثر مما ذكرته، فهو مرفوع عنه القلم.

لست مطالبا بحكاية ما جمعته من الملف من عبارات الطعن والتشويه والسب والقدح والشتم والتحقير والتبخيس والإرهاب تجاه الفكر الإسلامي والتربية الإسلامية.. بل والفقهاء والتراث الإسلامي.. فيما يبدو نوعا من الانتقام الأيديولوجي القبيح.. عافاني الله وإياكم.. لكنني مضطر توفية للعهد لأن أذكر السبب الحقيقي الذي دفع هؤلاء الجوقة إلى هذه الحيحة…

لم يكن ذلك كله إلا لأنهم شعروا بأن مقرر التربية الإسلامية في سياق هذا الإقبال على الفكر الإسلامي والفلسفة المستنيرة الراشدة والإدبار عن فلسفتهم العلمانية والشيوعية و(الإلحادية أحيانا)… مع علمهم ببوار منتوجهم ومقرراتهم… وأنهم يدرسون مادة ميتة.. كانوا السبب في موتها.

بمن سأستشهد..؟

الجواب: بشاهد من أهلها، وهو أستاذ في مادة الفلسفة بالتعليم الثانوي اسمه إسماعيل فائز، نشرت له مجلة تابعة لمجموعة…. آخر ساعة ، مقالا نقديا مهما، استجلب له من الاقتباسات العلمية المتخصصة ما يدل على رصانة البحث وجديته، وكان مما ذكره السيد فائز من انتقادات الباحثين التربويين…

1- أن المتصفح للكتب المدرسية في مادة الفلسفة سيجد بها الكثير من العيوب المرتبطة بسوء الترجمة أحيانا، والاختيار غير الموفق للنصوص، وتقديم عروض وملخصات تكرس سلبية التلميذ، وتضعف فيه روح البحث عن حلول للإشكالات الفلسفية، دون أن ننسى اعتماد العرض التقليدي في هذه الكتب مما يقوض عملية الأشكلة.

2- أن مدرس الفلسفة داعية إيديولوجيا، وان تحويل الدرس الفلسفي إلى مسرح للدعاية الإيديولوجية بفرغه من مضمونه الفلسفي والنقدي، وأكثر ما يمكن أن ينتجه مثل هذا الدرس مريدون وأتباع لا قدرة لهم على التفلسف والإبداع، ويصير المدرس شيخا ينطق بالحقيقة المطلقة، ويتعمق الانغلاق المعرفي لدى المدرس وعدم مواكبة التطورات المعرفية المتلاحقة.

ومن المقالات اللاذعة مقال:

1- “بؤس الفلسفة في الكتاب المدرسي «في رحاب الفلسفة» للسنة الأولى من الباكالوريا- مسلك الآداب والعلوم الإنسانية: ملاحظات نقدية – للدكتور ناصر السوسي.

2- “السفسطة في الكتاب المدرسي «في رحاب الفلسفة»: ملاحظات نقدية” لنفس الكاتب!

3- “درس الفلسفة بالمغرب.. كل شيء إلا الفلسفة” للأستاذ حسين حريش، والذي قال فيه: “اليوم، يصارع الدرس الفلسفي من أجل العودة إلى الفلسفة لأنه بات قريبا من كل شيء ويشبه كل شيء إلا الفلسفة”.

إلى جوقة المحيحين.. خليو الجمل راكد!

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. بارك الله فيكم أستاذي طارق…
    أرجو أن تستمر في نقدك هذا للقوم وبيان عوارهم..
    وفقكم الله وسدد خطاكم.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M