استباحة الملك العمومي بسلا المدينة وصمت السلطات..

09 يوليو 2018 23:47
استباحة الملك العمومي بسلا المدينة وصمت السلطات..

هوية بريس – عبد الله المصمودي

نشرت صفحة “Salé ma ville سلا مدينتي“، تدوينة مطولة تستنكر فيها استباحة الملك العمومي بسلا المدينة العتيقة، من خلال استغلال الطريق والممرات المقابلة للمحلات التجارية في عدد من الأماكن، وهذا نصها:

“هنا بسلا المدينة استبيحت الفوضى بشكل فاحش وأضحى استغلال الملك العمومي ظاهرة مشينة تقض مضجع ساكنة المدينة والفاعلين والمتتبعين للشأن المحلي، ومن يقف على واقع الملك العمومي يصاب بالذهول للفوضى العارمة التي أضحت عليها جل الممرات والشوارع والساحات حيث زاد تقاعس السلطات المحلية من تفاقم ظاهرة احتلال الملك العمومي وفقدت السلطة هيبتها بشكل رهيب .

هنا بسلا المدينة غابت السلطة المسؤولة بشكل نهائي مما فتح الباب على مصراعيه للفوضى و جعل الملك العمومي عرضة للنهب خاصة بعد أن تكونت قناعة لدى المحتلين بأن لاشيء قد يزعجهم من طرف المسؤولين، و دفعتهم مصالحهم الخاصة بتواطؤ مع بعض الفاسدين إلى بذل ما في وسعهم من أجل استغلال الملك العام وتكريسه مما شكل من هذا الاستغلال ولا يزال ينبوعا لا ينضب للاغتناء على حساب الملك العمومي والساكنة وأبواب المنازل وشرفاتها التي علقت بها وعليها جميع أنواع الأسمال البالية فضلا على الشجارات اليومية والعبارات النابية المصاحبة لها .

في السياق ذاته يلاحظ المتتبع للوضع أنه حتى تدخلات السلطة المحلية في بعض الحالات لا ترقى للمستوى المطلوب وإنما تأتي لدر الرماد في العيون وراحة الساكنة ومستعملي الطريق و بقيت تدخلاتها حبيسة بين الحلول الترقيعية التي لا تفيد في الغالب إلا مصالح المحتلين للملك العمومي، وبين التفرج على واقع الحال من فوضى وعشوائية في نهب المجال العمومي واكتراء الملك العمومي بأثمنة متفاوتة تصل إلى 50 درهم في اليوم من طرف غرباء يحملون بطائق تعريفية لمدن بعيدة يتم استقدامهم كأصوات انتخابية مستقبلية وبالتالي إغراق المدينة وسط الفوضى والشتات .

إن الزائر لسلا المدينة بدءا من باب الخميس، باب سبتة، الشراطين، شارع 2 مارس، بورمادة ستصيبه الدهشة لما آل إليه الوضع المأساوي للملك العمومي حيث لم يبق منه إلا الاسم، حيث السلع المترامية احتلت الأرصفة كلها مما فرض على الراجلين السير جنبا إلى جنب مع السيارات، وهو ما شكل ويشكل خطرا على حياتهم. أما بعض الأزقة بالمدينة فقد احتلها الباعة المتجولون وتجار المحلات أنفسهم وبالتالي فرضوا نظامهم الخاص في هذه الأحياء حيث يمنع المرور على السيارات والدراجات والمشاة من فرط الازدحام و الظروف المعرقلة للسير والمشجعة لظواهر أخرى منها على سبيل المثال نشل جيوب المواطنين من طرف اللصوص الذين يشتغلون ظروف الازدحام. في حين تجد بعض أعوان السلطة غافلين عما يدور في هذه الأسواق العشوائية، لا يهمهم سوى الإتاوات التي يفرضونها على الباعة وأصحاب المحلات الذين يحتلون الملك العمومي مما جعل الساكنة تتذمر من هذا الوضع المأساوي ، فهي نقمة على سكان الأحياء فضلا على ما تخلفه من أزبال خاصة بقايا الأسماك التي تنبعث منها روائح كريهة خاصة خلال فصل الصيف.

هذا التراخي من قبل السلطات المحلية، فتح شهية البعض للاستيلاء على الملك العمومي واستغلال الفضاءات الفارغة دون مراعاة للمصلحة العامة أخدا بالإعتبار أن الفوضى العارمة التي يعرفها احتلال الملك العمومي بمدينة ســلا حولها من مدينة تاريخية مناضلة تزهو بحدائقها وبساتينها إلى مدينة متسخة وملوثة تعيش فوضى لا مثيل لها.
فعلى السلطات المحلية أن تتحرك للحد ومحاربة ظاهرة احتلال الملك العام التي تتعاظم في ظل السكوت المطبق عنها أما الجهات المنتخبة والمفروض عليها إيجاد بعض الحلول البديلة من قبيل الأسواق النموذجية و التواصل مع الجمعيات و المواطنين فقد تفكر في ذلك إلى حين إقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة”.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M