بعد أن صارتا مصدرا لتعلم عربية سليمة عند الصغار.. حملات متصاعدة ضد تشفير قناتي براعم وجيم

04 أبريل 2016 19:47
بعد أن صارتا مصدرا لتعلم العربية عند الصغار.. حملات متصاعدة ضد تشفير قناتي براعم وجيم

هوية بريس – متابعة

الإثنين 04 أبريل 2016

بتعبيرات لم تخل من القلق على مصير أطفالهم اللغوي، خصوصاً الذين يعيشون في البلاد غير الناطقة بالعربية، وخوفاً، كما قالوا، على جيلهم الذي سيتوجه إلى “القنوات الفاسدة”، ولأنهما أهم قناتي أطفال تبثان الفائدة والمعنى، والمرح من دون ابتذال، وتتحدث لغة فصيحة جميلة، أمكنها أن تجري على ألسنة الصغار من بغداد إلى مراكش، ومن دمشق إلى نواكشوط، أطلق نشطاء وإعلاميون ورواد شبكات التواصل الاجتماعي، عدة حملات؛ أملاً في ثني إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية عن قرارها تشفير قناتي الأطفال الرائدتين “جيم” و”براعم”، وجعل مشاهدتهما محصورة بالاشتراك المدفوع.

وكانت مجموعة “بي إن” BEIN القطرية قد أعلنت رسمياً أنها ستضم تلفزيون”ج” وقناة “براعم” حصرياً ضمن باقة “بي إن” التي تعمل بنظام التشفير، ابتداءً من 1 أبريل/ نيسان المقبل.

وخاطبت حملات على الإنترنت، شملت عرائض للتوقيع، رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإخبارية الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، للتدخل من أجل ضمان عدم تشفير القناتين من قبل مجموعة “بي إن”، وجعلهما متاحتين للجمهور مجاناً، خصوصاً أن الكثير من الأسر تعتبرهما المصدر التربوي والتعليمي الوحيد ذي المحتوى الهادف، تلفزيونياً.

وكان إعلاميون بارزون في قناة الجزيرة، على رأسهم الإعلامي الفلسطيني أحمد الشيخ، أحد أعمدة الجزيرة المؤسسين، قد انتقد في مقال له حظي بانتشار وتداول واسع على شبكات التواصل، قرار تشفير القناتين.

وقال الشيخ في مقالته التي نشرتها صحيفة الشرق القطرية: “لو فرضنا أن شبكة “بي إن” ستتقاضى عشرة دولارات في الشهر مقابل الاشتراك، فهذا يعني 120 دولاراً في السنة. مبلغ زهيد في نظر كثيرين، ولكن فقيراً في حواري الدار البيضاء أو في مخيمات اللجوء، وما أكثرها في وطننا العربي هذه الأيام! سيقول بالتأكيد إن الخبز واللباس الذي يستر العورة أولى من الاشتراك التلفزيوني”.

وتساءل الشيخ: “فلماذا لا تكون “براعم” و”جيم” سبقاً قطرياً آخر (كما كانت قناة الجزيرة الإخبارية)، أو قل مأثرة؟”.

بدورها، رأت الإعلامية الشهيرة خديجة بن قنة، أن “قناة “براعم” للأطفال هي الإنجاز العربي الوحيد الذي يستحق أن نرفع له قبعاتنا.. تعلّم أبناؤنا اللغة العربية الفصحى من هذه القناة، بل تعلّم أبناء الأجانب اللغة العربية من براعم”.

واعتبرت الإعلامية بقناة الجزيرة أن “تشفير القناة بعد أن أُلحقت بقنوات Bein sports يعدّ تشفيراً لأحلام كل أطفال العالم العربي”.

وحظي منشور لم تضمنه بن قنة سوى وسم ‫#‏لا_لتشفير_قناة_براعم، من دون أي تعليق أو رأي، على أكثر من 850 مشاركة على فيسبوك.

– عرائض إلكترونية

وفي خطاب وجهه “عبد الله معروف” الأكاديمي وأستاذ دراسات بيت المقدس، في عريضة دشنها على موقع ipetitions الخاص بالعرائض الإلكترونية، لرئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة، الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، قال فيها إن قناتي “ج” و”براعم” تعتبران اليوم أحد أهم الأعمدة التربوية في فضاء التلفزيون،.. وهما الوحيدتان اللتان يقبل عليهما الأطفال من كافة الأعمار مع اطمئنان كامل من قبل الوالدين لطبيعة برامجهما، وما تقدمانه للطفل من محتوى نافع ومناسب لقيمنا التربوية العربية والإسلامية ولغتنا العربية الأصيلة بقالب محبب وجذاب واحترافي، بعيداً عن البهرجة الإعلامية التي تطغى على بعض القنوات الأخرى، أو المضمون اللغوي الركيك أو غير التربوي، بل المسيء أحياناً الذي تبثه قنوات مجانية أخرى كبيرة، ومجرد فكرة تشفير القناتين ومنع غير المشتركين في الباقة من مشاهدتهما يعني بالضرورة حرمان شريحة غير قليلة من أبناء أمتنا من غير القادرين على الاشتراك في هذه الباقة من هذا المصدر التربوي المهم”.

وأشار إلى أن “هذا القرار لا يأخذ بالاعتبار واحدة من أهم الفئات المحتاجة لهذه المنصة الإعلامية الكبيرة؛ وهم الجاليات العربية المقيمة في الغرب، والذين يشاهدون القناتين حالياً من خلال تردد قمر هوت بيرد، ومن غير الخافي عليكم أن باقة beIN لا تتوفر إلا في الدول العربية فقط – باعتبارها تبث على مدارات أقمار تختلف عن مدار قمر “هوت بيرد”– مما يعني بالضرورة انقطاع القناتين تماماً عن الجاليات العربية في الغرب، والتي تعتبر هاتين القناتين مصدراً تربوياً لا بد منه لحفظ لغتنا وقيمنا لأبنائها في الغرب”.

وأضاف، موجهاً خطابه لإدارة قناة الجزيرة: “منذ أن قررتم إطلاق قناتي “ج” و”براعم” -وقبلهما قناة الجزيرة للأطفال- فإنكم قبلتم على أنفسكم أن تكونوا أحد أهم مصادر التربية والتعليم لأطفالنا وأجيالنا القادمة، وارتضيتم لأنفسكم أن تتصدروا لهذه المهمة الكبرى وقمتم بها باقتدار، لذلك فإني أدعوكم بصدق إلى التحلي بالشجاعة واستشعار المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقكم، واتخاذِ قرارٍ لا يأخذ بالاعتبار إلا مسألةً واحدةً فقط: وهي مصلحة أجيالنا القادمة وأمتنا، وذلك بإبقاء القناتين مفتوحتين على الهواء مجاناً”.

وحظيت هذه العريضة بنحو 5000 توقيع، لأشخاص يعارضون وقف إتاحة القناتين بالمجان للأطفال.

كما دشنت على موقع “آفاز” للحملات الجماهيرية، عريضة طالب فيها الموقعون بـ”المحافظة على مجانية قناتي براعم وجيم”.

وقال الموقعون في الحملة التي جمعت أكثر من 2500 توقيع: إنه و”منذ عدة سنوات والمشاهد العربي المحافظ يتمتع بمتابعة قناتي “براعم” و”ج” المميزتان بمحتواهما وجودة مضمون برامجهما قبل أن تقرر إدارة الجزيرة الفضائية إنهاء هذه الحالة التربوية الفريدة بقرار تشفير القناتين، في حين يعج الفضاء بالقنوات الفاسدة والموجهة لعقول جيل نعول عليه ونعلق الآمال”.

– شبكات التواصل: اعدلوا عن القرار

وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، دشن عدد من الحملات التي تطالب بالعدول عن القرار، حظيت جميعها بزخم وتفاعل كبيرين من المغردين والنشطاء.

ومن أبرز تلك أوسمة (هاشتاغات) تلك الحملات، كان:

#لا_لتشفير_براعم، و#وقف_تشفير_قناتي_براعم_وجيم.

#حملة_ضد_تشفير_قناة_براعم، و#لا_لتشفير_قناتي_براعم_وجيم

وغيرها.

وبشكل عام، وبحسب ما تابع “الخليج أونلاين”، فإن جلّ المشاركات والتغريدات حذّرت من أن “ضياع الجيل” الذي سيجد نفسه في ظل غياب قناتيه المفيدتين، أمام قنوات رديئة وغير هادفة، إن لم نقل هابطة في بعض الحالات، وفي لهجة غنيّة بالمعاني، غردت جدة مصرية قائلة: “أنا وأحفادي نعشق براعم”.

وقالت المغردة أرينا، إن “تشفير قناة براعم خطأ كبير. التشفير يفقدها تأثيرها الإيجابي في أطفالنا ويتركهم لقنوات هدامة رديئة المحتوى”.

ومن اللافت، أن هذه الحملات المتصاعدة لإبقاء قناتي “براعم” و”جيم” القطريتين التابعتين لشبكة الجزيرة، مجانيتين، كانت سبقتها حملات عدة أطلقت ضد قنوات أطفال أخرى، مثل MBC3، حيث اعترض جمهور واسع على محتواها الذي اعتبره نشطاء ودعاة “هابطاً” ولا يتناسب مع قيم الأمة وأخلاقها.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M