لا ترخّصي من نفسك!

02 سبتمبر 2023 19:48
ماليزيا.. نساء يحتفلن بيوم الحجاب العالمي

هوية بريس – تسنيم راجح

تحدثنا في جلساتنا عن الحجاب وضوابط الاختلاط عن الاختلاف في الانجذاب بين الجنسين، كيف أن الرجال يميلون للتأثر بالصورة والشكل والانجذاب البصري، بينما النساء يملن إلى الانجذاب النفسي والعاطفي أكثر (وإن كانت الصورة تجذب النساء أيضاً بلا شك، لكن بمستوى أقل عموماً)..

بناء على ذلك، فالرجل يستمتع برؤية مفاتن المرأة ويجد لذّةً في ذلك، وسبحان ربنا جلّ وعلا كيف حفظنا بشريعته ورفعنا بأوامره الحكيمة، فمنع المرأة أن تقدّم ما رزقها ربها في نفسها رخيصاً لمن هبّ ودبّ، ومنعها (وإن أرادت الاستهانة بذاتها) أن تبدي مفاتنها إلا لرجلٍ واحدٍ هو زوجها الذي يصونها ويعتني بها ويقوم عليها ويسأل عنها ويعطيها حقوقها وتأمن معه في بيتهم وتكون لهم معاً أسرةٌ واستقرارٌ وطمأنينة وعلاقةٌ طويلة الأمد يجتهدان معاً في إنجاحها..

دينكِ يقول لكِ ألا تدعي أي شخصٍ يستمتع بجمالك، لا تسمحي لأي رجلٍ في الشارع أن يشبع عينيه من النظر لمفاتنك، لا شك أنكِ جميلةٌ وقادرة على الفتنة وعندكِ أنوثتكِ ومواهبك.. لا ينكر أحدٌ هذا، ولا شكّ أن هناك صعوباتٍ ترافق تأخر الزواج وصعوبته وفساد المجتمعات الذي نعاني منه، لكنكِ أنتِ مازلتِ كريمةً ومصانة، فلا تسمحي لنفسك أن تكوني غير ذلك..

لا تسمحي لملايين الغرباء على وسائل التواصل أن يستمتعوا بصورتكِ ومفاتنكِ وحسنكً وحركاتك، لا تنخدعي بأنها “حريتك” و “اختيارك” و”جسدكِ وأنت حرة به” لتضيعي تكريم ربكِ لكِ وتسمحي لأي إنسانٍ أن يتأمّلكِ مقابل بعض المشاهدات أو التفاعلات أو حتى أموال الإعلانات الرخيصة (مهما غلت!)!

الجمال لن يدوم، الشباب سيمضي، الدنيا التي تخدع ستتغير وستتقلّب وستهرب من بين يديكِ حين تظنين أنك أمسكتها، وستجد إحدانا أنها لا تملك في النهاية في الدنيا قبل الآخرة إلا ما يدوم أثره ويبقى..

كامرأةٍ في الستينات لن تجدي معجبي انستغرام يسألون عنكِ، كسيدةٍ تريدين الوقار والهيبة هناك لن تستطيعي سحب تلك الصور المنتشرة أو تغييرها، لكنّكِ ستريدين أبناءً وأحفاداً يرجعون إليكِ ويسألون عنكِ ويستشيرونكِ ويقدّرون حكمتكِ وخبرتكِ ويرتبطون بكِ ويبرونك، ستريدين العلاقة التي عملتِ عليها طويلاً مع زوجك، ستريدين الأسرة والإخوة والأخوات وأبناءهم الذين يحبونك ولا يفرّطون بكِ أبداً..

لا تقدّمي نفسكِ هكذا، لا تظنّي أن الدنيا ثمنٌ لكِ، بل أعطي نفسكِ قيمتها كما صانتها شريعة ربكِ وحفظتها، واحذري خدع الأهواء و”هذا ما أريده”، فقيمتكِ الأولى من عبوديتكِ لربكِ، وكلّ ما سواها سرابٌ لا يدوم مهما غرّ وتزيّن وتبدّل..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M