عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.. وابن الأزرق الأنجري

08 يوليو 2017 20:51
ابن الأزرق الأنجري: إباحة للمتعة وطعن في السنة وتنقص من الصحابة

هوية بريس – عبد الله الشتوي
أرسل إلي أخ كريم مقالا للاستاذ محمد ابن الأزرق الأنجري يشنع فيه على العلامة عبدالرحمن المعلمي في دفاعه عن أبي هريرة ويصفه بالعاطفي المسكين…
وخلاصة ما ذكر الانجري أن تولية عمر لابي هريرة ليست منقبة يعتد بها إن صحت أصلا… و قرر أن عمر بن الخطاب لم يول أحدا من العشرة المبشرين غير سعد وأبي عبيدة فضلا عن رؤوس الانصار والمهاجرين وأهل العقبتين، وأن عمر كان ينهج سياسة تقضي بإبعاد “مسلمة الفتح الطلقاء” عن المدينة خشية حدوث أي كارثة بسببهم وكان هذا من أخطائه القاتلة.
وذكر أن عمر كان يخشى فتنة الدنيا على كبار الصحابة لذلك حرص على استبقائهم في المدينة للمشورة والفتوى.
ثم أردف بنبرة التحدي واصفا غيره بالعاطفيين المصفقين: (وليبرُز المدافعون عن الحِمى بسلاح الحجة القويمة والمنطق السليم)…
قلت: لو حاججنا هذا الكلام للعقل وأخضعناه للمنطق السليم لظهر عواره، بل لكفى مجرد تأمله لإبطاله… وقبل نقض هذا الكلام تأمل في مقاله كيف تدرج من انتقاص معاوية إلى نقد أبي هريرة ليصل إلى اتهام عمر بارتكاب أخطاء قاتلة مع إتباعه اسمه بذلك الترضي البارد !! وهذا دأب من ركب هواه واستسهل الخوض في أعراض الصحابة..
أما بطلان هذه النظرية العجيبة في فهم سياسة عمر فمن وجوه كثيرة منها:
أولا: النتيجة التي وصل إليها غير صحيحة حتى لو افترضنا أن ما ذكره من استقراءات صحيح، فكيف وكلها كذب… وقد كذب هذا الكلام عمر نفسه فقال كما في مستدرك الحاكم: (لَكِنِّي أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِلْءُ هَذَا الْبَيْتِ رِجَالا، مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، فَأَسْتَعْمِلَهُمْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ).
ثانيا: دعوى أن عمر لم يستعمل أحدا من العشرة المبشرين مجرد تهويل لا معنى له فقد توفي أبوبكر وولي عمر الخلافة فلم يبق الا ثمانية واستثنى سعدا وأبا عبيدة فلم يبق الا ستة ، فأين العشرة ؟؟ ثم وجدنا عمر قد ولى من هؤلاء العشرة فأرسل حواري النبي الزبير بن العوام على رأس جيش أمد به عمرو بن العاص في فتوح مصر وكان كذلك في الجيش يوم اليرموك، بل في الكوفة مع جيش العراق، فلماذا لم يستبقه عمر في المدينة وهو يجوب جغرافيا شاسعة شرقا وغربا!! ثم وجدنا من هؤلاء العشرة سعيد بن زيد أحد أمراء معركة اليرموك بل كان أول من ولي نيابة دمشق من المسلمين!!
أما غير العشرة من المهاجرين والانصار فلم يكونوا أزهد بثغور المسلمين من غيرهم فكانوا في الجيوش جندا وقادة… فهذا عتبة بن غزوان سابع من أسلم مع رسول الله يرسله عمر على رأس جيش الى العراق فيختط مدينة البصرة ويوليه عليها… وهذا معاذ بن جبل من أهل العقبة على ميمنة الجيش يوم اليرموك وبقي في الشام الى ان استخلفه أبوعبيدة بعد وفاته ومثله من أهل العقبة أبوأيوب الانصاري أكثر الصحابة غزوا ولم يتخلف عن الغزو الا عاما واحدا… وهذا الامير المجاهد النعمان بن مقرن ممن شهد الخندق وبيعة الرضوان يوليه عمر على البحرين ثم يوليه بعدا قيادة الجيش في موقعة نهاوند الشهيرة فكان أول شهيد فيها وأمر عمر أن يتولى بعده صاحب السر حذيفة ابن اليمان أحد السابقين للاسلام، أسلم قبل الهجرة وجمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم شرف الهجرة والنصرة… وكان معهم الزبير بن العوام وغيرهم من كبار الصحابة… وقصة حذيفة في ثغور أرمينية وأذربيجان معروفة فكيف لم يستبق عمر في المدينة رجلا كحذيفة؟ وولى عمر العلاء بن الحضرمي وقدامة بن مظعون صاحب الهجرتين ومن أهل بدر، وأبا موسى الاشعري، وعمار بن ياسر، بل أكره عمر سلمان الفارسي على الولاية… وغيرهم.
ثالثا: كل ما ذكر أعلاه وإن كان يغني قليله عن كثيره فإنما هو من باب التنزل وإلا فإن عمر لم يكن ملزما بتوزيع قيادة الجند وولايات الامصار حسب السبق للاسلام كأنه يوزع الغنائم والمكاسب!! بل إن عمر ببصيرته السياسية يختار للولايات من يراه مناسبا من المسلمين … وسلفه في كل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رابعا: لو قلبت هذه النظرية لوجدتها مؤسسة على فكرة ساذجة وهو أن إبعاد “الطلقاء” عن المدينة يستلزم توليتهم قيادة الجند والامصار… مع أنه يكفي إخراجهم في عامة الجند فيكون ضررهم أقل… وزد على ذلك أن هناك كثيرا من الصحابة خرجوا لغير غزو أصلا والطريف ان ابن الازرق ذكر عبادة بن الصامت وابا الدرداء وابا ذر فيمن خرج إلى الشام…
خامسا: بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة 1400 صحابي وبعدها بحوالي ثلاث سنوات خرج معه الى تبوك نحو 30 ألفا… تأمل هذا الفارق الكبير في العدد ، فما الغريب أن يكون من أسلم بعد فتح مكة رأس الحربة في الفتوحات الاسلامية ؟ علما أن المسلمين في عهد عمر ما كانوا يستطيعون حشد ذلك العدد القليل مقارنة بالالوف المؤلفة التي يحشدتها الروم وفارس إلا بالاستنفار وتحريك جيوش الشام الى العراق والعكس، واستحضر أن عدد قادة الجند والامصار لا يتجاوزون رؤوس الاصابع، فمالغريب إن كان فيهم فقط اربعة او خمسة من السابقين الاولين، هل كنت تريد أن يكونوا مائة من أصل عشرين مثلا!!
سادسا: ما سماه ابن الازرق خطأ قاتلا لعمر هو عمل النبي صلى الله عليه وسلم فتأمل كيف رفض النبي صلى الله عليه وسلم تولية أبي ذر من السابقين الاولين ثم ولى عثمان بن أبي العاص مع أنه لم يسلم يوم الفتح ولا يوم حنين بل تأخر إسلامه إلى غزوة الطائف (وقد ولاه عمر كذلك البحرين وعمان)، ثم تأمل كيف يولي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان عاملا على نجران… وأقر المنذر ابن ساوى على قومه… فهل يجرؤ ابن الازرق على اتهام النبي بارتكاب أخطاء قاتلة!!
سابعا: التساؤل عن غياب كثير من المهاجرين والانصار أشبه بالتساؤل: لماذا لم يول عمر على الجيش أحد من شهداء أحد!! فعلى قلة من شهد بيعة العقبة مثلا مات واستشهد كثير منهم قبل وفاة الرسول او في خلافة ابي بكر في أحد وبدر واليمامة وغيرها منهم أسعد ابن زرارة ورافع بن مالك والعباس بن عبادة وعمارة بن حزم …
ثامنا: مرد هذه النظرية العجيبة إلى سوء تصور الواقع، فكيف لمن -يتكئ على أريكته شبعان- بعد 14 قرنا أن يقرر صواب سياسة عمر بن الخطاب وهو يتعامل مع الصحابة كأرقام وأسماء مجردة لا يفرق فيها بين فارس شاب مقاتل وشيخ قد بلغ من الكبر عتيا…
تاسعا: كيف يخشى عمر فتنة الدنيا على السابقين الاولين ولا يخشى هذه الفتنة على حدثاء العهد بالاسلام!!
عاشرا وأخيرا: فإن استعمال لفظ “الطلقاء” بذلك التوسع الغريب واعتبار الاسلام يوم الفتح منقصة وعلى اساس ذلك تعيير السواد الاعظم من المسلمين بذلك لا يصدر إلا عن سوء نية تتغيا إسقاط جيل كامل من الصحابة الكرام… كيف وقد رضي الله عنهم في آخر غزوة عزاها النبي صلى الله عليه وسلم وأكرمهم بالجهاد معه… وتأمل رحمة الله بالمخلفين من الاعراب عن غزوة تبوك كيف خاطبهم الله بقوله (ستدعون الى قوم اولي بأس شديد تقاتلونهم او يسلمون فإن تطيعوا يوتكم الله أجرا حسنا) فمن دعا هؤلاء الاعراب للجهاد وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم بعدها، دعاهم أبو بكر وعمر لقتال اهل الردة وفارس والروم فاسترخص الصادقون منهم نفوسهم في سبيل إعلاء كلمة الله ونصروا دينه في فترة حرجة اجتمعت فيها على الامة جيوش لا تحصى كثرة… فمن أطاع فقد ناله شرف الآية فكيف بمن خرج مع رسول الله إلى تبوك وخرج مع أبي بكر وعمر بعدها…
تلك عشرة كاملة… وهذا ما تيسرت كتابته والحمد لله رب العالمين.
(ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم).

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. جزاك الله خيراً على هذا البيان العظيم الذي لا محالة قطعت يمناشير الفرقان عوداً عودا تفاهات *الانجري*
    رحم الله امامنا مالك بن انس النجم البهي الذي رحم بنوره شبهات المتخلفين عقديا بقوله فيما معناه @ الاسلام هو الدار وصحابة الرسول الابر هم ابوابه؛ فمن يريد كسر الباب انما رام الدار@
    ايها الازرق تب الى الله وقل قولا سديدا قبل/
    ” يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا” طه ( 102 )

    زرقا ألوانهم من الخوف والقلق والعطش
    وعيونهم زرقاء من الخوف واهوال يوم القيامة وقيل عميا فالمجرمين من الزرقة الى السواد ومن السواد الى الزرقة .

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M