قصف فكيك لإرهاب الساكنة وإخضاعهم

08 ديسمبر 2021 17:37

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

ملخص الموضوع:

لم ينتج قصف فكيك وازناكة ولوداغير ما كان مطلوبا منه، وهو إرهاب الساكنة ودوام استسلامهم وخضوعهم، للغزو الفرنسي، الذي بقيت قواته وقوافل تموينها، والشركات المواكبة للمراكز الثابتة في كل من اتوات وواد الززفانة، عرضة لهجمات الحركات المغربية والجيوش المكونة من رحل اتوات، وبني كيل، وكورارى وتافلالت، مما جعل الحاكم العسكري للجزائر، يقترح تكوين قوات محلية، -تقوم بدور البوليس، في المناطق الصحراوية، بدل القوات النظامية المتواجدة بالمراكز الثابتة- تكون قليلة التكاليف، كبيرة النتائج، دائمة الحركة، بقيادة ضباط الشؤون الأهلية المتواجدين في بيرُ-اعْرَاب (مكتب إدارة الشؤون الأهلية).

مفاتيح النص:

كُومْ، بِيرُ-اعْرَابْ، قوة أهلية، حفنة من الطحين، شركة اتوات، وكالة هافاص، غرامة قدرها 60000 فرنك، تسليم 150 بندقية حربية.

النص:

سبق الحديث في العدد السابق من مجلتنا هذه، عن قصف ازناكة في 8/6/1903 لقمع سكانها، ومعاقبتهم على ما سببوه لنا من معاناة وخسائر، في الأرواح والمعدات، والبضائع وعلى ما كانوا يوفرونه من ملاذات آمنة، ودعم بالرجال والسلاح، والرصد والمراقبة، لقطاع الطرق، الذين كانوا يوجهون هجمات ضدنا لفترات عديدة، لقد اعتبر ذلك القصف، مسألة حفاظ على شرفنا، وأمننا، في نفس الوقت.

عامل فكيك السي عبد السلام، كان يعرف أنه أضعف من أن يصدر الأوامر للسكان، ويفرض النظام في الناحية، لذلك سبق له أن قدم طلب الحماية للحاكم العام للجزائر جونار، عندما زار بني ونيف.

ففي صباح 8 يونيو، أمر الجنرال أوكنور، بالشروع في إطلاق النار على قصر ازناكة، وقد سبق له أن بعث بمخزني لسكان القصور، كي يبلغهم بإبعاد النساء والأطفال عن أماكن سكناهم، التي أمر قواته بقصفها فقتلوه.

تراجع لَقْصُوريون بالفعل خلف أسوارهم، ولم يطلقوا سوى بضع طلقات من بنادقهم على قواتنا، وقد فظل الرحل -الذين كانوا قد تجمعوا في فكيك بكثافة- الهرب بعد مشاهدتهم أُولى الطلقات المدفعية على القصور بالرغم من عدم تدخل مشاتنا أثناء القصف، كانت تلك المدفعية، مكونة من عياري 95 و75 وقد دكت أسوار فكيك التاريخية العتيقة وسوتها بالأرض، ثم تقدمت نحو قصر ازناكة، فهدمته، ورمت بعض القنابل على سور لَوْدَاغير، لإثبات قدرتها وتفوقها، وطول باعها.

ظهر في الصحف عدد من الروايات حول الموضوع، مما دفعنا لإيفاد مندوب لنا لعين المكان، يرافق البعثة العسكرية العاملة هناك، كي يزود مجلتنا بالمستجدات حال وقوعها:

..كان موكب الحاكم العام للجزائر قد تعرض لعملية إطلاق النار لما كان مار بجانب ازناكا، أثناء جولته التفقدية لمواقع قواتنا بالجنوب، وهو فعل غير مفاجئ بالنسبة للذين يعرفون ذهنية سكان المنطقة، فتم الرد عليهم بإشهار أن بني ونيف فرنسية، كان قصر ازناكة محترم من قبلنا لغاية اليوم، بالرغم من أن اتفاقية 1845 لم تجعله من بين الخاضعين لسيادة فكيك.

وعلى الرغم من النجاح البين الذي حققته قواتنا ضد حوالي 600 من المتطرفين جيدو التسليح، والتحصين؛ فقد فضلنا الانسحاب من الميدان، حاملين جرحانا البالغ عددهم 18 والتي لم يصدقها ازناكة، إذ اعتبروا أن خسائرنا أكبر من ذلك، فأعلنوا بدورهم أنهم فقدوا 31 قتيلا و20 جريحا معتبرين أنهم قد انتصروا علينا، ولن يهاجموا من قبلنا أبدا، ومع ذلك بقوا ممتنعين عن مضايقة مراقبينا على التلال الحدودية وانتهاز الهدنة التي أتحناها لهم للتنفس والاستراحة وتحصين مضيقهم بـ”شَوَّافة” مستطلعين ورصَّاد يقسمون في الأبراج بشكل دائم.

وأخيرا وصلت المعدات الثقيلة، بطارية 95 وبطارية 75 قطعتي 80 جبال وخمسة أفواج من اللفيف الأجنبي حيث اجتمع الكل في بني ونيف، واجنان الدار مستعدين سويا للانتقام، بأكبر قدر من الانضباط يوم 8 يونيو عندما يحدد مكان العملية.

الكولونيل ديو المنتصر السابق في عَيْن-غَارْ، قاد القوات في حن عُيِّن الجنرال أوكنور، للإدارة العامة، والمناقشات الدبلوماسية، التي ستترتب عن العمليات، وقد أصر على أن تكون العملية قبل كل شيء، عبارة عن عرض مدفعي لإفهام تلك الكتائب المعادية، بوجوب احترامهم لغة المدفعية، التي لم يعودوا يؤمنون بها لفترة طويلة.

كان على ثلاثة كولونات التوجه نحو ثلاثة ممرات مباشرة في حين يمَّم كولونان نحو أطرا مِلْياس، وتاغلا، لمراقبة الوضع من هناك، بواسطة الفرقة الأجنبية الأولى المحمولة والخيالة، الفوج الأول الأجنبي (كماندار سولمون) سار نحو مضيق المجاهدين، والأجنبي الثاني (كولونيل ديزورذيز) سار نحو مضيق ليهود، الفوج الثاني قناصة (ليوطنا كلونيل كوزاك) مع بطريتي مدفعية ميدان، سار نحو مضيق ازناكة.

Palm Grove of Figuig in Morocco Stock Photo - Image of destinations,  mosque: 226142930

شوهد بعض الأهالي، على تلة جبل ازناكة، الفاصلة بين مضيق لِيهُودِ، ومضيق ازناكة، لكن قطعتـي مدفع 75 اتخذت موقعا لهما هناك، أي في بني ونيف نفسها.

الطلقة الأولى كنَسَت التَّلة من المدافعين الذين فروا منها مذعورين، وقد كانت كافية لإحباط معنويات مقاتلي مضيق ازناكة، الذي تم الاستيلاء عليه بلا مقاومة.

بمجرد السيطرة على الممرات، والمرتفعات التي تفصل بينها، قام الكولونيل ديو بتحريك المدافع للأمام، بعدما أسرعت مفرزة هندسية في إزالة الصخور المانعة للمرور عبر المضيق، وبعد المرور بدأت بقصف الأسوار من بعد 1300م أمام أنظار ازناكة، دون أن يردوا عليها بطلقة واحدة، بل كانوا منهمكين في تدعيم الفتحات التي تحدثها القنابل، وغلقها بالطوب، الذي كان يحضره الأهالي، لإحكام الدفاعات المنتشرة على نطاق واسع في بساتين الواحة والمبني بعضها حديثا.

بعد طلقة المدفع الأولى القصيرة بعض الشيء، رد المدافعون من على الأسوار، ببعض طلقات البنادق، لكن الصَّلْية الثانية، اقتلعت أقدامهم من مواقعها، وتواصل إسكاتهم حتى انقطع حسهم نهائيا، ما عدى من الغرب باتجاه كوم عمُّور، وقد تم تدمير السور الدفاعي الذي تمَّ تشييده مؤخرا، وأطلقت البطاريات الأربعة من عيار 95 قنابلها على قصر ازناكة، والتي كانت ترى بمفردها في الموقع المختار لها، عند نهاية مضيق لِيهُودِ، بينما القطع الأربعة الأخرى من عيار 75 دكَّت الأسوار، لكن المقاومة المشتتة كانت غير قابلة لتفجير قنابل المنليت في وجه بنادقها، لإحداث الرعب في الخنادق، بيد أن المقذوفات المفجرة خلفها، أحدثت دويا كبيرا، تاركة إما ثقبا عادية، أو نزيفا في الأسوار، جعلت المحتمين بها يغادرونها بسرعة، بعدما أوجدت المقذوفات عليها ثلاث ثغرات جيدة، تمكن مرور الكولون منها، دون خوف من الانقضاض عليه.

لقد كان القرار واضحا، بحيث لم يزد على مجرد استعراض للمدفعية، لبيان مدى سيطرتنا، وقوتنا، بعد إطلاق 500 طلقة مدفعية، سقط الجزء الخلفي من قصر ازناكا ولم يعد موجودا، وقصمت منارة المسجد وصار ما بقي منها مكلل بالسواد، كانت تلك العملية بمثابة معجزة، لذلك فكر الكولونيل في العودة.

كانت الأضرار مجسدة في العتاد، لأنه بعد التحقق من البيانات، لم يتجاوز عدد القتلى عشرون، لكن التأثير المعنوي المحصل عليه غير مشكوك فيه، بالرغم مِن وجود مَن يتساءل في الجانب الآخر، عن عدم التقدم للأمام، فخسائرنا توقفت عند قتل مخزني، في بداية سيرنا للتعرف على مضيق ازناكة، كان يوم انتصار بالنسبة لمعدات مدفعيتنا الجديدة، التي أطلقت على الأسوار 587 قذيفة مدفعية قبل تقدم القوات.

في اليوم الموالي استقبل الجنرال ممثلي سبعة قصور من فكيك، قدموا لتقديم استسلامهم وإعلان خضوعهم لنا، يوم 10 يونيو مثل يموا مبهجا، إذ فيه قدم أعضاء الجماعات لقبة سيدي سليمان، المكان الأكثر قدسية في فكيك، البعيد عن بني ونيف بحوالي ألف وخمسة مائة مترا، وقد التحق الجنرال أوكونور بالمكان السالف ذكره على الساعة العاشرة صباحا من نفس اليوم، مصحوبا بأركانه، والآغا السي مولاي، ودخل الخيمة التي نصبت أمام باب القبة، التي يوجد بداخلها ممثلو الفكيكيين، ووجه لهم كلمة حازمة جاء بها.

فرنسا صبورة لأنها عادلة وقوية، وستبقى ذات سيادة على الدوام، فمنذ عشرين سنة، سعى الجزائريون جاهدين بالعيش معكم كجيران جيدين، وأنتم لم تقوموا إلا بما يسيء في حقهم، من سرقة، ونهب، واعتراض للقوافل، بحيث أصبحت فكيك خاصة منذ عامين خلت وكرا حقيقيا لقطاع الطرق، وهذا ما يجب أن يتوقف.

أول أمس قمت بمعاقبة أولية كإنذار لكل القصور، وبدأت بهدم قصر ازناكة، وعلى استعداد لمواصلة العقاب، إن لزم الأمر، البعض من ذوي النوايا السيئة، أبلغوكم بأن فرنسا عاقبتكم لأن عددا كبيرا بينكم، يوالون الخارجين عن طاعة السلطان مولاي عبد العزيز، وهذا غلط، لقد أخطأوا، ففرنسا لا تتصرف كحزب يتدخل في شؤون جيرنها، وبالمثل فإن جماعات قصوركم تحتفظ بكامل حريتها، وكافة سلطتها، لكن من يقول السلطة يقول المسؤولية، لذلك ستتحملون جميع المسؤولية عن الأفعال العدائية البغيضة التي ترتكبونها بأنفسكم، أو يرتكبها من تستقبلونهم وتساند هم في عدوانهم علينا.

عندما يريد الله معاقبة عباده الخارجين عن الطريق المستقيم، يعطي القوة لمن يريده القيام بذلك-وأنتم تريدون الخضوع لحكمه وإرادته-وليست فرنسا هي التي اختارت خضوعكم وتدمير فكيك، بل بالعكس تريد ازدهارها.

إذا كنتم تعرفون وتريدون القيام بما يجب -بفضل السكة الحديدية التي أبلغناها لأبوابكم- فإن فكيك ستصبح مستودعا للجنوب الغربي، وتعرف ازدهارا كبيرا لم يسبق له مثيل لحد الآن، لكن بشرط توفر الأمن.

لقد جئت لتأكيد ذلك، وبكل الوسائل اللازمة، وسيقوم ممثلي إبلاغكم بالشروط التي أطلب منكم الالتزام بها كضمان للمستقبل وتنفيذها دون مناقشة، فقبلتها الجماعات في نفس اليوم، ووعدت بتنفيذها من الغد على الميدان.

وشملت الشروط تسليم 14رهينة أرسلوا على الفور لقاعدة عين الصفرة، ودفع غرامة قدرها 60000 فرنك وتسليم 150 بندقية حربية، وتعهد القصور بتسليم المحاربين حال وصولهم لديهم، وحرية التنقل بين القصور والواحات لمواطنينا الفرنسيين، بالمقابل أكدت فرنسا على حرية الفكيكيين وأمنهم واحترام أملاكهم وأراضيهم.

في غضون ذلك، بقي عامل فكيك السي عبد السلام مترددا، قبل يستقر رأيه على البقاء في قصر لوداغير الذي تواصل الهدوء فيه، وفيا لدفع الضريبة المفروضة على ساكنته وقدرها خمس 5 فرنكات.

في المغرب – تتشبث واحة فكيك بأسلوب حياتها

حول فكيك:

اكتملت العمليات بحركة كولونين:

الكولون الأول بقيادة الكومندار بييرون ويتألف من 700 فارس من كوم حميان، يدعمهم سرب من الرماة الأفارقة ونصف فرقة مشاة خفيفة من عين بن خالد، كان من المقرر تحويل مساره نحو معسكر بني كيل لمعاقبة أهالي هذه الكونفدرالية، وكذا زوايا اغرابا، هذا الكولون احتل كلتة افراطيص وتقدم لغاية اكلات -موسى، بشط تيغري، بينما وصل الكوم مازير حيث هددوا تندرارا، بفضل هذه الحركة لم تظهر أية مبادرة للحركة بين القبائل التي اجتزناها.

بمجرد انتهاء عملية فكيك، عاد الكولون لقاعدته، وكوم حميان عادوا في 18 يونيو لكَالُّول، حيث يقيمون، والكل رجع في أمان.

الكولون الثاني بقيادة الكولونيل ديو، المميز باحتلال تيدكيات في 1900 كان مكونا من كتيبة رماة وسرية راكبة من الفيف الأجنبي ونصف سرب اصبايحية، وقسم مدفعية جبلية وكوم عمور، كل هذه العناصر تجمعت في بن زيرك يوم 12 يونيو وتقدمت لغاية بشار، ثم عادت لبن زيرك يوم 30 منه، قامت فرقة من الكوم مكونة من 380 فارسا من اطرافي ادوي امنيع ومخزن تاجيت بتغطية سير هذا الكولون، وحمايته عن طريق مراقبة سافلة كير أثناء تحركه هذا.

آخر أخبار فكيك:

غادر الكولونيل ديو بني ونيف في 19 يونيو ليصل بن-زريك في 21 منه عبْرَ واكْدا، ليصل أمام بشار في 25 منه، الواحة التي قدمت المساعدة لجيوش الززفانة، ففر الرحل، وتم مهاجمة القصر من قبل قواتنا، وقدمت جماعته الخضوع الكامل للكومندار عندما دخل بن-زيرك، فأعطاها نخيل الرحل البالغ عدده 10000 نخلة، كوم القبطان سيسبييل مع كوكبة راكبة من اللفيف ذهبت عبر لقنادسة والمرَّة لملاحقة اولاد جرير، والاستيلاء على قصر بوقاعيس والدخول لبن-زيرك عبر الأحمر والصفيصيفة، في حين فرّ الرحل لتافلالت، لم يكن لتلك القصور أهمية: واكدا وبشار تمون مجموعة من ثلاثين ألف نخلة لا تسمح لكولون مكون من 3000 رجل بالتنقل وقطعتي مدفع، لذلك نعتزم الاحتفاظ عندنا بهذه القصور كي تضمن لنا غلة تمور الواحة.

من المبكر تقييم التأثير الذي أحدثه قصف ازناكة من قبل كولوني بييرون وديو، فقد تم تسجيل بعض الحوادث في بني ونيف في شهر يوليوز، حيث سرق قطيع من الغنم وقتل راع قرب ديفييري، أواخر أيام يونيو.

في 9 يوليوز تم مهاجمة قافلة مدنية للمقاول كيوم بين بو-يارى وبن-زيريك من قبل اولاد جرير، وفي 12 يوليوز تم نهب دورية اصبايحي قرب بني ونيف، وتم سرقة جمل يوم 24 يوليوز بين زفاوي وتاجيت، علينا أن لا نضخم من قيمة هذه الأعمال، ولكن يجب تأكيد ما سبق قوله بأنه في الززفانة أيضا نحن نقاتل الرحل بالتحرك وليس بإنشاء المراكز في الأماكن التي تم غزوها، مزيدا من المراكز، مزيدا من البناء في الصحراء، الحركة، ولا شيء غير الحركة، بجب أن تكون هذه هي قاعدة إدارة ناحية الززفانة الجديدة، التي ستعهد للكومندار بييرون، الأفعال الأخيرة، والتناسب بين الواقع والمجهود المبذول في قصف فكيك وما تبعه من تحرك كلونين، سيؤدي إلى تحقيق بناء التهدئة.

الحاكم العام للجزائر يرى ومقتنع لأن في البيان الرسمي أعلاه تمَّ ذكر المحدد نفسه بوضوح بيِّن، “الأمن لن يستتب إلا بتكوين قوة أهلية متحركة“.

جونار الحاكم العام طور هذه الفكرة في تصريح لمراسل جريدة petit journal فقال” “أعتقد أن تنظيمنا العسكري في الناحية الصحراوية معيبا، ويجب إبداله بتنظيمات عسكرية أهلية متحركة، كوم بقيادة ضباط مكاتبنا في الشؤون الأهلية (بِيرُو- اعْراب)ستمارس دور البوليس المستديم والفعال والعملي في القطاع الموكل له، أنت تعرف مقدار السهولة التي يتحركون بها، إنهم دائما مستعدون للانطلاق، ويقدرون على العيش بحفنات من الطحين، والأرز يحملها كل فارس على حصانه، من الواضح أن الاقتصاد المتحقق من استدعاء الحاميات الصحراوية وتعويضها بشكل كبير بالموارد الجديدة، سيفر المال والرجال ويحقق التهدئة، كما أقترح من جهة أخرى على وزارة الحرب التخلي عن اسماعلة عمالة قسنطينة الذين صاروا جنودا، مع الإشارة لتوفرنا على النقود اللازمة لأداء أجور كوم جنوب وهران”.

معركة في اتْوات:

أفادت واكلة هَافَاص في فاتح غشت، أن البرابر قاموا بالاعتداء على مراكزنا في اتوات، على طول خطنا انطلاقا من الغرب، كما هوجمت فرقة من شركة اتوات من قبل قوات بربرية مغربية، وبعد ساعتين من القتال، تم الاستيلاء على 50 جمل وقتل 18مرافق لها من الأهالي، استهدف مركز بلعباس.

فقام القبطان رونو، بقطع الطريق على البرابر في الوقت الذي كانوا يجتازون الحدود، لمحاولة استرداد الجمال التي انتزعت منهم، فوقعت معركة سقط فيها عدد من الأهالي الموالين لنا، وكذا من البرابر المهاجمين، بين قتيل وجريح.

الحادث لم يكن ذا أهمية في حد ذاته، ولكن الخشية كانت من التعقيدات الدبلوماسية التي تثيرها الحركات القادمة من البلاد البربرية في الجنوب المغربي، والتي نعاني منها لمدة طويلة في واد الززفانة حيث تمنعنا هجماتها من متابعة إنجاز مشاريعنا في كورارة واتوات لغاية تبلباليت.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة إفريقيا الفرنسية 1903/ص:219-221 و256-257 و272.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M