لماذا المطالبة بتحريف شرع الله في المواريث وهناك حلول شرعية متيسرة!؟

21 مارس 2023 12:39

هوية بريس – د. رشيد بنكيران

من المطالب التي يسعى التيار العلماني المتشبع بالفكر الغربي المعادي للدين إلى تحصيلها إلغاءُ التعصيب من المواريث، بدعوى أن أسرة الميت من النساء (البنات والزوجة) تضيع حقوقهن أو يُضيق عليهن في حالة انعدام ولد ذكر للميت؛ إذ ترث العصبة ( إخوة الميت أو أبناؤهم..) قسطا من التركة.

ورغم أن مشاركة العصبة في تقسيم التركة وفق ما جاء في القرآن الكريم عدل مطلق لأنها فريضة من لدن عليم حكيم، فإن الله سبحانه وتعالى فتح الذريعة للمكلف في حياته قبل موته، وشرَع له الوسائل ـ إذا شاء ـ بأن يخص الورثة من نسائه (البنات والزوجة والأم) بنصيب من المال إذا خاف عليهن من التشرد والضياع بسبب مطالبة العصبة بحقهم، من هذه الوسائل:

الهبة: وهي عقد تمليك العين بلا عوض، فمن حق الإنسان قبل موته أن يهب لبنته مثلا ما يشاء من أمواله بالضوابط المقررة، لكن نجد بعض الناس حينما تخبرهم بهذه الوسيلة الطيبة المشروعة يظهر لك تخوفا من نوع آخر، لا يخطر لك على البال؛ وهو أنه يخشى من ابنته أن تتصرف في المال الموهوب، كأن تعطيه لزوجها في المستقبل مثلا، أو أي تصرف يؤول إلى حرمان الأب من ذاك المال. أو إذا وهب لزوجته منزلا مثلا يخشى أن يقع الفراق بينهما فتفوز هي بالمنزل ويطرد هو منه؛ إنسان هلوع جزوع كما جاء وصفه القرآن. ومن رحمة الله بهذا النوع من الناس هناك حل شرعي آخر؛

العُمْرَى: وهي هبة منافع الملك عمر الموهوب له أو مدة عمره وعمر عقبه لا هبة الرقبة، أي أن العُمْرَى تمليك المنافع لا تمليك العين، ويكون لِلْمُعْمَرِ له السكنى مثلا، فإذا مات عادت الدار إلى الْمُعْمِرِ إذا كان لا يزال حيا، أو إلى ورثته إذا مات كما مقرر في المذهب المالكي. ولهذا فمن خاف من العصبة أن تضيق على بناته مثلا في السكنى بعد وفاته، فله شرعا أن يبرم هذا العقد، وبموجبه تسكن بناته في ذلك النزل مدى حياتهن، فإذا وقعت الوفاة عاد المنزل إلى الورثة، ونال كل صاحب حق حقه.

وبعد هذا التوضيح والتذكير بالوسائل الشرعية التي قد تكون حلا عند خوف الآباء من تضيق العصبة على بناتهن وتعرضهن إلى التشريد حسب قول العلمانيين،

لماذا الحرص على تحريف شرع الله في المواريث !؟

أليس حقيقة مطلب هؤلاء الحداثيين! هو التملص من شرع الله بدعاوى غير صحيحة والارتماء في أحضان العلمانية التي ترفض أن يؤطر الدين الإسلامي الشأن العام !؟

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M