تلميذان يمتحنان وزير (عواقد) في التعليم

17 فبراير 2014 17:19
تلميذان يمتحنان وزير (عواقد) في التعليم

تلميذان يمتحنان وزير (عواقد) في التعليم

ذ. إدريس كرم

هوية بريس – الإثنين 17 فبراير 2014م

يمكن الحديث عن فضيحة (عواقد) وزير التربية الوطنية يوم 16/2/2014 في برنامج “فرانكو دوارجي” اطْرِي “موضيرن”، أريد له التسويق لـ”عواقد” المنظومة التعليمية التي يريد وزير التفتح الترويج لها من خلال التلاميذ الذين أحضروا لتلميع “بكاج” الوزير في دفاعه عن برنامج مسار.

بيد أن التلاميذ تفوقوا على الوزير لغويا وتنظيريا ومعرفة بالواقع الذي يعيشونه ووضوح المآل المراد وصوله، والذي جعل الوزير يرتكب هفوات أقلها لو أن المسؤولية مقرونة بالمحاسبة لكان معاليه محط مؤاخذة ومساءلة في البرلمان ومن الحكومة على حد سواء، لأنه لم يحترم الدستور الذي حدد اللغات الرسمية التي يجب التعامل بها وتدريسها، والعقيدة الإسلامية التي يجب تعليمها، ومحددات الهوية التي يجب مباشرة الإصلاح في نطاقها.

لقد أراد جنابه الثناء على نباهة التلاميذ المحاورين بتوجيه النقد للسياسيين الذي هو وزير ضمن حكومة حزبية منهم، فقال معاليه:

“السياسيون لا يفكرون مثلكم، لأن لهم “عواقد”، منهم من يريد التعريب أو الأمازيغية، ولا يوجد لديهم التفتح الذي نريد للمدرسة، لأن القيم ليست تلقين، وإنما ممارسة في الرياضة والفن وليس في خط اختيار اللغة.

فأجابه أحد التلاميذ: نحن نريد تعليما له هوية مغربية وليس تابعا. موجها الخطاب إلى زميله الذي أشار إلى تواجد الموجّه في مكتبه بمؤسستهم باستمرار رهن إشارة التلاميذ، بأنه يتحدث عن مغرب آخر؛ فتدخل معالي الوزير لفك التلاسن بقوله:

التوجيه مشي قضية معلومات، هو كيفاش يعرف التلميذ الصعوبات هكذا وهاكذا، الحياة المستقبلية، واللي هي وظيفية، هناك فرقا بين ثانويات اللي هما في مدينات (من عرف يترجم لمن لا يعرف، هذا وزير يرسم سياسة ويعتب على السياسيين ويريد أن يكون قدوة).

وليكون “موضيرن”، و”شيك”، دعا التلاميذ إلى زيارة مكتبه ليقضوا معه يوما يروا فيه عمل الوزير، وكأنا في درس للتدريب على حكومة الظل، أو كيف تكون وزيرا بعد مجالسة وزير، وبذلك أصاب معاليه بدعوة واحدة عدة مصالح تتلخص كالتالي:

1- جعل عقيدة الأمة على أرجل اللاعبين، ومصارين وجلود الآلات الموسيقية، وحناجر ورقص وزمر الناشطين.

2- التدليل على مكانة “الدوارج”، و”كمل من راسك” مشروعا لمدرسة المستقبل، و”عواقد” العاملين على مسارها في “مدينات”، ولو أنه أغفل من أصحاب “العواقد” من يريد فرنسة البلاد والعباد، وتدريج الحياة حتى تموت الهوية، ويسهل الانقضاض على المقدسات للإطاحة بمنظومة القيم المرتبطة بها.

3- تبخيس فكر السياسيين الذي بفضلهم هو موجود كوزير لا يحاسبه أحد.

4- تملصه من معالجة الخلل الذي تحدث عنه التلاميذ وجعلهم ينشغلون عن التفكير في مسارهم للتفكير فيما ينفع الوزير بعد زيارة مكتبه والحديث عن الداخل والخارج عنده، علهم يحظون منه بالتفاتة فيشغلهم في زمن عزت فيه الوظائف.

وإذا كان اللقاء أبان عن شيء، فهو عجز البرنامج “الفرانكو دارجي” عن تسويق الخطاب الإقصائي للهوية المغربية والنجاعة السياسيين المدبرين للشأن العام طبقا للدستور وما جرى به العمل، لفائدة فجاجة خطاب الغزو الاستعماري الذي قاده غلاة الاستعمار في مطلع القرن الماضي، والذي كان يعرف المغاربة بأنهم همج يصعب قهرهم، مما جعلهم يجتهدون في البحث عن أسلوب للتهدئة، لخصه ليوطي في قوله:

“إنما أنا خادم جلالة الملك”، في الوقت الذي كان يعمل على إقصائه من ممارسة السيادة في بلده؛ بيد أن الحيلة لم تنطل لا على الملك ولا على الحركة الجهادية والوطنية بالبلاد.

ولله عاقبة الأمور.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M