كلمة حول الديمقراطية للأستاذ إبراهيم الطالب مدير أسبوعية «السبيل»

15 أغسطس 2014 23:33
لماذا تخافون من إلياس العماري و«مجموعته»؟؟؟

كلمة حول الديمقراطية للأستاذ إبراهيم الطالب مدير أسبوعية «السبيل»

هوية بريس – متابعة

الجمعة 15 غشت 2014

كتب الأستاذ إبراهيم الطالب مدير أسبوعية “السبيل” في حسابه في “الفايسبوك”: “الديمقراطية جاءت نتاج ظروف وتطورات طرأت على المجتمعات الغربية، ترتكز على إحلال الفرد محل مصدر التشريع بجعل حياته ولذاته وسعادته مركز النشاط البشري وهدف التشريعات الوضعية.

وهذا تطلب من العاملين لها إرساء المفاهيم الفلسفية وتطويرها وتنزيلها على شكل قوانين وتشريعات تنتصر للعلمانية والفردانية وتحارب الدين والعقيدة وتفصلهما عن التأثير في الشؤون العامة والحكم السياسي.

فعند من يعتقد في الفلسفات العلمانية التي تعتبر القاعدة الفكرية والمرجعية العقدية للديمقراطية، يعتبر الفرد هو محور الكون، ونظرا لكون هذه الفلسفات لا تؤمن بما وراء المادة وتعتبر أن الإنسان هو من يخلق دينه وهو من يصنع القيم، فهي لا تقيم للإيمان بالله ربا وزنا، إلا من حيث هو معتقد فردي، للفرد الحرية في اعتقاده، أو اعتقاد ضده.

لذا فمن السذاجة أن نحاول الحكم على الديمقراطية كنظام بأنه شرعي أو لا.

ومن السطحية بمكان رفيع أن نطلق الأحكام دون خطام ولا زمام، فنقول إن الديمقراطية كفر، لأننا بذلك نسقط الناس في التيه والاضطراب، فالديمقراطية أصلا لا وجود حقيقي لها كنظام حكم، بل يحكم على المبادئ والآليات والفلسفات كل واحدة في معزل عن الأخرى.

ألا ترى أن عوام المسلمين بل بعض خاصتهم يحكمون على من يتبع قول الأغلبية بأنه ديمقراطي، بينما أوصى الفاروق أن تحصر الخلافة في عدد من الصحابة، وأن ينتخبوا واحدا منهم على أن يكون الحكم للأغلبية، وكذلك يحكمون على من يوزع الثروات بالعدل بأنه ديمقراطي، ومن ينصف المخالف ديمقراطي، في حين لو قلت له إنك لن تكون ديمقراطيا حتى تؤمن بحق غيرك في أن يمارس اللواط، وفي أن يلحد، وفي أن يعبد بوذا، لقال سبحان الله إن هذا كفر بواح.

إذا لا يمكن الحكم على الديمقراطية بالجملة لأن ذلك يوقع الناس في الارتباك والاضطراب، ويمنع من إقناع الناس بأحقية الحكم بما أنزل الله، كما أنه يوقع في التطرف والسطحية ويمنع من التواصل مع الغير.

المهم على المسلمين ألا يكونوا قضاة بل دعاة، وهذا لا يعني أن نجيز الكفر سواء كان فعلا أم قولا أم اعتقادا. لكن نحتاج إلى تشريح العقل الإسلامي لاستئصال ما لحقه من أورام لا أن نحكم على هذا العقل بالمرض، ونعفي أنفسنا من مكابدة علاجه.

وغير خاف على المستبصر أن مسألة الديمقراطية والأحزاب والحداثة والتشريع الباطل لما يخالف الشريعة قد بذل الغرب من أجل التمكين له في بلداننا أموالا وأرواحا، ولا يزال يبذل من الأرواح والأموال ما لا يخطر على بال بينما نكتفي نحن بالحكم على الديمقراطية أنها كفر، وإذا نظرنا من حولنا نجد أن كل شيء تغير وأن هذه الغربة لا يمكن أن تعيد الدين بالأحكام فقط، بل لن تعود الخلافة سوى على منهاج النبوة، الذي كان في زمن غربته الأولى يبيح لأتباعه أن يصلوا في الكعبة وعليها 360 صنما يعبدون من دون الله وتطوف بالبيت النساء عاريات الفروج لا الرؤوس فقط، فبمنهج الاعتدال والصبر والحكمة والتدرج هدم من كان يعبد تلك الأصنام أصنامهم بأيديهم، ولبست من كانت تطوف عارية النقاب، وأعز الله الإسلام والمسلمين بعد ذل وضعف.

وأربأ بالإخوة أن يظنوا في إخوانهم أنهم يصححون دين الكفار، أو يقبلون بما يخالف التوحيد والشرع”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M