وسقط قناع الديموقراطية الزائف!!

19 يوليو 2013 18:51

ذ. يونس الناصري

هوية بريس – الجمعة 19 يوليوز 2013م

لم يشك متابع لما يجري في العالم منذ عقود طويلة في كذب الديمقراطية التي يريدها الغربُ وأذنابُهُ، وأكد ذلك باحثون كثيرون؛ نظرا لما يرون من تناقضات عديدة يقع فيها الداعون إليها، وقد كان الاحتلال الغربي للعالم العربي الإسلامي أولَ خرق لمبادئ الديمقراطية المزعومة التي وضع الغربُ أصولها وعلمها لتلاميذه المخلصين من العرب والعجم.

 لقد أسقطت الثورات العربية أوراق التوت التي غطت أنظمة القمع والاستبداد؛ التي طالما ادعت أنها ديمقراطية، وظهر للجميع فسادُها وتسلطها على رقاب الشعوب المضطهدة، ووقعت أمريكا وحلفاؤها ما بين الثورة الليبية وأختها السورية في حرج شديد، لم تستطع تجاوزه، مما زاد يقين المراقبين الشرفاء في تضعضع جنبات الديمقراطية، بل تهدم أساساتها؛ ذلك أن المجتمع الدولي تدخل بطائراته النفاثة وصواريخه الفتاكة لإعانة الثوار الليبيين حتى هلك الطاغية وقتل شر قتلة، حيث هنالك مصالح جمةٌ لا يعلمها إلا الله، وطبل الإعلام المغرض للإبطال الغربيينSUPER MENS المدافعين عن إرادة الشعوب، وأشاد بحسن صنيعهم، فاهتزت أعطاف الغرب، وتمايل زهوا و ترنحا، زاعما أن غايته إقامة ُ مجتمع ليبي ديمقراطي يقرر الشعب فيه مصيرَه.

    تقدمت الأيام فثارت سوريا على مجرمها الأكبر وسفاحها الأخطر، مطالبة برحيله وتغييب وجهه اللعين الصفيق، فلم يجبهم إلا بالذبح والتقتيل والتشريد، والغربُ الديمقراطي المدافع عن كرامة الناس وأرواحهم واقف يشاهد، يمصمص شفتيه ويحك جنبي رأسه، تائها لا يدري ما أصابه، والضغوط عليه من كل جانب، فصمت دهرا رغم أنفه، ونطق خجلا من نفسه بعد أن استنكر عمومُ المواطنين الغربيين مجازر الأسد وخرقَه لكل الأعراف والقوانين، لكن نطقه ذاك لم يعدُ استنكارات محتشمةً فرضتها الدبلوماسية الكاذبة المنافقة.

   وقع المجتمع الغربي كما يقول الدارسون المنصفون بين مطرقة الصهيونية الماسونية العالمية، التي أبدعت ما سمته بالديمقراطية و سحرت به أعين الناس، الديمقراطية التي لا يجب أن تمس أدق شعرة من رأس يهودي في أي موطن على وجه البسيطة؛ لذلك كانت الإملاءاتُ المفروضةُ على أمريكا والاتحاد الأوروبي من قبل حكماء صهيون صارمة شديدة، منعت من تحريك ساكن الغرب تُجاه المحنة العظيمة التي يعانيها إخواننا الشاميون.

    وقع الغرب بين مطرقة الصهاينة وبين شجب عقلاء العالم المؤمنين بحقيقة الديمقراطية لما يجري أمام أعينهم من انتهاك لكرامة الإنسان، والحيوان معزز مكرم عندهم يرث الملايين، وهاهم يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى في مسألة تسليح الجيش الحر الأبي، متخذين أدق الإجراءات في ذلك، الشيء الذي جعل الأمر حبرا على ورق.

   ودخل الإسلاميون في مصر وغيرها إلى معترك الديمقراطية، مسلمين بها مع خصومهم العلمانيين، حتى إن كثيرا منهم تشربها ودافع عنها بشراسة أمام الكافرين بها، ثم قطفوا بعضَ ثمارها الظاهرة، وهو وصولهم إلى الرئاسة.

   لقد كان فوز محمد مرسي بداية سقوط الديمقراطية؛ إذ عملت قوى الشر الخارجية والداخلية التي صُعقت بالفوز ولم تستسغ نجاح فصيل إسلامي ولم يخطر ببالها قط أن ينقلب السحر على الساحر، عملت على إفشال التجرية الإسلامية في مهدها، وكان ذلك بمخطط إبليسي خبيث، أنفقت فيه الملايين بسخاء، وجُندَ له أناس أشرار لا ينامون، يكنون للإسلام بغضا لو مُزج بماء البحر لنجسه، أناسٌ خُلقوا للحرب على كل ما يمت إلى الإسلام بصلة، مؤطرين بشياطين الغرب الدهاة من الماسونيين والصليبيين الحاقدين.

   ولو نظرنا إلى إعلام مسيلمة الكذاب المصري العام والخاص الذي اعتُبرَ المعولَ الرئيس الذي هدم الشرعية فيما بعد، لظهر لنا قوم لئام خبثاء، اعتادوا السباحة في مستنقعات الرذيلة، لم يرضوا بالإصلاح ولن يرضوه أبد الآبدين، قوم نفوسهم خسيسة تحب الباطل وتشجع عليه تحت ستار الدفاع عن الحق والوطن، فكانوا فعلا مؤمنين بما يدافعون عنه من فساد وفجور ودياثة.

   إعلاميون لا هم لهم إلا الملايين التي تضخ في أرصدتهم ولو أُحرقت مصرُ بأكملها، دفعهم ذلك إلى نصب كمائن لا حصر لها للرئيس المنتخب شرعيا، متسترين على كل إنجاز قد يرضي الشعب عن رئيسه، وفاضحين لكل خطأ لا يسلم منه رئيس ولا مرؤوس.

    ما تركوا سبة إلا ألصقوها بالرئيس وحزبه، حتى إن زوجه لم تسلم في بيتها من ألسنتهم الأفاكة الأثيمة، خاضوا في عرضه ونبشوا في دواخله، واتهموا نواياه، واستبقوا توقعاته ومشاريعه، فحكموا عليها بالبوار، وهم في كل ذلك مباركون من أسيادهم داخل الوطن وخارجه، بعد أن كانوا يلعقون أحذيةَ حسني مبارك وأولاده.

   اجتمع الخصوم والأعداء من أجل القضاء على مرسي، في جبهة الإفلاس الوطني، التي خرجت حركة تمرد من رحمها، في خطة دقيقة متناسقة، لا يشك مؤمن في ماسونيتها، فالأخبار توالت عن فضيحة السفيرة الأمريكية بأنها واضعة خطة القضاء على مصر، بلد الرجال والإيمان والشهامة، بإقرار الغرب كله، إلا بعض العقلاء منهم.

   وهو ما حدث أخيرا يوم 3 من يوليوز،وأكد كل التوقعات المبنية على دلائل قطعية، يوم انقلب وزير الدفاع الخائن على الشرعية الديمقراطية هو وزبانيته أبناءُ مبارك الأشقياء، مدعمين أنفسهم بشيخ الأزهر وشيخ الكنيسة وممثل حزب النور ياللأسف، وذلك لصبغ الانقلاب بالقبول والرضى الوطنيين.

   فعلوا ذلك بعدما اجتمعوا بليل لينفذوا آخر بند من بنود الخطة الطويلة الأمد لإسقاط كل ما له علاقة بالإسلام، والمخزي الذي رسخ موت الديمقراطية وبوارها هو اعتقال الرئيس الشرعي وإعلاميين إسلاميين بارزين، وناشطين سياسيين غيورين على الشرعية الإسلامية، و رموز إسلامية كبيرة لها وزنها الديني والسياسي، أضف إلى ذلك إغلاق القنوات الإسلامية والقبض على موظفيها، حصل ذلك مباشرة بعد انتهاء البيان الانقلابي، لتكميم الأفواه الشريفة الصادعة بالحق، التي لا تخاف في الله لومة لائم.

   ثم لا ينقضي عجبي من المجتمع الدولي الذي خرس لسانُه وحصر، وخفت صوته حتى اندثر، وأخذ من الأمر كل الحيطة والحذر، فازددنا شكا في ديمقراطيتهم المشؤومة، وعلمنا عين اليقين أنها ترفض الإسلام ولو عمل بمقتضاها وسار في دربها.

   ولم أغتظ اغتياظي من فعل آل سعود، لما كانوا أولَ من هنأ الانقلابيين وعدلي منصور، والسعوديون الشرفاء برئوا من هذا الموقف الذليل المَقيت، الذي ساوا بين مكانة آل سعود وبين الإماراتيين المحكومين من لدن الخبيث الرافضي ضاحي خلفان، أحد أعداء الإسلام الألداء، عار كل العار أن يتسابق آل سعود إلى إضفاء الشرعية على الانقلاب الغاشم.

  حتى وإن تعللوا بأن حكم الإخوان المسلمين مرفوض لمبادئهم المعروفة، فإن المسألة هنا لم تعد إخوانا ولا سلفيين لمن يرى ويفهم، وإنما هي حرب ضروس شرسة على الإسلام والمسلمين السنة بالضبط، فلذلك وجب الوقوف مع الشرعية الإسلامية عموما، ولو تخللها شوائب، أما الملايين التي قدمت للانقلابيين فلا أدري ما سيقول أصحابها لخالقهم يوم القيامةـ والله المستعان.

 لا أدري ما سيقوا آل سعود في مذبحة الحرس الجمهوري التي بلغ قتلاها 100 إلى الآن و1000 جريح؟

ألم يخشوا الله في دماء الأبرياء التي سيصيبهم إثمها؟

أيظنون أن الملايين المرسلة إلى الغادرين ستخدم بها الدعوةُ إلى الله؟

أم أنه ستفتح يها قنوات إسلامية لنشر عقيدة أهل السنة؟

وأسئلة أخرى ستتناسل مع مضي الأحداث.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. First things first, you’ll want to set a fixed target date when you are going to completely quit, such as two or three weeks from now. Thus, in the event the muscles inside the penile area are relaxed, more blood will enter the penis and a harder erection will occur.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M