إلى التالين لخطبة الجمعة في سياق “تسديد التبليغ”..

هوية بريس – محمد بوقنطار
إلى التالين لخطبة الجمعة في سياق “تسديد التبليغ”…
أقول إن:
إيماننا حد اليقين أن العبادات ليست قشورا، فليس في الدين لب وقشور بل كله لا جله أصل وأساس، فهذه حقيقة لا يجب أن تنفي أخرى مفادها أن الإسلام ذو طبيعة شمولية ونظام متكامل يجعل الاقتصار على الطقوس التعبدية مع إهمال المعاملات، وغيابه أو تغييبه بأدق تعبير عن ميادين إدارة المعارك في ساحات الاقتصاد والسياسة والتشريع والقضاء وإنفاذ أحكامه لتنظيم أزمة إدارة حاجات الأعناق والأبضاع والأرزاق هو تطفيف حائف وميل زائف، إذ تبقى محمدة المحافظة على ضرورة التوازن هو الأمر المقصود المطلوب المرغوب فيه أصالة، توازن بين ركنية إصلاح القلوب وتوقيع العبادات مع السعي الجاد لتجسيد قيم الإسلام في مجال العدل، والاقتصاد، والتشريع.
والأكيد أن الاقتصار على ركن دون ركن هو مثلبة ومنقصة لا تقبلها طبيعة إسلام الوحي الشمولية، كما لا يجب أن يرضاها المسلم الغيور على حمى دينه وحياض شريعته الغراء، ولعل القبول بهذا الاجتزاء والاقتناع بكفايته والسكوت عن إخسار ميزانه لا ينبغي القبول به ناهيك أو فضلا عن التطبيل والثناء على الاكتفاء حد الإشباع والاقتناع بنصفه الموجود دون المفقود منه، المفصول جورا واعتسافا، وأعني به ذلك النصف المغيب تحت طائلة العمد وكبيرة الإصرار من الذين ما فتئوا يرفعون شعار فصل الدين عن الدولة وتحييد سطوة الوحي عن دنيا الناس، ثم يطفقون بمباركة الغرب الملحد تطبيق أنموذجه المارق في جغرافيا المسلمين…
فمن قال من وصل صفا وصله الله هو القائل عليه الصلاة والسلام ومن قطع صفا قطعه الله، والذي أخبر عن نفسه أنه غفور رحيم هو هو سبحانه القائل أنه المنتقم شديد العقاب، ومن قرر أنه في السماء إله، أخبر أنه في الأرض إله جل جلاله وتقدست أسماؤه وعلت صفاته سبحانه سبحانه.



