الدعوة للدعارة أم الدعوة لإسقاط الفصل 490 !
هوية بريس- عبد الصمد إيشن
في كل مرة تطفو للسطح قضية “حقوقية” من طرف فئة لا تملك أي سند شعبي في الداخل، وسندها الوحيد هو الخارج. هي فئة محدودة العدد، ضَلَّت الطريق وخُدِّرت بمفاهيم الحرية وحقوق الإنسان “التي تضيّع الإنسان”.
وفي سياق هذه الفقاعات “الحقوقية” المألوفة، والتي تظهر بين الفينة والأخرى، خرجت حركة “خارجة على القانون” بدعوة صريحة للدعارة. عفوا، الدعوة لإسقاط الفصل 490 من القانون الجنائي: “كل علاقة جنسية بين رجل وامرأة لا تربط بينهما علاقة زوجية تكون جريمة الفساد ويعاقب عليها بالحبس من شهر واحد إلى سنة”.
قلت هي فئة محدودة العدد، تريد أن يسعفها الحظ لتكسب تعاطفا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي، عبر حملاتها التواصلية المخاطبة للناس بالدارجة. فتظهر الجانب المزيف لشعارات الحرية وحقوق الإنسان، متعمدة إظهار الجانب الحقيقي لها. فهي عاجزة عن تصوير مخلفات هذه الحملات الشنيعة في الغرب ذاته.
هذا الجانب الحقيقي لشعاراتهم الواهية، هو لما تسمع في الغرب كيف يمكن للوزير أن يتزوج وزيرا، وكيف لقرد أو كلب أن يتزوج مسؤولة حكومية، أو لحالات الانتحار الواسعة، أو لحالات إحراق سيارات الأمن والأمنيين والأبرياء في مظاهرات في الشارع العام..، باختصار إنها حالة الغابة والغابوية، التي أوصلتها إليهم شعارات الحرية وحقوق الإنسان المزيَّفة. وهي نفس الشعارات التي انتُزِعت بها “فطرة الإنسان” السليمة من أفراد المجتمعات الغربية واحدا تلو الآخر.
من هذه المنطلقات، اعذرونا دعاة “إسقاط الفصل 490″، الشعب المغربي، لن يرضى لنفسه حالة الإذلال التي وصل لها الإنسان في الغرب بسبب إرغامه على التخلي عن “فطرته السليمة”. الشعب المغربي، لن يرضى لنفسه أن يتحول إلى حيوان قذر داخل غابة كبيرة ، يتوهم أعضاؤها أنهم في “حضارة”. نعم بشعارات “الحرية للجميع وحقوق الانسان للجميع” دنس الغرب ماضيه وحاضره ومستقبله، دنس أسرته ودولته وحضارته.
أيها القارئ الكريم، كان المقال منذ بدايته، رسائل وعناوين فقط. الآن انتبه أكثر، سأخاطب عقلك قبل قلبك ونزوتك، سأخاطب فيك الضمير الحي الذي انقذ البشرية من الضياع. سأوضح لك أين يكمن الخلل في الدعوة “لإسقاط الفصل 490” ودعوات أمثال “خارجة على القانون”. إن نجاحهم في إسقاط هذا الفصل، هو فتح باب “ممارسة الجنس” على مصراعيه. وذلك على حساب مؤسسة الأسرة التي تحارب ليل نهار.
كل ما حققته البشرية معتبر في الحرص على مؤسسة الأسرة وتعظيمها، لما لها من دور بارز في حمايتنا جميعا كمجتمعات وشعوب من الضياع، سيصبح في مهب الريح بسبب هذه الدعوات، وبالتالي ستصبح الأسرة مجرد مؤسسة محتقرة لا أحد يكترث لها ويحميها.
لقد كانت بداية الحضارة لما منعنا ممارسة الجنس وأفردنا بابا واحدا لممارسته هو باب الزواج وبالتالي تشكيل مؤسسة الأسرة. فكان أفراد المجتمع يعرفون بمرجع واحد هو أسرهم وكان أفراد الأسرة قبل أن يخرجوا للمجتمع، يكونون قد شربوا من معين تربية أسرهم وتربوا على قيم ومبادئ الصدق والاخلاص والنظام والنظافة وحب الخير، فيكون الربح لهم كأفراد ولمجتمعه ككل واحد لا يمكن تجزيئه.
ولكن الآن إذا استجبنا لدعوات هؤلاء النشطاء (المغفلين في غالب الأحيان)، ترى ماذا سنجني غير أفراد ومواطنين لا أباء ولا أمهات لهم. لكن الأخطر لا تربية ولا أخلاق لهم (=إذن، مجرمين وثملين ومتسكعين). لما نحارب مؤسسة الأسرة بتشجيع ممارسة الجنس خارج ضوابطها، في الحقيقة، لا نحارب إلا أنفسنا ومستقبلنا كشعب ودولة.
وبالتالي، الدعوة “لإسقاط الفصل 490” هي دعوة مباشرة لممارسة الجنس خارج مؤسسة الأسرة. باختصار، “الدعارة”. فتكون النتيجة تفكيك مؤسسة الأسرة بل احتقارها ودفعها للإفلاس. ونكون أمام مجتمع مجهول لا مرجع له ولا أصول. بل أفراده زاني وزانية وأبناء زنى عوض مواطن ومواطن وأبناء مواطنين.
ختاما، لا أكتب لحركة “خارجة على القانون” أو لأمثالهم، هم لا يقرؤون بعقولهم بل بنزواتهم. ولكن مقالي موجه لذوي العقول الحية التي تفكر فيما هو كبير ولا تشغل ذاتها بما هو صغير، هورسالة من القلب الى عقولكم قبل قلوبكم يا أبناء يوسف ابن تاشفين وعبد الله ابن ياسين والمولى علي الشريف.
جزاكم الله خيرا على هذه الرسالة الطيبة
قالوا فادعوا؛ وما دعاء الكافرين إلا في ضلال.