الرد على شبهة “لا سياسة في الإسلام” من خلال القراءة في كتاب “لغة الإسلام السياسي” للمستشرق برنارد لويس

10 أبريل 2018 01:28
وفاة برنارد لويس.. مؤرخ أمريكي أشاد بالإسلام وحاربه وأيد "إسرائيل"

هوية بريس – قراءة وانتخاب: رضوان شكداني

برنارد لويس (من مواليد 31 مايو 1916، لندن) أستاذ فخري وهو يهودي بريطاني أمريكي متخصص في الدراسات حول الشرق الأوسط في جامعة برنستون. وتخصص في تاريخ الإسلام والتفاعل بين الإسلام والغرب وهو أحد المستشرقين الذين يعادون دين الإسلام ونظام الحكم الشرعي.
وهو يكون احد المنظرين الأساسيين للمحافظين الجدد ومن أهم من يصوغ سياساتهم اتجاه الإسلام والعالم الإسلامي، ومن مؤلفاته:”لغة الإسلام السياسي” و”مستقبل الشرق الأوسط” الذي نشر عام 1997 وترجم إلى العربية عام 2000.
وله دراسات موضوعية حول الحكم الإسلامي وفي كتابه “لغة الإسلام السياسي” يقدم فيها لويس بحثا في بنية النص الإسلامي وآلياته واحتمالاته ومساراته في لغته مستخدما منهج تاريخ الأفكار، وتحاول هذه المقالة أن تستوعب الكتاب دون تعليق كثير أو مراجعة.
وقد أبرز في هذا الكتاب أن الاسلام دين ودولة وأن السياسة جزء كبير من الدين وأن الزاعمين أن الاسلام خاص بالتعبد والجانب الروحي يعد مهرطقا غير مستوعب للشريعة الاسلامية.
وسأسهل الكلام بتهذيبه وعنونته كي يستفيد القارئ منه على النحو التالي:

علاقة الإسلام بالسياسية:
إن الإسلام على علاقة سياسية وثيقة بالدولة باطنيا وظاهريا في آن واحد معا، والإسلام في كل الدول ذات السيادة وذات الأغلبية الواضحة دين الدولة، إذ تتضمن معظم دساتير تلك الدول بنودا تؤكد فيها أن الإسلام مصدر رئيسي من مصادر التشريع.

سلطة الدين في الدولة الإسلامية:
وما يزال الإسلام بالنسبة لمعظم المسلمين أكثر أسس السلطة رضا وقبولا أو الأساس الوحيد المقبول في حقيقة الأمر إبان الأزمات، ولا يمكن لسلطة أن تحقق هيمنة سياسية على ساحة شاسعة ولفترة طويلة جدا إلا حين تستمد السلطة الحاكمة شرعيتها من الإسلام أكثر مما تستمدها من دعاوى قومية أو وطنية أو أفكار غريبة.

ثبات السياسة الشرعية:
وقد استوعبت الكتابات الإسلامية في مجال السياسية الفلسفية السياسية السابقة وأنتجت أدبا فلسفيا جديدا وأصيلا، والشريعة السياسية تستند على الوحي فهي ليست عرضة للتغيير والتبديل، ولكن ثمة خلافات ظهرت في تأويل النصوص، وكان ثمة قبول واستيعاب لهذا الاختلاف.

الفهم الخاطئ للسياسة في الإسلام:
وهناك فهمان مغلوطان شائعان عن الفكر السياسي الإسلامي والحكومة الإسلامية، أولهما يتصور أنهما ثيوقراطيان تحت هيمنة رجال الدين، والثاني يتصورهما دكتاتوريين استبداديين، ولكن هذين الحكمين يستندان على سوء الفهم ليس إلا، فالإسلام يخلو من طبقة الكهنوت أو أي وساطة بين الله والعبد، كما يخلو من أية هيئة كهنوتية هرمية البنية، ولا وجود في التاريخ الإسلامي لنظراء البابوات والكرادلة، وكان نظام الملات في إيران المعاصرة منفصلا تماما عن السوابق الإسلامية.

أهمية الخلافة الإسلامية:
والخلافة التاريخية هي أعظم مؤسسة ريادية في التاريخ الإسلامي وأكثر المؤسسات عظمة وأهمية، فقد بدأت باختيار أبي بكر خليفة للمسلمين بعد وفاة الرسول، والكلمة تعكس في دلالاتها تقييد السلطة بالشريعة الإسلامية والأمة (البيعة) فالحاكم يخلف رسول الله والخلفاء من قبله وهو أمير المؤمنين الذي يختارونه ويبايعونه برضاهم وموافقتهم ويتعاقدون معه بالبيعة على أن يحكمهم ويقودهم.

تنظيم الإسلام لواجبات الحكام:
ويقدم الأدب الإسلامي اهتماما بواجبات والتزامات الحكام والمحكومين محورها اختيار الحاكم وتعيينه ومبايعته، والتزامات الحاكم تجاه المحكومين والتزامات المحكومين تجاه الحاكم وما ينجم عن ذلك من نطاق وحدود السلطة والطاعة.

الإسلام دين العدل والمساواة:
وربما يكون أعمق وأصح وصف للإسلام أنه دين المساواة، وقد كان العالم وقت ظهور الإسلام طبقيا يضج بالطبقية، فإيران المجوسية يحكمها نظام طبقي صارم ودقيق، والهند يحكمها نظام طبقي قاس ومغلق، والغرب تحكمه أنظمة الطبقات الأرستقراطية الموروثة من الإغريق والجرمان.

هذه الفقرات من هذا الكتاب تدل دلالة قوية على أن الاسلام دين السياسة الشرعية التي لا تنفصل عن منظومة الدولة الاسلامية والشاهد به أحد أعمدة الفكر والتاريخ ورجل متخصص في التاريخ الاسلامي فقد نطق الحق عن تجرد والحق ما شهدت به الأعداء لكن بني جلدتنا لايزالون في طغيانهم يعمهون وينكرون الحق الأبلج.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M