الكنبوري: قرار محكمة العدل الأوروبية يستهدف “حجاب المسلمات”

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور إدريس الكنبوري “قضت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي بمنع ارتداء الحجاب في مقرات العمل في جميع بلدان الاتحاد؛ وبذلك انتهى الجدل حول الحجاب الذي استمر لسنوات؛ مبررة قرارها بأن المنع لا يشكل تمييزا إذا جرى تطبيقه على الجميع. وفي الظاهر يبدو هذا التبرير مقنعا؛ لكنه في العمق يستهدف الحجاب فقط وليس العلامات الدينية الأخرى؛ فالحجاب هو الوحيد الذي ظل محل جدل في أوروبا وخاصة في فرنسا طيلة عقود؛ ولم يحصل أن كانت العلامات الدينية اليهودية أو المسيحية أو غيرها موضوع جدل على الإطلاق؛ والذين رفعوا دعاوى إلى المحكمة ضد ارتداء العلامة الدينية كن من المسلمات؛ ولم يحدث أن رفع يهودي أو مسيحي دعوى لهذا الغرض؛ ولذلك فإن الحجاب هو المستهدف”.

وأضاف الباحث المغربي في منشور له في فيسبوك “القرار هو قرار سياسي؛ ومن المؤكد أن ضغوطا من فرنسا وغيرها كانت وراءه؛ وهو يأتي في خضم الأحداث في إيران التي تحول فيها الحجاب إلى رمز سياسي عالمي بسبب الحملة الغربية ضد إيران التي تصور بأن سقوط الحجاب في إيران يعني سقوط النظام. وبصرف النظر عن موقفنا من النظام الإيراني؛ فإن التحليل الموضوعي يقول بأن الغرب الذي فشل في الضغط على النظام في الملف النووي انتقل إلى الضغط في موضوع الحجاب؛ ولذلك أصبح الحجاب اليوم عقدة مزدوجة؛ عقدة من الإسلام وعقدة من إيران”.

وتابع الكنبوري “قبل شهور كتبنا منشورا مطولا نقول فيه بأن الإسلام سيغير وجه أوروبا نهائيا؛ وهذه هي الحقيقة. فبسبب الإسلام نرى أوروبا تتراجع عن الكثير من مبادئها التقليدية التي عرفت بها طيلة القرون الثلاثة الأخيرة على الأقل؛ كالعلمانية وحقوق الإنسان وحرية المعتقد. لم تعد هذه المبادئ الليبرالية مقدسة اليوم؛ وهذا يدل على حقيقة تاريخية ينساها الكثيرون؛ وهي أن هذه المبادئ كانت في خدمة الأوروبيين فقط؛ وأن حرية المعتقد ولدت من أجل حل المشكلات بين الكاثوليك والبروتستانت؛ وليس من أجل حل المشكلات مع المسلمين؛ وفي ذلك الوقت لم يكن هناك حضور للإسلام في أوروبا؛ أما وقد أصبح المسلمون كتلة كبيرة في الدول الأوروبية فإن تلك المبادئ التي تم الاتفاق عليها سابقا لم تعد نافعة. لقد اتفقوا على تلك المبادئ؛ واليوم يتفقون على إلغائها. وإذا كان كل هذا يحصل في ظل حكومات “ديمقراطية”؛ فلنا أن نتخيل الوضع عندما ينتصر اليمين المتطرف ويصل إلى الحكم غدا”.

ليختم منشوره بالتأكيد على أن “العالم يتغير نقطة نقطة والتغيير يبدأ بالتفاصيل الصغيرة قبل أن يكبر”.