المغاربة أمة

18 سبتمبر 2023 19:15

هوية بريس – زوهير النبيه (باحث في العلوم الاجتماعية)

كتب مارسيل موس Marcel Mauss ‏ في بداية القرن العشرين مقالا مطولا حول مفهوم الأمة، وجاء فيه “كانت الأمة، كما تصورها الثوار العظماء في أمريكا وفرنسا، البيئة المثالية حيث ازدهرت الوطنية بالتأكيد”.

وما نشهده اليوم بعد المصاب الجلل الذي حل بنا ليلة السبت الفائت، تجسيد لتكثيف وازدهار الوطنية ونكران الذات والتضامن العفوي الذي عبر عنه المغاربة ويعبرون عنه، كما أنه شاهد على عظمة الأمة المغربية.

ويحيل مفهوم الأمة في اللغة العربية على عديد من المعاني. فنجد في المعجم الوسيط الأمة هي الوالدة، وهي أيضا الطريقة والدين، وهي كذلك الرجل الصالح الجامع لخصال الخير الذي يقتدى به. وتعني الأُمَّة جماعة من الناس أكثرهم من أَصل واحد، وتجمعهم صفات موروثة، ومصالح وأَمانيّ واحدة، أو يجمعهم أمر واحد من دين أو مكان أو زمان.

واليوم وبشكل جلي لا مشاحة فيه، وكما كتبه تاريخ هذه القطعة المتفردة من العالم، تجتمع كل هذه المعاني والدلالات وزيادة لتصف المغاربة. هرع الناس من كل حدب ينسلون، النساء والشيوخ والأطفال والشباب، كل يمد يده لإخوانه أبناء الأمة والأم الواحدة. طوابير الناس بمئات الأمتار يسارعون للتبرع بدمائهم، أ وليس الدم مشتركا؟… وتزيد عن جامعة الدم جامعة الروابط التاريخية الممتدة لقرون خلت، والراسخة في الوجدان والمتخيل، جامعة لا يدركها إلا المغاربة ومن عاش بين ظهرانيهم والتي نسميها نحن “تمغربيت”.

تبرز الأمة المغربية في العواطف التي يكنها المغاربة لها وفي مواقفهم حينما تفرح فيفرحون لفرحها أو عندما يصيبها مصاب فيبكون ويحزنون. إنها معنى يتحرك في مُهجهم ويحملونه في صدورهم وأذهانهم.

الأمة المغربية هي المطلق الذي يتجاوز كل نسبي، متعالية على العرق والقبيلة والطبقة الاجتماعية، إنها “الروح الكلية” كما قال هيغل.

 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M