تجربة مريرة مع الشيعة والصوفية.. رحلة عجيبة لـ”امرأة صينية” من البوذية إلى الإسلام!

05 نوفمبر 2022 22:40

هوية بريس – محمود ناجي الكيلاني

دعاني قبل عدة سنوات داعية فاضل، كي أزور معه بيت امرأة صينية، كانت بوذية وأسلمت، ليصلح لها بعض الأثاث في عمّان، فلم يكن عندها سوى أطفال صغار، وزوجها مسافر.



وكان الداعية فقيهًا ومهنيًا بارعًا بصيانة المنازل وإصلاح الأثاث، وكذلك في محاولة إصلاح العباد والبلاد أيضًا، وقد دفع ثمنًا كبيرًا لذلك، أعانه الله، وهو حاليًا طالب دكتوراة شريعة، كما كانت هي طالبة دكتوراة بنفس التخصص، قبله بسنوات.

تمدّد على البلاط، وبدأ بإصلاح الغسالة، وكنت أساعده بما أعرف، واستثمرت ذلك بالحديث معها حول إسلامها (طبعا بالعربي، فأنا بالصيني كحال معظمكم بالبلغاري والروماني).

قالت: إن بداية إسلامها كانت مع الشيعة، وقد دمرت نفسيًا في إيران، ووجدت في التشيع تدينًا مغشوشًا قائما على طقوس وثنية، فرّت من مثلها بالصين، وعبادة بشر، بشكل غير مباشر (آل البيت رضوان الله عليهم).

وكونها باحثة، ولديها إصدارات، انتقلت من التشيع إلى التصوف القبوري في مصر، فزادت حالتها سوءًا، كما قالت، واستمرت بالبحث، حتى تخلصت تمامًا من التشيع والقبوريات (الطواف حول القبور والاستغاثة بالأموات).

فعاجلتها بسؤال: وما رأيك بنا كمسلمين حاليًا؟ فقالت بلغة عربية مكسرة: يعني كويسين ماشي الحال، وليس مثلما كنت أتوقع إطلاقا، فأنتم بحاجة للهداية من جديد، وهذا ما أفعله مع المسلمات، وأقول لهن: هذا حجاب؟ هذا دين؟ أنتم عرب؟ أنتم أحفاد صحابة؟ أنا لا أشعر أني مسلمة إلا في الحرم المكي.

وكانت جريئة بالحديث والنقد بشكل لا يتصور، كعادة المسلمين الجدد والغربيين تحديدًا، مع أنها آسيوية، حتى إنني لمّحت للشيخ الذي جئت معه إنها تفتقد للباقة في الحديث، وكانت تطلب منا الإصلاح، وكأننا عمّال بأجرة.

فضحك وقال: لم تسمع شيئًا، فهي تقصف قصفا عشوائيًا، ولا تترك أحدًا، ولو في درج العمارة، وهي تقول للمجاورين: أنتم وأنتن أحفاد وحفيدات محمد وعائشة؟

وعندما أكملت كلامها، طمأنتها أننا بخير إن شاء الله، فلا تيأس، ونمر بغفوة وربما سبات، وسنستيقظ قريبًا، وقد مررنا عبر التاريخ بحالات مشابهة.

وقلت لنفسي: كان الله في عونها كم مرّ بها، وأثّر على نفسيتها، فقد دخلت الإسلام مخلصة وصادقة، كما تقول، حتى إنها فقدت نصف وزنها، وأقامت فترة طويلة بالمستشفى، واحتاجت لوحدات دم عديدة، جراء تجويع نفسها للشعور القاسي بالزهد، وبمأساة آل البيت -رضوان الله عليهم-، وهذا ليس من ديننا، وقد تفاجأت فينا، وتركت رعاية بلادها لعلمها، فتمت الطامة.

وقالت أيضًا: قبل إسلامي، زرت فلـسطـين، وكتبت كتابي هذا عن الديار المقدسة عند المسلمين، بعين صينية طبعًا، وبرعاية الدولة، ككتب المستشرقين، ولكن كان لزيارة المسجد الأقصى شيئا في نفسي.

أهدتني الكتاب الضخم، فنظرت له، وإذا صورتها عليه، وهي شابة، وغير محجبة، فعاجلتني بالقول: اتق الله، ولا تنظر للمرأة، بلغتها العربية المكسرة.

فقلت: هذه النظرة الأولى للكتاب، وليس للمرأة، وما يدريني أن صورتك على ظهر الكتاب؟

قال لي الشيخ: إن جعبتها مليئة بالأحاديث والأسئلة، ولا تتركني بحالي من اتصالاتها، ولكنني اعتدت عليها وأحتملها، فهي طيبة وتحب الدين جدا، فقلت له: وهذا أنت، رغم مشاغلك، جزاك الله كل خير.

بحثت عن الكتاب في مكتبتي الصغيرة، لأضع غلافه (طبعًا بدون صورتها)، كي لا تبرق لي من هونغ كونغ: “اتق الله ولا تنشر صورة المرأة”، وللأسف لم أجده.

أذكر في دراستي الجامعية الأولى، ما قالته لنا أستاذة فاضلة بالفقه على سبيل شر البلية ما يضحك (وقد شدني اسمها أنها من المتابعات حاليًا، ولا أدري هل تذكرني أم لا، وقد تغير شكلي كثيرًا، ولم أدرس عندها سوى مادة واحدة):

كان يأتي الطلبة الأعاجم، لاسيما في بداية الفصل الأول من دراستهم في بلادنا، ويهم بعضهم لتقبيل أيادينا، لاسيما من جنوب شرق آسيا، وهم يقولون لنا: أنتم أحفاد الصحابة وواجب احترامكم.

وبعد أن يعايشوا الواقع، ويعرفوننا على الحقيقة، يختفي ذلك الانبهار، وتجدهم يريدون أن يفعلوا شيئًا آخر في منتصف وجوهنا، وأخجل من وصفه، ولسان حالهم يقول: خاب الظن بكم.

نعم خاب الظن بنا يا أستاذتي، وهذه دعوة للمراجعة لي ولكُم ولكُنَّ.. ففينا خير، ولكننا نضيعه بقصد ودون قصد.
اللهم اهدنا لما تحب وترضى، واجعلنا عند حسن الظن، وسامحنا عما ننقله للمسلمين الجدد، فإننا مقصرون ومذنبون ومستورون، ونرجو أن نكون كما تريد، فاعفُ عنا!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M