تفويت “ثانوية” للمركب الجامعي “الشيخ زايد” بالدار البيضاء يجر أمزازي للمساءلة بالبرلمان

هوية بريس- عبد الصمد إيشن

اندلع الأسبوع الماضي جدل محتدم حول خبر نقل 500 من تلميذات وتلاميذ وأطر ثانوية إعدادية عمومية بالدار البضاء، وتوزيعهم على عدد من مؤسسات المدينة، حيث تداول الرأي العام أن الأمر يتعلق بإخلاء الثانوية استعدادا لتفويتها للخواص، إخلاء اعتبره أولياء أمور التلاميذ إجحافا في حد ذاته، لكونه لم يراعي الظروف الإجتماعية للأسر ولا بعد المسافة الفاصلة بين مقرات سكن أبنائهم ومدارسهم الجديدة.

وتفاعلا مع هذا الحدث، بادرت النائبة ثريا الصقلي عن حزب التقدم والاشتراكية بتوجيه سؤال كتابي لوزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، حول ما بات يعرف ب”فضيحة تفويت ثانوية أنس بن مالك الإعدادية” التابعة لمقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء.

ونبه السؤال، إلى أن الساكنة كانت تطمح وتتطلع لفتح مزيد من المؤسسات التعليمية العمومية لا أن تبادر المصالح التابعة للوزارة بإخلاء تلك المتواجدة أصلا، خصوصا وأن المنطقة تعرف طلبا متزايدا على المدرسة العمومية بكافة أسلاكها.

هذا وقد قامت الصقلي بزيارة إلى موقع احتجاجات أولياء الأمور بباب الثانوية، فور اندلاع الخبر، صبيحة السبت الماضي، وذلك للتواصل عن قرب مع الآباء المحتجين، والإحاطة الشاملة والدقيقة بالملف قبل نقله للترافع بمجلس النواب.

وتعتبر ثانوية انس بن مالك من أكبر ثانويات مقاطعة الحي الحسني مساحة، ناهيك عن كونها من أكثرها تميزا فيما يخص الإشعاع والتحصيل الدراسي لتلامذتها، الأمر الذي يجعلها معلمة تربوية بالمدينة. حيث إن هذا الإغلاق لن يضر بالتلميذات والتلاميذ فقط، بل إنه سيضر كذلك بقدرة الوزارة على ضمان شروط التعليم الجيد بالمنطقة ككل.

وتجدر الإشارة هنا، أن هذه المؤسسة التعليمية كانت قد استفادت سنة 2017 من غلاف مالي مهم لإعادة تأهيلها وتجويدها من حيث البنية والقدرة الاستعابية، وذلك بمساهمة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومجلس مقاطعة الحي الحسني وجمعية آباء وأولياء التلاميذ. وكلل هذا المشروع بتشييد 15 حجرة دراسية إضافية.

جدير بالذكر أن هذا الإخلاء يأتي في وقت تشتد فيه المطالب المنادية بضرورة الحفاظ على المدرسة العمومية أكثر من أي وقت مضى، وتبرز فيه الحاجة ملحة لتعليم عمومي ذي جودة ضامن لمبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين مختلف فئات الشعب المغربي.