حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 13 رمضان..

15 أبريل 2022 23:59

هوية بريس- نور الهدى القروبي

لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.

نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.

نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.

فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.

وفاة الحجاج الثقفي

توفي في 13 رمضان عام 95هـ كليب بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، المعروف بالحجاج الثقفي، عن عمر ناهز 53 سنة بالعراق. واشتهر الحجاج بقدرته على القيادة، كما علت شهرته بنسب المظالم إليه، حيث اعتبره العديد من المؤرخين مثالاً على الظلم، والتجبر، والطغيان، والاستبداد، فقد روي عنه الكثير من المفاسد وحبه لسفك الدماء.
ولد الحجاج في طائف ونشأ بها، ثم انتقل إلى الشام وعمل في شرطة ابن زنباع، نائب عبد الملك بن مروان، وظل يتقدم الصفوف، حتى قلده عبد الملك أمر عسكره.
أمره عبد الملك بقتال عبد الله بن الزبير، فزحف إلى الحجاز بجيش كبير، وقتل ابن الزبير وفرق جموعه، فولاه عبد الملك مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليها العراق، وثبتت له الإمارة 20 سنة.
كان الحجاج معروفًا بالظلم وسفك الدماء، والتعدّي على حرمات الله بأدنى شبهة، وأجمع علماء الإسلام والمؤرخون، أنه كان من أشد الناس ظلما وأسرعهم للدم الحرام سفكا، ولم يحفظ حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه، ولا وصيته في أهل العلم والفضل والصلاح من أتباع أصحابه، وكان يجاهر ببغضه لـ “علي بن أبي طالب” رضي الله عنه وآل بيته، إرضاءً لبني أُميّة.
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت للحجاج: (أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا، فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا المُبِيرُ فَلَا أخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ). “البداية والنهاية” (9/153) ـ والمبير: المُهلك، الذي يسرف في إهلاك الناس ـ.
روى الترمذي في سننه (2220) عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: “أَحْصَوْا مَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ صَبْرًا فَبَلَغَ مِائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ قَتِيلٍ”.
وقال عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمةٍ بطغاتها، وجاءت أمة الإسلام بالحجاج بن يوسف الثقفي، لرجحتهم جميعا، وما كان يصلح لدنيا ولا لآخرة… “تاريخ دمشق” (12/185).
مرض الحجاج في نهاية حياته مرضاً شديداً وغريباً، وقد ذكر المؤرخون اسم هذا المرض بالأكلة، والذي أصاب بطنه، وعندما دُعي الطبيب لينظر إليه أخذ لحماً وعلقه في خيط، ثم وضعه في حلقه لمدة ساعةٍ، وعندما أخرجه وجده وقد علق به الكثير من الدود. كما سلط الله على الحجّاج البرد الشديد المعروف باسم الزمهرير، حتى أن النار كانت تمس جلده من الكوانين (المواقد) المشتعلة حوله ولم يكن يشعر بالحرارة أبداً، وقد بقي الحجاج مريضاً خمسة عشر يوماً، ثم مات.
فرح المسلمون بموت الحجاج بن يوسف الثقفي، ونقلت لنا كتب التاريخ سجود الحسن البصري وعمر بن عبد العزيز شكرًا لله على موته، ولما أُخبر إبراهيم النخعي بموته بكى من الفرح، ولما بُشِّر طاووس بموته فرحَ وتلا قول الله تعالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} 45 الأنعام.

أحداث أخرى وقعت في 13 رمضان

15هـ. الموافق 18أكتوبر 636م، وصول أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) إلى فلسطين بعد معارك ضارية لجنود الإسلام لفتح ديار الشام، وتسلمه مفاتيح مدينة القدس وإرساله لأهلها يؤمّن أرواحهم وأموالهم.
479هـ وقعت معركة الزلاقة في الأندلس بين المسلمين والفرنجة، قرب مدينة قرطبة، انتهت بنصر عظيم للمسلمين. وسبب تلك المعركة تطاول ملك قشتالة الفرنجي “الأذفونش” على سلطان المسلمين في الأندلس “المعتمد بن عباد” وتهديده إياه وسخريته منه، فقرر “ابن عباد” أن يستعين بأمير المسلمين يوسف بن تاشفين سلطان المغرب، فأرسل اليه مستفتياً به، فقال يوسف مجيبًا: أنا أول منتدَب لنصرة هذا الدين. وانتصر المسلمون بفضل دولة المرابطين
414هـ. الموافق 28 نونبر 1023م، بُويع عبد الرحمن بن هشام بالخلافة في قرطبة، وهو أموي تلقب بالمستظهر بالله، وكانت خلافته لمدة شهر واحد وسبعة عشر يومًا.
67هـ، سُجّل ظهور الطاعون وانتشاره في الحجاز، وسُمّي الطاعون الجارف، لأنه كان يجرفُ من يتعرض له ولا يهرب منه.. وكان ذلك أيام حُكم عبد الله بن الزبير للحجاز، وإجمالي الذين ماتوا بذلك الطاعون: نحو 200 ألف شخص.
791هـ، استشهاد السلطان العثماني مراد الأول بعد أن فتح البوسنة والهرسك، حيث كان يتفقد ساحة المعركة، ويدور بنفسه بين صفوف القتلى من المسلمين ويدعو لهم، كما كان يتفقد الجرحى، وفي أثناء ذلك قام جندي من الصرب كان قد تظاهر بالموت وأسرع نحو السلطان فتمكن الحرس من القبض عليه، ولكنه تظاهر بأنه جاء يريد محادثة السلطان ويريد أن يعلن إسلامه على يديه، وعند ذلك أشار السلطان للحرس بأن يطلقوه، فتظاهر بأنه يريد تقبيل يد السلطان، وقام في حركة سريعة بإخراج خنجر مسموم طعن به السلطان فاستشهد، عن عمر يناهز 65 عامًا، بعد أن دخل 37 معركة في فترة حكمه لم يخسر منها أي واحدة.
255 هـ – قام أهل بغداد والجنود فيها بحركة عصيان على السلطة العباسية، ففتحوا سجن بغداد، وأطلقوا سراح من فيه، ووثب الجنود على القادة، وكانت فتنة هائلة أسهب المؤرخ الطبري في شرح وقائعها.
1265 هـ.. وفاة محمد علي باشا المسعود بن إبراهيم آغا القوللي، (4 مارس 1769- 2 أغسطس 1849م). مؤسس الأسرة العلوية، وكان واليًا على مصر، حوالي 43 سنة، وكانت بداية ولايته مليئة بالحروب ضد المماليك، والإنجليز، والثوار اليونانيين، واستطاع أن يبسط سيطرته على الكثير من الدول الأخرى بفضل قوته.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M