حقوقية نمساوية: أتعرض لكراهية ومقاطعة بسبب دعمي لغزة

26 يناير 2024 18:09

هوية بريس – وكالات

قالت الحقوقية والإعلامية النمساوية أستريد فاغنر، إنها تعرضت إلى حملة كراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، ومقاطعة من بعض الأصدقاء بسبب موقفها الداعم للفلسطينيين في قطاع غزة.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع فاغنر، حول المشاكل التي واجهتها بسبب الخطابات والتصريحات التي أدلت بها عبر وسائل الإعلام المختلفة لإسماع صوت الشعب الفلسطيني المضطهد.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الخميس “25 ألفا و900 شهيد، و64 ألفا و110 مصابين، معظمهم أطفال ونساء”، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.

زميلي المحامي أنهى صداقته معي

وأوضحت فاغنر أن ما يحدث في غزة يعد “كارثة إنسانية” كبيرة، وشددت على أنه من غير المقبول وصم أي شخص ينتقد إسرائيل “معاديا للسامية”.

وأضافت أنه “لا يمكن بأي حال من الأحوال الربط بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية، فالعديد من اليهود شاركوا في مظاهرات النمسا الرافضة للهجمات الإسرائيلية على غزة”.

وأكدت أن “اليهودية و(الحركة) الصهيونية مختلفتان للغاية عن بعضهما البعض، ولا يمكن المقارنة بينهما، لأن الصهيونية هي نهج عنصري واستعماري”.

وذكرت فاغنر أنه باعتبارها شخصية معروفة لدى الجمهور في النمسا، فإنها تعرضت لحملات كراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب خطاباتها المختلفة التي تسعى فيها إلى إسماع صوت الشعب الفلسطيني.

وأشارت إلى أنها تعرضت لمقاطعة من الأصدقاء ومن المعارف بسبب موقفها من الحرب على غزة، والافتراء عليها بأنها تشاطر “آراء الإرهابيين”.

وأضافت: “يؤسفني أن ما حدث معي أيضا في دائرتي الخاصة ومن الأصدقاء، ومنهم محام عملت معه سابقا، أنهى صداقته معي على الفور”.

وذكرت أن الصحافة ودور النشر، أبدوا عدم الرغبة في العمل معها أيضا.

الدعاية الإسرائيلية مقبولة في النمسا

وعن رواج المزاعم الإسرائيلية في بلدها الأوروبي، قالت فاغنر إن “ادعاءات إسرائيل بأن حماس تستخدم المدنيين دروعا بشرية تلقى قبولا في النمسا”، مشيرة إلى أن ذلك لا يحمل أي مصداقية بالنسبة لها.

وأشارت إلى أن “اللغة التي يستخدمها الجانب الإسرائيلي تهدف إلى التدمير، والإبادة في غزة هي فعل نادر قلما حصل في التاريخ”.

وأكدت أنها بعد رؤيتها للصور في غزة، فإن أي محاولة لتبرير ذلك بالدفاع عن النفس أو أي سبب آخر، هو أمر “غير مقبول”.

تباين المواقف الغربية بين أوكرانيا وفلسطين

ولفتت فاغنر إلى أن “الفرق في نهج الدول الغربية وخاصة النمسا، تجاه أوكرانيا وفلسطين متباين تماما”.

وأوضحت أن “التصريحات الغربية الداعمة لأوكرانيا متكررة، علاوة على ذلك فإن العلم الإسرائيلي يرفرف حاليا إلى جانب العلم الأوكراني في فيينا”.

وأكدت أن “الشعب الفلسطيني لا علاقة له بالمحرقة اليهودية، بل على العكس تماما أنقذوا اليهود القادمين من أوروبا في ذلك الوقت وقبلها أيضا”.

وأضافت أن “الأوروبيين يريدون تحميل العبء الثقيل لشعب آخر، ومن غير المقبول إساءة استخدام الهولوكوست (المحرقة) لارتكاب جرائم قتل وإبادة”.

وشددت على ضرورة أن يكون شعار “لن يتكرر مرة أخرى”، الذي استخدمه الغرب بعد محرقة اليهود التي نفذها النازيون، صالحا للجميع.

حكومات أوروبا لا تعكس وجهة نظر شعوبها

وحول مواقف الشعوب في أوروبا بشأن الوضع في غزة، قالت فاغنر إن هناك خلافات جوهرية في الرأي بين الحكومات والشعوب، مضيفة: “أنا محامية والتقيت بالعديد من الأشخاص، ومعظم الناس يفكرون مثلي”.

وأكدت أن وجهات النظر التي تشاركها الحكومات ليست مشابهة لوجهة نظر الشعوب، لأن “الناس خائفون ولا يجرؤون على التعبير عن أفكارهم تجنبا للضغوط”.

وتشهد العاصمة النمساوية فيينا مظاهرات حاشدة داعمة لقطاع غزة، طالب فيها المشاركون بوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع، ورفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري، متهمين بلدان القارة بـ”ازدواجية المعايير”.

وتعرضت حكومات أوروبية، لانتقادات شديدة جراء تضييق الخناق على المظاهرات الداعمة لفلسطين، ومنعها في بعض البلدان، حيث انتقد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان نهاية أكتوبر الماضي، “ازدواجية المعايير في بعض الدول الأوروبية، باتخاذها خطوات لمنع المظاهرات المؤيدة لفلسطين، وسماحها بذات الوقت للفعاليات التي تستهدف القرآن الكريم تحت ذريعة حرية التعبير”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M