خدام الوطن الحقيقيون
هوية بريس – الحسن شهبار
في طريقي إلى المعرض يوم الجمعة الماضي فتحت المذياع على إذاعة mfm، وكانت الإعلامية المقتدرة نهاد بنعكيدة تقدم برنامجها (أنت ماشي بوحدك).. كانت الحلقة ذلك المساء استثنائية اضطرت فيها إلى اقتطاع ساعة كاملة من البرنامج الموالي، وامتد برنامجها لأزيد من ثلاث ساعات ونصف؛ تمكنت فيه من جمع مبلغ 173 مليون سنتيم لفائدة توأمين يحتاجان لعملية جراحية خارج المغرب.
ليست هذه المرة الأولى التي أستمع فيها لبرنامج هذه الإعلامية المتميزة، وفي كل مرة أعجب من كرم المغاربة الذين يسارعون للتبرع بأموالهم، والتضامن مع أشخاص لا يعرفونهم؛ حتى أنني سمعت في بعض المرات أشخاصا فقراء يتبرعون بمائة درهم فقط..
واليوم رأينا في مبادرة نوعية سيدة أعمال مغربية تتبرع بمبلغ يفوق مليار سنتيم من مالها الخاص لفائدة قطاع التعليم ببلادنا..
هذه الأحداث مؤشرات إيجابية على تجدر الخير في نفوس المغاربة، وتنبئ عن نفوس كريمة مبادرة للتضحية والتبرع في كل وجوه البر..
إن أمثال هؤلاء هم شموع هذا الوطن، يضحون من أجله ويساهمون في تنميته، وينفسون الهموم والكربات.. وبمثل هؤلاء يتقدم الوطن ويزدهر.. فهؤلاء هم خدام الوطن الحقيقيون الذين يضحون من أجله بأموالهم وأوقاتهم..
إن التبرع عملية جليلة وعظيمة، والأعظم فيها عندما توجه لإحياء الأنفس وبناء الأفكار.. والأروع فيها عندما تصبح مسألة عامة يشارك فيها الفقراء والأغنياء على السواء، كل حسب قدرته وطاقته.