د. البشير عصام المراكشي: مقصد تشديد العلماء في إنكار البدع عموما هو الخوف من تبديل الدين وتحريفه

24 نوفمبر 2018 15:04
د. البشير عصام المراكشي: مقصد تشديد العلماء في إنكار البدع عموما هو الخوف من تبديل الدين وتحريفه

هوية بريس – عبد الله المصمودي

قال الشيخ الدكتور البشير عصام المراكشي إن الخلاف في مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم “ليس مرتبطا بقضية حب النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو مرتبط بمسائل البدعة الإضافية، وحجية الترك، ونحوها من قضايا الأصول”.

وأضاف في تدوينة له على حسابه في فيسبوك “أن كثرة تركيز الدعاة على إنكار الغلو في تبديع المولد والقائلين بمشروعيته، لا ينبغي أن ينسينا الغلو المقابل في عمل الموالد البدعية، والتي لا تزال تقترن بألوان من الخرافة والجهل والضلالة”.

فيما ذكر “أن مقصد تشديد العلماء في إنكار البدع عموما، هو الخوف من تبديل الدين وتحريفه، إذ لا تقوم بدعة إلا على أنقاض سنة”.

كما أكد د. البشير على “أن ترشيد التدين يقتضي التحذير من التغير الحاصل في مفهوم التدين عند أغلب الناس، من التكاليف الشرعية الفردية والجماعية، إلى الطقوس “الفلكلورية” والشعائر الفردية التي لا تكلف صاحبها شيئا”.

وهذا نص تدوينته كاملا:

“الحمد لله،

في لقاء جمعني أمس ببعض العلماء والدعاة والقيادات الإسلامية، في حفل دعت إليه حركة التوحيد والإصلاح، حرصت على أن أبين بعض الأفكار المتعلقة بالمولد النبوي، ووجدت من الحاضرين تجاوبا وقبولا – على الإجمال:

الأولى: أن الخلاف في مشروعيته ليس مرتبطا بقضية حب النبي صلى الله عليه وسلم -فهذه مسألة إجماع قطعي، لا حظ في الإسلام لمن تركها- وإنما هو مرتبط بمسائل البدعة الإضافية، وحجية الترك، ونحوها من قضايا الأصول.
فاتهام المحرم بالجفاء، والثناء على المبيح بالحب، كلاهما من الجهل الذي يركبه العامة، وقد يسري إلى بعض الخاصة.
(والذي أميل إليه -كما بسطت ذلك من قبل- بدعية تخصيص يوم المولد بشيء من العبادات مطلقا).

الثانية: أن كثرة تركيز الدعاة على إنكار الغلو في تبديع المولد والقائلين بمشروعيته، لا ينبغي أن ينسينا الغلو المقابل في عمل الموالد البدعية، والتي لا تزال تقترن بألوان من الخرافة والجهل والضلالة. ومبدأ سد الذرائع -المبني على تحريم بعض المباح إن كان وسيلة إلى حرام- يقتضي التشديد في هذا المجال، لو كان المولد مباحا من حيث الأصل.

الثالثة: أن مقصد تشديد العلماء في إنكار البدع عموما، هو الخوف من تبديل الدين وتحريفه، إذ لا تقوم بدعة إلا على أنقاض سنة. وهذا مقصد محمود. ومن قرأ تاريخ الأديان المحرفة، أو تأمل تصور كثير من عوام المسلمين لحقيقة الإسلام، علم نبل هذا المقصد.

والرابعة: أن ترشيد التدين يقتضي التحذير من التغير الحاصل في مفهوم التدين عند أغلب الناس، من التكاليف الشرعية الفردية والجماعية، إلى الطقوس “الفلكلورية” والشعائر الفردية التي لا تكلف صاحبها شيئا. وإقبال الناس على الموالد -في صيغتها “المتدينة” أي الخالية من المنكرات- لا يخرج عن هذا المعنى. وقد بينت ذلك آنفا في مقال “عن المولد والواجب وأمور أخرى..”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M