صيحتي وأشجان قلبي.. (على هامش وصلة فكاهي “دوزيم” والاستهزاء بالقاضي عياض)

01 يناير 2019 23:25
صيحتي وأشجان قلبي.. (على هامش وصلة فكاهي "دوزيم" والاستهزاء بالقاضي عياض)

هوية بريس – زينب زرار

أما آن لهؤلاء الرعاع أن يهتدوا؟.. إلى متى وإلى أين..؟!
فبعد أن كانت الكوميديا فنا راقيا، يهبه الله لأعيان الناس، تسر به القلوب والأفئدة، وتكشف بها الأسنان وتزال به من القلوب الأحزان، لم يدنسها لامس، ولا استغشاها لابس، ولا مارسها عابث، تنبثق من قلوب نقية خالية من الألفاظ السافلة الردية، هدفها شريف ومرماها مُنيف، حمالة بسمة بطياتها حكمة..
وهذا الصحابي الجليل “النعيمان” رضي الله عنه وأرضاه الذي كان محبا للهزل والسخرية الشريفة والنكت المضحكة اللطيفة، وعمل المقالب الطريفة التي كان سيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجب بها بل ويوافق عليها..
وهذه كتابات ألفت، ومداد سال مسرورا فرحا بكتابات تولت جمع وسرد سمات أشخاص ذوو روح كوميدية فكاهية من مثل:
“البخلاء” للجاحظ وكتاب “أخبار الحمقى والمغفلين” لابن الجوزي رحمهما الله، وهذا جحا رائد الكوميدية التي جمعت بين الحمق والحكمة في آن واحد، وأشعب الطفيلي وغيرهم كثير.. وتنوع ذلك بين نثر وشعر…
فشتان بين اليوم والأمس، وأين القمر من الشمس، فابتلينا بهذا الهمج الرعاع، لا هدف لهم ولا علم ولا باع، مغرقون في سفاهاتهم، محلقون برداءتهم، معلنون لسفههم ودناءتهم، منغمسون في جهلهم المركب، ويظنون بتفاهتهم أنهم يحسنون صنعا..
حتى صار قزم من الأقزام مفلس لا علم له ولا أدب، جاهل بعظيم غيرة علماء المغرب، وطلاب العلم الذين يغطون بقاء الأرض كلها وبمكة ويثرب، فها أنت يا قزم قد حِضت مثل النساء، ورحم الله من قال: “العجلة حيض الرجال”، استعجلت على نفسك، رغبت بالشهرة فأصابتك اللعنة، ورغبت في الارتقاء فأصابك الدون والهوان والمذلة، فعوقبت بنقيض قصدك ونلت ما يناسب قدرك، ولم تعرف قدر القاضي عياض العالم النحرير صاحب الفخر العالي والمجد المتلالي، بحر العلوم وصدر القروم، محيي موات الكتاب والسنة، وأنس ذوي القلوب المطمئنة، المنيب الأواه، ذو الجناب الرفيع، وكهف العز المنيع، زين المغرب ومراكش، وأحد رجالاتها السبع الأمجاد، قدس الله سره، لقد تحككت العقرب بالأفعى، واستنت الفصال حتى القرعى، وهطلت عليك دعوات السوء الغضبى، وخانك العلم وتلبس بك الجهل وغاب عنك أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في منتقصيهم معلومة، من شمها مرض ومن أكلها مات، فدونك يا هذا الندم، والتوبة عن هذا الإثم، فعسى أن تتداركك أجنحة اللطف، وترنوا إليك العيون بلطف، وعليك بالاعتذار فإن جرمك كبير واقترافك شنيع..
وحسبنا الله ونعم الوكيل..

آخر اﻷخبار
3 تعليقات
  1. هي حرب على الإسلام والمسلمين على جميع الأصعدة الذي يؤسفني له عندما يُستعمل الغبي من المسلمين لسحق كيانه وعندما يقوم الجاهل بدينه بهدمه

  2. كلمات كالصاعقة على هذا القزم وأمثاله، والله إن الدين لفي حاجة ملحة لأقلام وألسن تذب عنه وارفع رايته.

    وفقكِ الله وسددك.

  3. كلمات في الصميم مختارة و متناسقة و لكن أخشى أن الذي يسمي نفسه كوميديان لن يعيها و لن يفهمها فثقافته (على قد الحال).

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M