لقاء جديد للقوات على التخوم الجزائرية المغربية الموريطانية في بئر أُمُّ-اكْرِينْ 1934م

29 أكتوبر 2025 18:39

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

بمجرد ما استكملت قوات الجنرالين كاترو وجيرود عملية تهدية جنوب المغرب، بين تيزنيت وواد درعة، كان أول ما يشغل الجنرال هوري، القيام باحتلال تندوف، (31/3/34) ثم ضمان الاتصال الأول مع مجموعة الرحل للكومندار بوتايل، القادم من إيدْكِيل، عند بئْر بَالْكَرْدَان، (1934/4/7).

أمضى الكولونيل ترانيكت المعين كومندار للتخوم، فصلي صيف وخريف عام 1934 بإنشاء مركز تندوف، وفتح مسلك للسيارات القادمة من أكادير، عبر تارودانت وأقَّا لتلتقي بتندوف.

بهدف الاتصالات المستقبلية، قام الكولونيل ترينكيت بإصلاح برج صغير في بئر بَنْ تَلِّي، على بعد 275 كلم جنوب غرب تندوف، وزوده بالتموين من غذاء ووقود وذخيرة وسلاح، من وجهة نظر أمنية فإن هذا البئر بالرغم من ملوحة مائه، وقلتها، موجود على الخط الذي يمتد من الساقية الحمراء إلى منعطف اعْكيدي وتاودوني، والذي كان من المهم احتلاله، لقطع الطريق عن غزو محتمل في اتجاه السودان.

ومن ناحية أخرى فإن عين بنتلي، أقرب إلى السمارة منه إلى تندوف، حيث يمكن المراقبة بسهولة، حركة أهل ماء العينين حول السمارة.

بعد تنظيم المركز الموقت لبَنتَلِّي، أراد الكولونيل ترينكيت القيام باستطلاع منطقة بير عيون عبد المالك، الواقعة جنوب شرق تندوف، التي وصلتها لأول مرة في 28 دجنبر 1920 على يد الكمندار لوزان والقبطان أوجيراس.

وقد رتب الكولونيل ترينكت للقاء الكولونيل أبيرت كمندار القوات الموريطانية هناك، في منتصف دجنبر 1934، فشكل في تندوف كلُونَيْن صغيرين من المركبات الآلية، بينما غادرت مفرزة القبطان اكْلوزيه عين بنتلي مع 120 رجلا و15 مركبة، غادرت مفرزة الكولونيل ترنكيتْ مع 85 رجلا و15 مركبة تندوف في الحادي عشر 11 من نفس الشهر، حيث عسكرت في اعْوَيْنَتْ لَغْرا، لتصل إلى عيون عبد المالك في 12 دجنبر، بعدما انحرفت جنوبا بشكل كبير، بحثا عن تضاريس أكثر ملاءمة، والوصول إلى مفرزة الكولونيل أُبير (10مركبات آلية) في 13 دجنبر، تَمَّ اللقاء بطريق عيون عبد المالك، التي تضم عدة آبار ذات مياه وفيرة.

في 16 دجنبر وصلت مفرزة مهاريس من سرية اتْوات، بقيادة القبطان جيرزنسكي قادمة من بئْر شنْشام، القصيب، بدورها إلى عيون عبد المالك.

وهكذا تمكنت قواتنا المشتركة من المغرب والجزاير وموريطانيا، من التمركز والاجتماع في عيون عبد المالك.

في 16 دجنبر انتقل المستطلعون إلى بنْتَلِّي (19 دجنبر)

أكْما (20 دجنبر) وبير أم اكْرِين، حيث وجدت مجموعات الرحل لإدْجِيل وأطَار.

قدم الكولونيل أوبير برفقة السيد شازيلاس مفتش الإدارة الموريطانية، الكولونيل ترينكيت إلى زعماء الأهالي، الذين رافقوه في رحلته، ليؤكدوا للجميع أهمية هذه البادرة من قبل القوة الفرنسية في مواجهة منشقي وادي الذهب، وهؤلاء هم:

الحاج البشير، خليفة أمير الترارزة، والسي احمد ولد عايدة، ابن أخ الأمير السابق عايدة والأمير الحالي لأدرار، وأخيرا الشيخ طالب اخْيار ابن ماء العينين، وشقيق امْربيه ربه.

تمَّ استعراض قوات المهاريس في انتظام بديع، أمام الضباط ورؤساء الأهالي، وعسكرت في شكل مربع حول بئر، وبدأ تبادل الزيارات بين مهاريس الجزائر والرؤساء وحراس موريين.

في الليل أقاموا حفلا غنائيا على ضوء نار المخيم، وتبادل الزعماء التهاني، تحت الخيمة التي نصبت لهذا الغرض.

وفي 21 دجنبر أخذت كل مجموعة طريق عودتها من حيث أتَتْ، الكولونيل أُبيرْت، السيد شازيلا، وقادة المور القادمين.

في إكْلي يوم 25 دجنبر، تلقت مفرزة الكولونيل اترنكيت استسلام فخذتي اسْواعْدا حول بئر تُراسِين، ثم توجهت إلى تندوف.

قام ضابط من دائرة الجغرافيا العسكرية بمسح الطريق، الذي كان معروفا، عيون عبد المالك نقطة ماء جد مهمة، تم الوصول إليها عبر سيارات قادمة من تندوف، عين بنتلي، وديدْجيل.

من أجل تأكيد هذه النتيجة، تناوب مهاريس اتوات والساورة على التجوال حول هذه النقطة، منتهزين الفرصة لاستطلاع اتِّجَاه تاوُدُني، عبر حَنْكِلْ، إِكِيْدِي، عبْر اكْسِيِّيبْ.

بمناسبة قيام زَلِعَ azalai -عربة مقطورة تخرج كل سنة من السودان، للذهاب لجلب قضبان الملح من مناجم تاوداني- باتصال مع تاودُني في 20 نونبر، وقع اتصال بين فصيلة آليات من اتوت، ومجموعة حماية إفريقيا الغربية، وشاركت في هذا الاتصال، أربع طائرات بقيادة القبطان بيلتييه دوازي، إحداها كانت تحمل الجنرال تيري.

ومنذ 8 دجنبر تولَّى الجنرال أرمينكو قائد القوات الجوية لشمال إفريقيا، وسرب طائرات، تشغيل الاتصال بين المغرب وموريطانيا، هذا السرب عاد إلى تندوف برفقة طائرتي الكمندارين بيليتيه دوازي، وتافيرا من جبهة غرب إفريقيا الفرنسية اللذان شاركا في استطلاع الإتصال في 16 دجنبر في عيون عبد المالك، وفي 19 منه في بئر أمُّ-اكْرَيْن، وطوال الرحلة كانت الطائرات مسؤولة عن حماية أرتال السيارات، والحفاظ على الإتصال، والبحث عن المجموعة القادمة من أطار، والتي قادتها إلى عيون عبد الملك، حيث كان الكولونيل اترنكت قد وصل بالفعل.

عملية تمكن الصحفي الفرنسي زيمورمان من السَّبْق للقاء لمفترق الطرق، برفقة مرشدين من الرقيبات، قاطعا المسافة بين إدكيل وتندوف بلا حوادث، يبرز تقدما هاما، في أمن هذه الأراضي الموحشة.

لكن النقطة المحورية هي أنه في مواجهة التهديد الدائم، بغارات نهاب الرقيبات، أو طلائع محمد محمود، أصبحنا الآن منظمين ومستعدين للرد على أي هجوم، ليس في أطَار فحسب، بل من حصن كورود بتندوف، وقريبا من بئر أم اكرين.

ومن المرجح أن يدفع هذا أعداءنا إلى التفكير دائما قبل قيامهم بأي تحرك، ويلهمهم الحكمة.

* **

الآن! ماذا يجب فعله لتعزيز هذه الإنجازات؟

أولا يجب تحديد كتل الرمال التي تشكل حاجزا شبه مستحيل عبوره بالسيارات، والبحث عن “الْفَجِّ” الذي يسَهِّل الإختراق، وتحديد مواقع وحفر آبار مياه تسمح لقوات المهاريس من البقاء، والتصدي لأي توغل نحو السودان.

يجب إنشاء نقاط الدعم التي توفر المأوى للقوات ومركز لاسلكي T.S.F على طول وادي الذهب وإمدادات من الطعام والوقود، مع مدْرج لهبوط الطائرات، هذه المراكز ستساعد على إقامة علاقات مع الرقيبات عندما يأتون لرعي مواشيهم وإبلهم في زمور.

عندما تعرف أفضل طريق للسيارات، يجب وضع علامات عليها، لفائدة السيارات والطائرات.

دعونا نركز على مزيد من الأمن في الوقت الحالي لصحرائنا، في جنوب المغرب، وفي موريطانيا، دعونا ندرس جميع المشاكل السياسية والإقتصادية المستقبلية.

نحن نعلم أن المسألة على الطريق الصحيح، وفي أيادٍ أمينة.

—————

lientenant -colonel :M.bernard

في:nouvelle jonction des troupes des confins alger-marocains et de la mauritanie a bir om grin ,en decembre 1934 pp281-285

Dont:blletin de la geographie,publie par la societe de geographie avril 1935

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة