لقاء مفاجئ ومثير، ذلك الذي جمع زعيم حزب “التجمع اليمني للإصلاح” المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، محمد عبد الله اليدومي، مع كل من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في الرياض، ما يكشف أن كلا البلدين بدأت ترتيب خطة جديدة في اليمن بعد مقتل علي عبد الله صالح، وبعد أن فشلتا في الحسم العسكري، رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على الحرب.
وفي التفاصيل التي كشفتها جريدة “عربي21″، فإن اليدومي كان رفقة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في اسطنبول بتركيا منذ يوم الثلاثاء؛ للمشاركة في أعمال القمة الإسلامية التي تبحث قضية القدس وتداعيات قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بها كعاصمة للإسرائيليين.
وبحسب المعلومات، فإن اليدومي تلقى اتصالا هاتفيا من مكتب الأمير محمد بن سلمان، يطلب فيه التوجه فورا إلى الرياض لحضور لقاء هام مع كل من ابن سلمان وابن زايد الذي كان قد وصل إلى هناك، فوافق اليدومي، وغادر اسطنبول بطائرة خاصة متجها إلى السعودية بطلب من ولي عهدها، حيث التقى ومعه وفد من حزبه المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين مع كل من المسؤولين اللذين يقودا الحرب في اليمن.
وتقول المعلومات، التي حصلت عليها “عربي21” من مصادر مطلعة، إن اللقاء كان يهدف للتمهيد من أجل التعاون مع “الإصلاح” في اليمن خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد مقتل علي عبد الله صالح، الذي بموته يكون أحد أهم السيناريوهات الإماراتية في اليمن قد فشل، وهو دعم انقلابه على الحوثيين، والتحالف معه مجددا، ودعمه ليعود إلى السلطة، هو أو ابنه أحمد المقيم في أبوظبي.
كما أن المعلومات تشير أيضا إلى مخاوف إماراتية وسعودية من أن تتجه “الإصلاح” إلى التحالف مع الحوثيين، خاصة مع تواتر الأنباء حول وجود شريحة من مقاتلي “الإصلاح” يرغبون بالتفاهم مع الحوثيين على ضوء المستجدات الأخيرة في اليمن.
لكن محللا سياسيا يمنيا رجح أن يكون اللقاء ذا هدف مختلف تماما، وهو أن “الإمارات تريد العودة إلى مشروعها الأول في اليمن، وهو توريط مقاتلي الإصلاح في حرب مفتوحة مع الحوثيين بعد تقديم دعم محدود لهم، وهي الحرب التي تؤدي إلى استنزاف الطرفين في النهاية، وتتركهما يقضي كل منهما على الآخر، ومن ثم يتم دعم أحمد علي عبد الله صالح، المقيم حاليا في أبوظبي، ليصبح رئيسا لليمن”.
ويقول المحلل، الذي طلب من منبر “عربي21” عدم نشر اسمه، إن “هذا السيناريو هو الذي كانت تتبناه الإمارات والسعودية في السابق، وبموجبه سمحت للحوثيين بأن يدخلوا صنعاء؛ على أمل اندلاع القتال بين الحوثيين والإصلاح، وعندما لم يحدث ذلك شنوا حربا على الحوثيين؛ لحصارهم في صنعاء”.
وبحسب المحلل، فإن “على الإصلاح أن يحذروا من السيناريو الإماراتي، الرامي لتوريطهم في حرب استنزاف تؤدي إلى تدميرهم وتدمير الحوثيين معا، أو على الأقل إضعاف الطرفين”، مشيرا إلى أن “الإمارات والسعودية تحاربان الإخوان المسلمين في كل أنحاء العالم، وتدرجان الحركة على قوائم الإرهاب والملاحقة، ومن غير المعقول أن تكونا قررتا استثناء اليمن من ذلك ودعم جماعة الإخوان المسلمين فيها”.