ماذا يعني عمل النساء المغربيات في جني الفراولة بإسبانيا؟

10 نوفمبر 2022 11:35
وزارة الشغل: إسبانيا ترغب في تشغيل أزيد من 16 ألف عاملة مغربية بحقول الفراولة والفواكه الحمراء

هوية بريس- محمد زاوي

ليس هذا المقال موجّها للنساء المغلوب على أمرهن، قصدن مزارع الأجنبي لتوفير لقمة العيش. المقال موجه لنخبة التهمت عقلها، مكتفية ب”الطوطولوجيا” (بناء الكلام على الكلام) عن وظيفتها في قول الحقيقة ونشر الوعي بها، على النقيض من أعداء الوطن، أي الإمبريالية الغربية في حلتها الجديدة، إمبريالية الرأسمال العابر للحدود.

على هذا الأساس يجب تحديد وضعية النساء المغربيات العاملات في الحقول الإسبانية، فلسن المستفيدات من باب أولى، بل الرأسمال الزراعي الإسباني.

صحيح أنهن يخففن بعملهن في إسبانيا الضغط الاجتماعي الداخلي في فترة حساسة، وصحيح أنهن يضحين بجهدهن وقوة عملهن من أجل الوطن، من أجل تقدير دولة في تدبير علاقاتها بباقي دول الرأسمال الغربي (ومنها الإسباني)؛ كل ذلك صحيح، ولكن يجب قول الحقيقة حتى:

– يعلمَ المغاربة المعنى الحقيقي للعمل في الغرب، فليس ذلك تفضلا من هذا الأخير، بل هو استرجاع لفائض قيمة قديم على شكل قيمة (الأجور)، وإنتاج فائض قيمة جديد لصالح الرأسمال الغربي.

– يتحملَ الرأسمال المغربي مسؤولياته في توفير فرص الشغل للمغاربة في بلدهم، وما يترتب عن ذلك من تطوير للرأسمال الزراعي بغرض استيعاب هذا النوع من اليد العاملة (اليد العاملة الزراعية)، مع تحسين حقوق العمال الزراعيين ومضاعفة الاستثمار وتأدية حقوق الدولة (الضريبية أساسا) والتخلص من أخلاق الرأسمال العولمي (الاستهلاك الفاحش واضطراب الخصوصية الثقافية).

قوة العمل المغربية، رأسمال متحول مغربي خالص، يجب استثماره في المغرب. وإذا كان الاستغلال سمة جوهرية ملازمة للرأسمال، الجوهر الفعلي لعلاقاته الإنتاجية؛ إذا كان الأمر كذلك، فليبق مغربيا وفي سبيل الوطن ولصالح الرأسمال المغربي.

أعرف أنني أتكلم في مجال كبير، وربما هو أكبر من دول الجنوب بأسرها؛ أعرف أنني أتكلم في موضوع “التقسيم الدولي للعمل” وموقع دول الجنوب فيه، في واقع عالمي مضطرب تطغى عليه الحلول الحلول المؤقتة؛ إلا ان الحقيقة مطلوبة، يجب قولها للمستقبل ودفاعا عن الوطن ورفضا للابتزاز الأجنبي، فأين النخبة؟!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M