بعد “شهادة” البقالي.. مجاهد يقدم روايته بشأن ملف المهداوي

هوية بريس – متابعات

قدّم يونس مجاهد، رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون الصحافة والنشر، توضيحات موسعة بخصوص الجدل الذي أثارته تصريحات عبد الله البقالي، عضو لجنة الأخلاقيات، بشأن ما اعتبره “استهدافاً” للصحافي حميد المهداوي داخل المجلس، مؤكداً أن الاتهامات المتداولة تفتقر إلى الأدلة وأن المساطر القانونية هي التي حكمت جميع القرارات المتخذة.

سرية المداولات… وردّ محدود على ما تم نشره للعلن

أوضح مجاهد، في تسجيل نشره على صفحته الرسمية، أن مداولات المجلس واللجان المؤقتة محكومة بالسرية القانونية، غير أنه اختار الرد على النقاط التي خرجت للعلن عبر تصريحات أو تسريبات. وشدد على أن الحديث عن “استهداف” دون قرائن يعد اتهاماً خطيراً يستلزم حججاً واضحة لإثباته.

الشكايات ضد المهداوي… ثلاثة ملفات فقط وقرارات لصالحه

فنّد مجاهد فرضية الاستهداف، مذكّراً بأن عدد الشكايات المتعلقة بالمهداوي لا يتجاوز ثلاثاً، وأن أول ملف تقدم به أجير سابق تم البت فيه لفائدة المهداوي من طرف لجنة الوساطة والتحكيم.

أما الشكاية الأخلاقية الثانية، فقد نوقشت بحضور محامي المعني، وانتهت هي الأخرى بقرار إيجابي لصالحه. وأضاف أن مؤسسات صحفية أخرى توصل المجلس بشأنها بخمس أو ست شكايات، دون الحديث عن “استهداف”.

اجتماع لجنة الأخلاقيات… خلاف قانوني لا علاقة له بالمهداوي

بخصوص التوتر الذي شهده اجتماع لجنة الأخلاقيات، أوضح مجاهد أن الأمر يتعلق بخلاف قانوني حول تفسير عبارة “محامٍ أو زميل” وما إذا كانت تسمح بحضور محامٍ واحد أو أكثر.

وأكد أن النقاش لم يكن موجهاً ضد المهداوي، وأن حدة الأجواء كانت نتيجة ضغط كبير وحملة سبّ وقذف رافقت النقاش على مواقع التواصل، مشيراً إلى أن عبارات صدرت خلال الاجتماع كانت “غير مناسبة” وتم تقديم اعتذار رسمي بشأنها.

العقوبة التأديبية… سحب البطاقة لمدة سنة فقط

أكد مجاهد أن قرار سحب بطاقة الصحافة من المهداوي لمدة سنة يندرج ضمن الإجراءات التأديبية العادية، مذكّراً بأن المجلس أصدر خلال ولايته أكثر من 230 قراراً تأديبياً تتراوح بين ستة أشهر وسنة.

وكشف أن المقترح الأول كان يشمل المنع من الدعم، غير أن اللجنة اختارت في النهاية الإبقاء فقط على عقوبة سحب البطاقة.

وأشار إلى أن اللجنة رفضت تفعيل المادة 52 المتعلقة بالـ“نفاذ المعجل”، لفسح المجال أمام الطعن، وهو ما تم فعلاً. غير أن لجنة الطعن انتظرت المهداوي ومحاميه لمدة 35 دقيقة دون حضورهما، فاعتُبر ذلك تخلفاً وأُغلقت الجلسة.

شروط البطاقة المهنية… خلاف حول مصدر الدخل الأساسي

أوضح مجاهد أن الخلاف المتعلق ببطاقة المهداوي ليس شخصياً، بل مرتبط بتصريح المعني بأن دخله الأساسي يأتي من منصة اليوتيوب، وهو ما لا يتوافق مع معايير منح بطاقة الصحافة المهنية.

وأشار إلى أن البقالي نفسه، داخل الجمعية العمومية، اعتبر أن هذا الشرط يجب أن يطبَّق على الجميع، مما يفنّد مزاعم الاستهداف.

كما أكد أن لجنة البطاقة تعمل بشكل مستقل عن الرئاسة وباقي أجهزة المجلس، وأن القضاء الإداري حكم ابتدائياً واستئنافياً بصحة قرارات اللجنة.

اختتم مجاهد توضيحاته بالتأكيد على أن الحديث عن “مؤامرة” أو “استهداف” يتطلب أدلة واضحة وصريحة، وشدد على أن المجلس يعمل وفق القانون وأن اللجان تشتغل باستقلالية، مضيفاً أنه في حال قدم البقالي ما يثبت ادعاءاته فسيتم التعامل معها بجدية أو إحالتها على القضاء.