مرافعة ضد الرشوة..

16 أكتوبر 2022 21:20

هوية بريس – يونس فنيش

علاقة بموضوع ذلك الشريط الذي تم تداوله مؤخرا على نطاق واسع جدا في مواقع التواصل الإجتماعي، و الذي هو عبارة على تسجيل لمكالمة هاتفية يدعي فيها “رئيس جماعة” منتخب، بالتفاصيل المملة، كيف أنه وسيط لفائدة “عامل إقليم” معين، في جمع الرشاوى من أجل توظيف الشباب في الإدارة العمومية، -و لا شك أن القضاء سيبحث و سيقرر في مدى صدقية ما جاء من كلام في ذاك التسجيل الصوتي الذي تم نشره بواسطة شبكة الإنترنت- :

سواء كان الخبر صحيحا أو غير صحيح، و سواء كان التسجيل قديما أو جديدا، لا يهم، لأن كيفما كان الحال القضاء كفيل بتبيان الحقيقة؛ إليكم أيها القراء الشرفاء الأعزاء هذه المرافعة المقتضبة بعد 20 سنة من انتظار الإنصاف و رد الإعتبار، و بعد ما كان من ظلم كبير بسبب رفض الرشوة و محاربتها أثناء مزاولة مهام السلطة، و بعد ما كان من إنتاجات فكرية و نشر كتب تهتم بموضوع الرشوة أذكر منها كتاب “كلمة قائد” الذي صدر سنة 2005 :

” بكل صراحة بناءة، لا داعي للغوص في كل المصائب فكلها نتاج الرشوة المستشرية في بعض الإدارات العمومية. لا سياسة قويمة بدون رد الإعتبار لكل من رفض الرشوة فكان مصيره العزل، أو التهميش، أو العقاب بطريقة أو بأخرى. سر التقدم و النجاح يكمن في التدافع الصحي، و لا يستقيم ذلك مع إزاحة من يرفض الرشوة و يقاومها من حلبة المسؤولية الإدارية، من طرف بعض المخطئين، مناصرة لبعض المرتشين ضد نزهاء مخلصين أوفياء.

سيداتي سادتي، رجاء، لا مناص من إعمال الحكمة في تدبير الأمور و الشؤون الإدارية. النزهاء ليسوا أعداء أحد بل أناس أوفياء مخلصون صادقون، النزهاء أناس لديهم الحق في الوجود بكل طمأنينة مهما كانت درجة التطبيع مع الرشوة من طرف فئة من المواطنين، و بعض الإعلاميين و الصحفيين الذين لا يهتمون بهذا الموضوع كما ينبغي و الذين لا ينخرطون في هذه المعركة الشريفة بصدق، بقدر ما يهتمون بأشياء أخرى ثانوية و لو بدت للعامة أساسية…

كل مسؤول يتقاضى أجرة و امتيازات مقابل عمله، و إن كان وفيا حقا فلا يتعامل بالرشوة لأنها نقيض الإخلاص و الوفاء، بل يحارب الرشوة بنية حسنة في إطار النضال الإداري القانوني السليم، و بالتالي فهو يستحق التشجيع و ليس العزل أو التهميش أو التهديد من طرف بعض المخطئين و لو كان تهديدا ناعما.

سيداتي سادتي، سيكون في الإنصاف و رد الإعتبار خير كثير و بركة… كما أن ذلك سيجعلنا كلنا منتصرين رغم بعض الخلافات الجانبية إن وجدت، لأن المهم أن لا ينتصر المرتشون على النزاهاء، لأن المرتشين منافقين بطبعهم و لا إخلاص حقيقي لهم و لا وفاء صادق، و لن يعول عليهم وقت الشدة لأن المرتشين مفسدين و المفسدين جبناء.

فبعد “هيئة الإنصاف و المصالحة” نرجو “الإنصاف و رد الإعتبار” لنزهاء الإدارة المظلومين من طرف بعض المخطئين. سيداتي سادتي، إن الوطن ينادي، و ما علينا سوى أن نلبي النداء. و تحية عالية للقراء الشرفاء الأعزاء.”

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M