هرطقة حزب الأصالة والمعاصرة ومسألة “المسح على التقاشير”

هوية بريس – د.رشيد بنكيران

◆ أطلعتنا مواقع التواصل الاجتماعي على ورقة لبرلمانية تنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة تطالب فيها بحماية الفتوى أو ما سمته ب”الحد من فوضى الإفتاء في المجال الديني”، وقد اتخذت متأكا لطلبها النقاش الدائر بين طلبة العلم حول مسألة فقهية تتعلق بالمسح على التقاشير وأيضا زيارة موسم تعلات..

لن أخوض في مسألتي “المسح على التقاشير” أو “زيارة موسم تعلات”…

ولن أخوض كذلك في الإفتاء وضوابطه…

ولا ينبغي لأي إنسان يحترم نفسه وعقله وعقول المسلمين المغاربة أن يناقش هذين الأمرين مع حزب الأصالة والمعاصرة، لم؟
▪︎ لأنه ببساطة أن هذا الحزب يستغل نقاشا فقهيا والتفاعل الواسع الذي ترتب عنه في مواقع التواصل الاجتماعي للحجر على قضايا الدين، وتكميم أفواه أهل العلم الشرعي، وإقصائهم من المدافعة المطلوبة منهم ضد شطحات الحداثة اللادينية؛

▪︎ لأنه ببساطة أن هذا الحزب يفتي بأن الأمة المغربية أو الدولة المغربية لا يحق لها شرعا ولا قانونا أن تتدخل في العلاقات الجنسية غير الشرعية خارج إطار الزواج، يعني الزنا. وبدهي أن من أفتى بذلك لن يهمه أمر “مسح التقاشير” أثناء الوضوء، فالفتوى بإباحة الزنا يُذهب بالدين كله وليس فقط الوضوء او المسح على التقاشير!!؟؟

▪︎ لأنه ببساطة أن هذا الحزب منذ حضوره في المشهد السياسي أعلن أحد أمنائه العامين (إلياس العمري) بصريح العبارة جئنا لمحاربة الاسلاميين، وأكد ذلك الأمين العام الذي بعده ووزير العدل الحالي بقوله: “بعد خروج الإسلاميين.. النقاش مع المواطنين بفكر حداثي يناهض الفكر المحافظ”.

قلت: فكيف لحزب جاء يناهض الفكر المحافظ للأمة المغربية أن يهتم بمسألة تتعلق بالوضوء (المسح على التقاشير) ويدافع من أجلها، وهو جزء صغير مما يحافظ عليه المغاربة!!؟

▪︎ لأنه ببساطة أن هذا الحزب صرح عندما تقلد المسؤولية في الحكومة أنه “أسس حزبه ليغير #تاريخ_هذه_الأمة” وهذا لسان أمينه العام السابق عبد اللطيف وهبي وزير العدل الحالي.

قلت: والجميع يعلم أن أكبر مميز لتاريخ هذه الأمة المغربية هو الدين؛ وهو الثابت الرسمي لديها، فكيف بمن جاء ليغير الثابت الرسمي لهذه الأمة أو ليغير دينها أن يطالب بحماية مسألة تتعلق بجزئية في الدين.

◆ أظن أن الورقة التي قدمتها البرلمانية التي تنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة تقدم مثالا حيا أن هذا البرلمانية وحزبها يتفنن في الاستهزاء بعقول المغاربة، ويستغل اختلافا في جزئية فقهية يوجد في معظم الدول الإسلامية — وهي ظاهرة صحية في عمومها — لضرب الحراك الديني المجتمعي المناهض للفكر الحداثي، وضرب العلماء والدعاة العاملين الذين لهم حضور قوي في المجتمع والمدافعين عن قضايا الشعب النغربي ومن بينها #مدونة_الأسرة.

وعليه، لا يليق بالجهة الوصية على الحقل الديني أن تقع في فخ البرلمانية وحزبها إذا كانت تحترم نفسها وتقدر عقول المغاربة وتقدر أهل العلم.