وجهة نظر في احتجاجات الشباب

هوية بريس – عبد اللطيف سودو
خرج شباب جيل Z في احتجاجات سلمية.. وتمت عمليت اعتقالات بطريقة مهينة في بعض الأحيان ومن طرف أناس لا يقين أنهم من رجال الأمن.. كان يمكن احتواء الوضع.. بمراقبتهم كما يتم في المسيرات مع الإعدادات الأمنية اللازمة دون تدخل.. وكان يمكن القيام بتواصل جيد من طرف الحكومة.. لكن لم يفعلوا ذلك.. فانفلت الأمر من يد الجميع.. وخرج جيل التخريب والشغب.. ولا سلطة لجيل Z عليهم.. ولا منطق عندهم ليتواصل معه المسؤولون.. نتيجة حتمية لسوء التدبير مع الاحتجاجات السلمية.. لو خرجت الحكومة وشرحت وتفهمت وقررت وقدرت لكان هناك أمر آخر.
الآن من الأفضل لجيل Z تدبير الأمر بشيء من الحكمة والتخلص من ثقل هذه المجموعة المخترقة التي ترتكب الشغب والحرق والتدمير لممتلكات الخواص والمرافق العمومية.. لأن جيل الشغب يقوم بذلك تحت غطاء احتجاجات الشباب.. ويمكن فتح نقاش بوساطة متوافق عليها لتقريب وجهات النظر وإعطاء التطمينات الضرورية.
ويبقى على الدولة إعطاء الإشارات لإصلاحات جذرية في قطاعات الصحة والتعليم بالأساس.. والتواصل بشكل ملائم مع الشباب المحتج.. والاعتراف بأن الفساد وتضارب المصالح ينخر البلد بشكل رهيب.
للإشارة.. 47٪ من الشباب حسب والي بنك المغرب بدون شغل.. الباقي تجدهم حراس Vigiles أو في مراكز النداء centre d’appel أو نقل الأغذية Glovo أو مهن أخرى لا ترقى لتسمح بفتح بيت والزواج والإستقرار المادي.. ومنهم من يطلب التدخل ليشتغل كعامل نظافة.. طبعا ستجد المهندس و الطبيب والأستاذ والإطار والموظف لكن بنسبة قليلة.
نعم للمرافق الرياضية.. والملاعب.. ووسائل لنقل السريع.. كل هذا في صالح الوطن.. ولكن نحتاج فتح نقاش عمومي لشرح المكاسب والإستماع للإنتقادات والآراء المختلفة.. ولما لا المعارضة.. يجب ألا يكون هناك احتكار في اتخاذ القرارات.. وأهمية النقاشات العمومية تجعل أن الكل يحس أنه مشارك ولو بالإدلاء بموقفه.
ونحتاج بالمواكبة لذلك تأطير حقيقي للشباب وليس إشغالهم بطوطو ومن معه.. لأننا نحتاج استغلال فرصة هرمنا السكاني الشاب للنمو الإقتصادي والحضاري.. بثقافة حقيقية وليس بالقرقوبي والسليسيون والبوفا الذي يلحظ إليه رواد طوطو.
وفي الأخير نحتاج التوزيع العادل للثروة بين الأجيال والمجال الترابي والحد من المحسوبية والزيتونية والتعيين المباشر وتضارب المصالح.. وإخراج قانون الإثراء الغير مشروع.
يا ليت قنواتنا العمومية تفتح نقاشات بين السياسيين والمثقفين والإعلاميين والمجتمع المدني والنقابيين والمتخصصين لمدارسة سياسات عمومية والإدلاء بمختلف وجهات النظر.. ونقاش حر دون ضغط ولا توجيه.. هكذا نتطور.



