«تنظيم الدولة».. لكل داء دواء..

06 مارس 2015 20:40
«تنظيم الدولة».. لكل داء دواء..

«تنظيم الدولة».. لكل داء دواء..

ذ. طارق الحمودي

هوية بريس – الجمعة 06 مارس 2015

في تراثنا ذكر للداء ودوائه، فما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء، وأنا مؤمن بأن لتراثنا قدرة ذاتية على رقع الرتق، وجبر الكسر، وعلى هذا شواهد كثيرة، لكن العلمانيين وبني ثرثرة من الحداثيين يصرون على وجوب إخضاع التراث لعملية استئصال لمحتواه وفصله عن مبناه، ثم حشوه بزبالة الفكر الغربي والنتانة التنويرية… ليصنعوا منه مومياء ثقافية…

لا تزال إشكالية نشأة (تنظيم الدولة) قائمة، -واحتمال تورط العلمانية والثرثارية العالمية في ذلك وارد- ولا تزال الشكوك عندي وعند الناس تتضخم يوما بعد يوم، وها هو التنظيم اليوم يظهر في ليبيا بلد البترول -كما يقال-، بعد أن ظهرت في العراق بلد البترول..

لماذا يظهر (تنظيم الدولة) حيثما يوجد البترول؟

قد يقول قائل: ليتقووا بذلك على بناء الدولة، وإني أضعهم أمام إشكال أكبر؟

لمن سيبيع (تنظيم الدولة) البترول؟ … للعرب … للغرب؟ ..أم أنه سيبيعه لنفسه!!!!

دعنا من كل هذا…

سأفترض براءة (تنظيم الدولة) من وساوسي وشكوكي… سأفترض أنهم مخلصون متدينون… سأفترض هذا.. سأفترض هذا الافتراض الزيتي مع قناعتي المائية…

وبعد ما رأيته من ترخصه في سفك دماء من ينطق الشهادتين، وتساهل في الإعدامات وطرق العقاب…

أقول مجددا موقفي: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع (تنظيم الدولة) كما تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم مما صنعه خالد بن الوليد.

ففي صحيح البخاري عن ابن عمر قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا، فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره، حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكرناه، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه فقال:

اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد… مرتين“.

وأقول لـ(تنظيم الدولة) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد:

يا (تنظيم الدولة)، أقتلتموهم بعد ما قالوا لا إله إلا الله…

ففي الصحيحين أن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: “بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري عنه، فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله!” قلت: كان متعوذا، فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.

هذا على تحسين الظن بقادة (تنظيم الدولة)… وإلا… فالأيام حبلى بتوائم المفاجآت…

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M