تغريدات على مقام الرضـــا

07 مارس 2015 22:49
تغريدات على مقام الرضـــا

تغريدات على مقام الرضـــا

الحبيب عكي

هوية بريس – السبت 07 مارس 2015

• سبحان الله الذي خلق السماوات والأرض وقدر فيها خلائقها وأقواتها وحياتها وموتاها، ولا يصيب المرء من خشاشها إلا ما كتبه الله له ولا يفوته من خيراتها إلا ما ليس من رزقه ولا من مناصبها إلا ما ليس من نصيبه، ومن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط، رفعت الأقلام وجفت الصحف؟؟

• والحمد لله على ما أعطيت وأبقيت وأكرمتنا به وتفضلت، وعلى ما أخذت منا ومنعت أو نقصت منه وأقللت، فالكل منك ولك وبك ومنك، والحمد لله أن تعالت حكمتك ولم تجعل الأخذ والعطاء من حكمك على أحد فقلت وقولك الحق: “ولكم في الخير والشر فتنة“، من هنا فمكانة المرء من رضاه على مقامك وحكمك وحكمتك وعدلك ومن مقامه وافتقاره وأدبه عند ابتلاءه بالفقر فلا يفسد وبالغنى فلا يطغى وأنت العلي الأعلى والعليم الأعلم والغني الأغنى والحكيم الأحكم؟؟

• منذ الأزل وهم يقولون ولد اليوم لفلان ومات اليوم فلان بن علان، والأمر كله لك لا حول فيه لفلان أو علان، ومنذ الأزل خصب وخيرات هنا وجفاف وكوارث هناك مهما خطط المخططون واجتهد في التنفيذ المنفذون، الخير والشر جولات وجولات دائمة متجددة لا تخبو، منذ الأزل لا يمل المتصارعون من ترداد قولهم: “على جثتي” ورغمها كل يوم تشب حروب وصراعات هنا وهناك ولا تخمد هذه الصراعات المحلية والإقليمية والدولية إلا بعدما تخلف ما تخلف من الضحايا والجثث، -سلمت الجثث يا نفسي سلمت- وسلام على نفسي من نفسي، سلام مع نفسي وغير نفسي، ويا رب أعن كل فرد على تغيير نفسه وتذوقه السلام وعقده مع نفسه لعل العالم يتغير حقا ويتمتع بالسلام؟؟

• اللهم لا جهالة ولا سفالة، اللهم إنا لا نشكو منك شيئا أي شيء ولا نتبرم منك في شيء على أي شيء، لك الملك كله وإليك الأمر كله نواصينا بيدك ماض فينا حكمك عدل فينا قضاؤك، أفضالك علينا لا تعد ولا تحصى، فضل الإيمان وفضل العقل وفضل الإسلام وفضل الصحة وفضل العلم وفضل العمل وكفى بها نعمة، يحكي أحدهم أنه ابتلي ببلاء في عينيه ينفق عليه ستة ألاف درهم شهريا، وهناك من ينفق على قلبه الملايين، ومن ينفق على كليتيه أو ينفق على رئتيه.. ومن.. ومن.. ومن..، فعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله لخير، إن أصابته نعماء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وليس هذا لو تعلمون إلا لمؤمن؟؟

• وعلى ما نشكو يا ربنا وكل ما همنا ليس من أمر آخرتنا بل من أمر دنيانا، والدنيا عابرة حقيرة لو كانت تساوي عندك جناح بعوضة ما أسقيت منها كافرا شربة ماء، وعجبا كيف يتنافسها القوم ويتنافسوها وقد أشقتهم وأهلكتهم وما تراهم إلا لملح أجاجها يشرئبون ومنه يشربون؟؟ على ما نشكو يا ربنا ونحن نريد وأنت تريد، ولا يكون إلا ما تريد سبحانك، نخطط ونبرمج ونتخذ الأسباب وندفع الأسباب بالأسباب ولا يكون إلا ما تريد سبحانك، فكيف لا نريد ما أنت لنا تريد وأنت من خلق فقدر وهدى سبحانك سبحانك، حتى لو حان أجلي وأريت الثرى فأخذني الناس وطرحوني، ووضعوني في قبري وردوا علي التراب، وأنا لا أملك من أمري شيئا، حمدتك ربي كل الحمد وشكرتك كل الشكر ورضيت بك كل الرضا أن قيضت لي من خلقك من يكرمني ويحسن بي في مماتي، وكيف لا أطمئن وقد جئت إليك يا رحيم يا رحمان وكيف لا أرضى وأنا لم أترك في الخلاء لقمة للكواسر أو جيفة للهوام؟؟

• على ما نشكو يا ربنا وكل ما استطاع أهل الدنيا أن يعكروا به صفو حياتنا مجرد موجة برد قارس وكل حياتنا بك دفء وخصوبة عطاء ونماء وحياتنا بهم ومعهم برد قارس زمهرير جمود ولي أعناق وقطع أرزاق، وكل ما وصلوا إليه أنهم يدعون -حاشا لله- أنهم هم من أطلق زخاتها المطرية وأطباقها الثلجية ومن أعتى رياحها الشرقية والغربية، والواقع أنهم هم في الحقيقة من سخروها علينا سنين بل عقود طويلة تركت الأمة جثة هامدة أو تكاد، هم يشربون المياه المعدنية الصافية -بالصحة- وقالوا لعبادك “اشربوا غدير المطر واطلوا أوحاله ولا انطحوا رؤوسكم مع الحائط واشربوا دمائكم أفضل”، هذا مبلغ أقوالهم حين ظن الناس بهم خيرا وكانوا ينتظرون أفعال، وأنى لهم شيئا أي شيء ومن أين وهم أفقر لفقراء إليك؟؟

• كان صاحب كتاب “المقاومة في المسرح المغربي”، يرد بجهد جهيد على الغربيين ادعائهم التي ترى أن الحياة الإسلامية حياة الطاعة والخنوع والرضا والاستسلام، لا رفض فيها ولا مقاومة فكيف بالصراع والمغالبة، ويستحضر من أجل ذلك آيات الجهاد الأصغر والأكبر وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكلمة حق عند سلطان جائر وليس في قلبه بعد ذلك مثقال ذرة من إيمان وإن صل وصام وزعم أنه مسلم، أنا لست ممن يرون في محاربة الوباء محاربة القدر ، ولا ممن يردون الدودة تقتات من جرحهم المتعفن ويحتسبون، ولكن ليس في قلبي غير الطاعة والرضا وإن تداويت من كل داء بدواء ودواء وتداويت؟؟

• أتداوى وكلي رضا لا سخط والسخط بيت الداء والرضا رأس الدواء ، وفيما نجح المحتجون غير تفريخ العداوات وتأجيج الصراعات وجلد الذات وجلب الأمراض النفسية الشهوانية الحيوانية إلى أنفسهم السقيمة والأمراض العضوية إلى أجسادهم العليلة؟؟ ولا نشكو، بل لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا، و”ليبردنا المبردون ما برد لهم البرد، وليثلجنا المثلجون ما ثلج لهم الثلج”، فما يبرد قلب أنت تدفئه، ولا استوحشت نفس أنت تؤنسها؛

أنا إن عشت يوما لست أعدم قوتا**وإذا ما مت لست أعدم قبرا

وإذا مـا قـنعـت بالقـوت عـمـري**فلماذا أهاب زيدا وعمرا؟؟

• فقط كانوا يتضامنون -إعلاميا على الأقل- مع كل الشعوب والأمم، مساعدات إنسانية ومستشفيات عسكرية، أما نحن سكان الضواحي والبوادي فلا بواكي لنا ولا إعلام ينصفنا، ونحن مع هذا لا نشكو يا رب، لا نشكو قدر ما ندعو والدعاء لا ينافي مقام الرضا، فقط نشكرك يا رب أن حرمت الظلم على نفسك وجعلته بين العباد محرما، ونشكر عبادك المسؤولين أن عمموا سياسة البرد القارس علينا وموجه “الزفزوفي” و”الرفروفي” بيننا موجة فوقها موجة، ومن فرط من المواطنين في “بردعته” لم يكد يراها، ومن حرم “الملاية” و”الجلابة” عفوا من حرم الصحة والتعليم والحرية المدنية والتواصل الافتراضي فقد حرم، ورغمها فالحمد لله والشكر لله على كل حال، وإن أدام المسئولون على أنفسهم التفريط والإهمال، فقط أدام الله علينا اتخاذ أسباب دفع البلاء وسبل التدافع والدعاء والصبر والشكر والرضا، والرضا مقام والشكر حال، فاللهم عل مقامنا بين المقامات وحسن حالنا بين الأحوال، آمين؟؟

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M