المرأة والرجل بين المساواة العادلة في الإسلام والمساواة المثلية في الفكر الوضعي

11 مارس 2015 22:55
المرأة والرجل بين المساواة العادلة والمساواة المثلية

المرأة والرجل بين المساواة العادلة والمساواة المثلية

ذ. عبد الفتاح روان

هوية بريس – الأربعاء 11 مارس 2015

تمهيد: كلما جاء شهر مارس من كل سنة إلا وكثر الحديث عن المرأة بوجهات نظر مختلفة، وإن كان على المستوى الإعلامي يغلب عليها التفكير الغربي الذي دفع إلى هذه المناسبة، أعني 8 مارس، اليوم العالمي للاحتفاء بموضوع المرأة والدفع بها لنيل حقوقها كما يزعمون. لكن يحق لنا أن نتساءل هل بالفعل يسيرون في اتجاه خدمة مصالح المرأة والاستجابة لحاجياتها كما خلقها الله فيها، أم للمتحدثين مصالح خفية يتخذون موضوع المرأة غطاء ومطية لبلوغها؟ وما المرجعيات التي تحكم هؤلاء وهم يدافعون عن المرأة؟ هل هي مرجعيات علمية موضوعية أم مرجعيات أيديولوجية وسياسية حزبية لا تخدم إلا أصحابها؟

وإذا كان المتحدثون من المسلمين، فهل يستحضرون دينهم وخصوصياتهم وهم يعالجون موضوع المرأة، أم يطغى على الكثير منهم الفكر الغربي العلماني الذي يصفونه بالمرجعيات [الكونية]، وكأنهم يعتمدون على قوانين متفق عليها بين سكان القمر والمريخ وباقي الكواكب التي نعرف والتي لا نعرف في كون الله الفسيح العريض الذي لا تمثل فيه الكرة الأرضية إلا كما تمثل حبة رمل في شاطئي طويل عريض، مع العلم أن هذه القوانين التي يستندون إليها ما هي إلا من فرض دول واتجاهات لا يمثلون إلا أنفسهم ومصالحهم الضيقة التي يريدون أن تكون هي الحق وما عداها باطل بالمنطق الفرعوني “ما أريكم إلا ما أرى ومآ أهديكم إلا سبيل الرشاد[1].

والذين يسعون إلى فرض ما يريدون على الآخرين تحت مظلة العولمة المتوحشة التي لا تراعي إلا مصالحها الدنيوية الضيقة وتريد منهم أن يكونوا عبيدا لها في إطار احتلال جديد، ولكن هذه المرة بطريقة أخرى يجتهدون في برمجتنا ومسخ هويتنا وذاكرتنا بمسميات ومصطلحات ولغات جديدة تهجم على ما عندنا بقنابل وصواريخ الفكر العلماني، ومن ذلك ما يتعلق بموضوع المرأة الذي يحاولون الدخول إليه من خلال غطاء المساواة، فهل هؤلاء بالفعل بمنطقهم المشار إليه يحققون المساواة العادلة، أم المساواة الجائرة؟ لنقف وقفات مع المفهومين ونحكم بعد ذلك.

المساواة بين الجنسين بين التشريع الإسلامي والفكر العلماني:

 المساواة هي القيمة الأخلاقية التي يكثر الترويج لها حين الحديث عن موضوع المرأة فيتخذونها مطية لضرب التشريعات الإسلامية المميزة بين الرجل والمرأة، ولسان حالهم ينطق باتهام الله ورسوله بظلم المرأة في الإرث وفي تشريع تعدد الزوجات وولاية الرجل على زوجته وبنته أو أخته…فهل التسوية بين الرجل والمرأة في كل شيء عدل وإنصاف لها كما يزعمون؟ وهل المرجعيات العلمانية المسماة [كونية] أكثر إنصافا للمرأة من الخالق سبحانه؟ وهل المرأة المسلمة التي عاشت في ظل الإسلام منذ مجيئه إلى الآن كانت مظلومة حتي جاءت المرجعيات [الكونية] لتنصفها؟ دعنا نقف وقفات مع قيمة المساواة بين الإسلام والفكر الغربي:

المساواة في الإسلام بشأن المرأة:

في القرآن الكريم سورة تسمى النساء تبدأ بتقرير المساواة العادلة بين النساء والرجال “يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء..”[2] فالآية الكريمة تذكر ببعض العلاقات الجامعة بين الجنسين ومنه المساواة التي منها:

المساواة في الأصل الإنساني، فكلا من الرجل والمرأة خلقا من تراب، الكل من أبوين هما آدم وحواء، فلا فضل لذكر على أنثى، ولا فضل لعربي على عجمي ولا أبيض على أسود، ولا غني على فقير ولا رئيس على مرءوس إلا بما يكسبه كل واحد بعمله من التقوى والاستقامة والصلاح كما قرر ذلك المولى عز وجل بقوله “ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”[3].

المساواة في التكليف الإلهي للإنسان ذكرا كان أو أنثى، فالخطاب في القرآن والسنة يشمل الجنسين فكلاهما معني بما يخاطب الله به عباده من أوامر ونواهي وأخبار ووعد ووعيد، إلا ما كان من بعض الخصوصيات لأحدهما مثل قوله تعالى “وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن “[4] وقوله تعالى “لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله[5] وفي الصحيحين وغيرهما من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده، وهو مسؤول عن رعيته، والولد راع في مال أبيه وهو مسؤول عن رعيته، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته[6].

المساواة في الجزاء على الأعمال، فمن يعمل من خير يجازى عليه لا فرق بين الذكر والأنثى وكذلك الشر، كما نقرأ ذلك في كتاب الله “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مومن فلنحيينه حياة طيبة ولنجز ينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون[7]، ويقول سبحانه: “إن المسلمين والمسلمات والمومنين والمومنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما”[8].

المساواة في الشخصية الاجتماعية والمالية: فهي بمجرد البلوغ تصبح لها شخصيتها المتميزة تحمل اسمها ولقبها وتنسب لأبويها وتتصرف في المجتمع بذلك ملكية للمال واستثمارا وإنفاقا، وهي مطالبة بأن تكون فاعلة في مجتمعها لنشر الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وفعل البر بالوالدين والأقارب والجيران والفقراء والمساكين والأيتام….قال تعالى ” والمومنون والمومنات بعضهم أولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويوتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم”[9].

غير أن هذه المساواة لا تعني المساواة المثلية كما يريدها المقلدون للفكر الغربي، وإنما هي المساواة العادلة التي تضع كل شيء في محله، وتعطي كل ذي حق حقه وفق أحكام الله الشرعية، ووفق سنن الله القدرية الكونية في الخلق لكل من الذكر والأنثى، بناء على الفوارق البيولوجية والفيزيولجية والسيكولوجية الموجودة بين الجنسين والتي يتجاهلها الفكر الغربي ومن يقلده تقليدا أعمى. وهذه تقودنا إلى تقرير نوع العلاقة بين الرجل والمرأة في الإسلام وهي علاقة التكامل، والتي تحتاج إلى مزيد من الإيضاح نخصص لها الفقرة التالية:

عـــلاقـــة التـكـــامل بين الجنسين في الإسلام:

الآية الأولى من سورة النساء أشارت إلى ذلك في قوله تعالى: “خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها“، فالخلق من نفس واحدة إشارة إلى الترابط الوثيق بينهما على المستوى النفسي والفيزيولوجي والرسالي… فنفس الرجل متعلقة بالمرأة، وهي كذلك، وهي خلقت لأدوار تكمل أدوار الرجل، والرسالة التي يحملها الإنسان مشتركة بينهما، لا تؤدى إلا بعملهما مجتمعين، وهي الأمانة العظمى التي ثقلت على السماوات والأرض والجبال فاعتذرن عن حملها شفقة على أنفسهم من الحساب والعقاب: “إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المومنين والمومنات وكان الله غفورا رحيما[10]، وعلى مستوى التكاليف الشرعية روعيت طبيعتها وأعفيت من تكاليف ولم يعف منها الرجل منها الصلاة في المسجد غير ملزمة لها بل أجر صلاتها في بيتها أفضل، وأعفيت من الصلاة في أوقات الحيض والنفاس، وتقضي الصوم.

ويظهر التكامل جليا في نظام الأسرة في توزيع الأدوار بين الجنسين: فالرجل مكلف بالإنفاق والسعي لجلب الرزق للزوجة والأطفال قصد تفريغ المرأة للمهام الداخلية في البيت من تربية للأطفال وتحقيق التعاون مع زوجها لجلب السكن والاطمئنان وتوفير الحاجيات المتنوعة للأسرة، مما يرهقهما معا حين خروج الاثنين معا ليبقى فراغ يترك آثاره السلبية على الأسرة ككل. أما المحافظة على التشريعات الإسلامية التكاملية فهي تسلم إلى نتائج هامة في الحياة نراها في الفقرة التالية:

من نتائج المساواة العادلة في الإسلام:

أالانسجام مع الفطرة السليمة، ومع السنن الكونية والأحكام الشرعية، مما يعطي انسجاما في الحياة للفرد والأسرة والمجتمع، لأن لله تعالى سننا شرعية وكونية لا تراعي من خالفها، بل يشقى دنيا وآخرة رغم ما يقوم به المعاندون لسنن الله من تزيين للباطل ؛فذلك من وحي إبليس وتزيينه للباطل لا أقل ولا أكثر.[11]

بتحقيق رسالة الإنسان في الأرض وفق تحديد الله تعالى لتلك الرسالة، لا وفق هوى الإنسان وعقله المحدود، فالخالق هو الذي له الحق أن يحدد رسالة المخلوق لا غيره، كما أن من صنع آلة اليوم هو من حدد مجلات استعمالاتها لا غيره.

ج- تحقيق التمايز الطبيعي بين الجنسين، مما يحافظ على وظيفة ذلك التمايز في الحياة الأسرية والاجتماعية والنفسية، ويبقي على الميل الطبيعي لكل منهما إلى الآخر، والحفاظ على الأدوار التكاملية؛ إذ تدميره يؤدي إلى التشابه، والتشابه بفقد جاذبية كل منهما للآخر، وتكرار الأدوار، والتنافس على الدنيا لا على الرسالية في الحياة، وربما هذا سبب من أسباب العزوف عن الزواج.

د- تحصيل السكينة والاطمئنان بين الجنسين وخاصة بين الزوجين، وفقا لما ذكره الله تعالى في كتابه ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”[12] وقوله سبحانه: “هن لباس لكم وأنتم لباس لهن”[13].

هـ- بناء الحياة الأسرية والاجتماعية على أساس التعاون على البر والتقوى وصلاح الأعمال، وفقا لتوجيهات الله لعباده الِمؤمنين والمؤمنات من مثل قوله تعالى: “وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى”[14]، وقوله عز وجل: “يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملا ئكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون[15]، وذلك يقود إلى الفوز برضي الله تعالى والجنة إن شاء الله تعالى كما وعد المتقين ووعده لا يخلف أبدا.

من مظاهر تكريم الإسلام للأنثى:

1- تكريمها بنتا وأختا: فقد جاء في الحديث الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان له ثلاث بنات أو أخوات، أو بنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن فله الجنة[16]، وقد استنكر الله تعالى على الجاهليين ما كانوا يعاملون به الأنثى حين وضعها: “وإذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون[17].

2– تكريمها أما: فقد أمر الله بالإحسان إليها تقديرا لما بذلته من جهود في الحمل والرضاع والتربية، قال الله تعالى: “ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير”[18]، وفي الآية الأخرى: “ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا[19]، وجاء في الحديث الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال ك أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ ُ قال: ثم أباك[20]. وهذا الأمر لا يخص الأم المسلمة فقط بل يشمل حتى الكافرة والمشركة فرد الإحسان مبدأ أخلاقي ثابت بناء على قوله تعالى: “هل جزاء الاحسان إلا الاحسان”[21]، فعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله، قلت قدمت علي أمي وهي راغبة أفأصل رحمها قال: نعم صلي أمك[22].

3- تكريمها زوجة: فقد أمر الله تعالى بإحسان المعاشرة معهن فقال سبحانه: “وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى آن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا”[23]، وفي الحديث الصحيح: “استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم..[24].

المساواة في الفكر الغربي ومن يقلده:

المساواة في الفكر تعني التطابق والتماثل بغض النظر عن الفوارق البيولوجية والفيزيولوجية والسيكولوجية بين الجنسين، ويترتب عن هذا الفكر أمور:

1- أن الحياة بينهما قامت على أساس التنافس والصراع على مكاسب الدنيا، وغاب التنافس في هذا الإطار عن مشتهيات الحياة الآخرة وتحقيق مهمة الإنسان الوجودية كما حددها ربنا سبحانه: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون[25].

2- أن الحياة قامت على أساس مركزية الإنسان في تسيير حياته والتمرد على طاعة الله، والسعي إلى توفير حاجيات الجسد الدنيوية وإهمال حياة الآخرة مما هو مناقض لرسالة الإنسان في الحياة ولتعليمات شرع الله كما في كتاب الله: “وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون[26]وابتغ فيمآ آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا[27]، فالأصل في الحياة هو خدمة الآخرة بالوسائل المتاحة في الدنيا، ونصيب الدنيا هو كزاد الطريق وليس هو الغاية.

3- ضياع تحقيق لانسجام بين حاجيات الإنسان المتعددة، وخاصة الجوانب الروحية والنفسية، والدليل على ذلك ما تعانيه البشرية في ظل هيمنة الرؤية الغربية من أمراض نفسية بلغت حدا خطيرا ملفتا للانتباه وبالأخص الاكتئاب الذي قاد عددا كبيرا إلى الانتحار والذي يتزايد عاما بعد عام ويمتد حتى إلى العالم الإسلامي وخاصة المقلد أكثر للغرب، وبلد الحرمين يحتفظ بأقل نسبة للانتحار عالميا.

4- ضياع الهوية الفردية للجنس البشري، [أعني الرجولة والأنوثة] بعد التشابه في الألبسة والحلاقة وممارسة الأعمال اليومية، فلم يعد الرجل رجلا ولا المرأة امرأة كما خلقهما الله جل جلاله، وإنما تشبه كل منهما بالآخر، فأصبح بعضهم يشكل جنسا ثالثا لا هو بالرجل ولا بالمرأة، مما وصل به الأمر في بعض البلاد إلى تقنين الزواج المثلي: بين رجل/رجل، أو امرأة/امرأة، وهذا تدمير للنوع، وهبوط بالإنسان إلى منحدر لم تسقط إليه حتى البهائم تحت مظلة الحرية، أو بعبارة أخرى: عبادة شهوات الإنسان المتفلت من القيم الخلقية التي جاءت بها رسالات الرسل جمعاء.

5- تدمير الأسرة في الغرب، ويراد للأسرة المسلمة أن تلحق بها في هذا التدمير، والمراد هنا الأسرة كما أرادها الله تعالى قائمة على أساس ينسجم مع الشرع والفطرة والعقل السليم ، أي الزواج الشرعي؛ وهكذا أصبحنا أمام عدد من الأسر منها: المسماة [ عازبة] نسبة للمرأة أو الرجل، وهو أسم مزين للرذيلة، فبدل العاهرة أو العاهر يقال عازب أو عازبة لمن ينجب أو تنجب خارج دائرة الزواج، وقد حسم رسول الله صلى الله عليه وسلم مسألة النسب حين قال: “الولد للفراش وللعاهر الحجر[28]، هذا إضافة إلى الأسرة المثلية برجلين أو امرأتين، ومن المعلوم أن هذه الأنواع من [الأسر] مرفوضة فطرة وعقلا قبل التفكير بالشرعي الذي لا يفكر به إلا المؤمنون والمؤمنات الصادقون والصادقات.

الخاتمة:

نحن معرضون بصفتنا مسلمين إلى الاستهداف الأجنبي؛ نظرا لكوننا نملك خصوصية لا يملكها غيرنا، وهو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاجتهادات في التشريع عبر تاريخ الإسلام، ونحن في مفترق طرق بين طريقنا المستقيم [اهدنا الصراط المستقيم...] وبين طرق المغضوب عليهم ولا الضالين، وهو ما يذكرنا به ربنا كل قراءة للفاتحة بما لا يقل عن سبعة عشرة مرة في اليوم على سبيل الفرض، لكن: هل نفهم عن الله مراده وبم يذكرنا به؟ وقد أقام علينا الحجة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، أم مسايرة غيرنا أعمت بصائرنا وجعلتنا نعرض عن كتاب ربنا وسنة حبيبنا صلى الله عليه وسلم؟ “قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ[29].


ـ غافر 29 [1]

ـ النساء 1[2]

ـ الحجرات 14[3]

ـ الطلاق 3[4]

ـ الطلاق 6[5]

ـ رواه البخاري ومسلم، كما رواه أبو داود والترمذي وأحمد في المسند[6]

ـ سورة النحل 97 [7]

ـ لأحزاب 34[8]

 ـ التوبة 71[9]

ـ الأحزاب[10]

ـ تأملوا معي في الإحصائيات التي تنشرها منظمة الصحة العالمية وغيرها من نسب للأمراض النفسية، والانتحار في العالم الذي يقدر بمليون شخص في السنة، أليست هذه حرب مدمرة يشنها الإنسان على نفسه؟، وهي أكبر من الحروب الظاهرة بالسلاح المستعمل في الحروب على المستوى العالمي، والغريب أنهم يسكتون عن هذه الظاهرة ولا يتكلمون إلا قليلا، رغم أنها ظاهرة تستحق أن يجيش لها الإعلام، ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني، وجمعيات حقوق الإنسان، صاحبة المرجعيات الغربية، ولعلهم يخشون أن تظهر حاجتهم للدين وهم غير مستعدين لإدخاله في المعادلة، وهنا أذكر المسلمين من هؤلاء أن يقرؤوا قول الله تعالى ” ومن يعرض عن ذكر ربه نسلكه عذابا صعدا ” في سورة الجن وقوله سبحانه ” ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى “….في سورة طه[11]

ـ الروم 19[12]

ـ البقرة 185[13]

ـ سورة طه 130[14]

ـ التحريم 5[15]

ـ أخرجه الترمذي وغيره[16]

ـ النحل 58[17]

ـ لقمان 12[18]

ـ الأحقاف 13[19]

– متفق عليه[20]

ـ الرحمان 58[21]

ـ متفق عليه [22]

ـ النساء 18[23]

ـ ابن ماجة والترمذي وقال حسن صحيح[24]

ـ الداريات 55[25]

ـ العنكبوت 63[26]

ـ القصص 77[27]

ـ رواه البخاري [28]

ـ سورة الأنعام 104[29]

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M