الدارجة تخترق مؤسسات الدولة؛ المكتب الوطني للسكك الحديدية نموذجا
هوية بريس – إبراهيم الوزاني
الخميس 14 ماي 2015
في غفلة عن المحاسبة والعمل بنص الدستور الذي ينص على أن اللغة الرسمية الأولى في البلد هي اللغة العربية (الفصحى)، دأبت الكثير من الشركات على استعمال الدارجة المغربية في إشهاراتها وملصقاتها لاستمالة الزبون المغربي؛
غير أنه لو استطعنا أن نستسيغ صدور هذا التجاوز والبغي من طرف المستثمرين الذين يهمهم المال أكثر من أي قيمة أخرى ناهيك أن تكون قيمة الوطنية والحفاظ على مقومات الهوية، فلا يمكن أن نقبل أن تنخرط مؤسسات الدولة هي الأخرى في حملة محاربة اللغة العربية الفصحى.
ففي أحد ملصقات المكتب الوطني للسكك الحديدية، الموجهة للركاب لتنبيههم وحثهم على عدم فتح نوافذ وأبواب المقطورات حتى يبقى الهواء مكيفا عن طريق مكيفات القطار، كتب بالدارجة: “شكرا حيت خلتو المقصورات والنوافذ مغلوقين؛ إلى بْقى القطار مْبرَّد فبفضلكم أيضا“، في مقابل الشطر الثاني من الملصق المكتوب بلغة العم موليير!!
ولنا أن نتساءل هنا عن الدافع لهذا التجاوز السافر من طرف مؤسسة من مؤسسات الدولة، ومن يقف وراء ذلك؛ أم هو اللوبي الفرانكفوني الذي ينتصر لإيديولوجيته بمحاربة الفصحى من خلال استعمال الدارجة؟!
وحول هذا الملصق تساءل الفاعل الجمعوي محسن زراد بقوله: “ماذا كان سيحدث لو كتب:
شكرا لأنكم تركتم المقصورات والنوافذ مغلقة… إذا بقي القطار مكيفا فبفضلكم أنتم أيضا“؟ !
ثم قال مستنكرا حملة التطبيع مع العامية: “التطبيع مع الدارجة وجعلها لغة تواصل بعض المؤسسات ماض على قدم وساق ثم يدعى كذبا وبهتانا أن جل المغاربة لا يفهمون العربية الفصحى”.
يذكر أنه تم إطلاق نداء يوم الإثنين لأكثر من 240 من المثقفين والسياسيين والأساتذة والمهتمين بالحقل اللغوي، في المغرب، نداء من أجل اللغة العربية؛ وذلك من أجل تخويل اللغة العربية، المكانة التي أعطاها لها الدستور المغربي.