فضيحة “كامبردج-فيسبوك” تعصف بمصداقية شبكات التواصل
هوية بريس – وكالات
يتّسع نطاق فضيحة “كامبردج أنالتيكا- فيسبوك” وتستمر تفاعلاتها دوليا، إذ فتحت هيئات مستقلة وحكومية وبرلمانية تحقيقات في قضية استغلال بيانات ملايين المستخدمين في فيسبوك من أجل ترجيح كفة دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016.
وبينما تتبادل شركة فيسبوك الأميركية وشركة كامبردج أنالتيكا الاتهامات في القضية، قال أستاذ جامعي ابتكر تطبيقا يمثل محور هذه الفضيحة إن الشركتين تحاولان تقديمه ككبش فداء.
في غضون ذلك، أيدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إجراء تحقيق في القضية، وقالت ردا على سؤال في مجلس العموم اليوم الأربعاء إن حكومتها لم توقع أي عقد “على حد علمها” مع كامبردج أنالتيكا أو شركة التسويق الأم التي تتبع لها “إستراتيجيك كوميونيكيشن لابوراتوريز”.
ووصفت ماي الشبهات التي تحيط بالشركة بأنها “مقلقة للغاية”، ودعتها إلى التعاون مع التحقيق الذي فتحه مكتب مفوضة المعلومات في بريطانيا، وهي هيئة مستقلة مكلفة بحماية البيانات الشخصية.
وتسعى مفوضة المعلومات إليزابيث دينام إلى استصدار إذن قضائي لتفتيش أجهزة وخوادم شركة كامبردج أنالتيكا.
علاقات بحزب المحافظين
وقالت صحيفة تايمز البريطانية اليوم إن كامبردج أنالتيكا قريبة من حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا. ولدى الشركة مكاتب في واشنطن ونيويورك ولندن ومن بين مؤسسيها ستيف بانون المستشار السابق لدونالد ترمب.
ودعا النواب البريطانيون رئيس شركة فيسبوك مارك زوكربيرغ لشرح الوضع، وأمهلوه حتى يوم الاثنين القادم للرد. ودُعي كذلك للحديث أمام البرلمان الأوروبي الذي قال إنه سيحقق في ما وصفه بأنه “انتهاك غير مقبول للحق في سرية المعلومات”. وفي الولايات المتحدة، طلبت هيئة تنظيم التجارة الأميركية فتح تحقيق في نيويورك وماساتشوستس.
وسيعقد رئيس فيسبوك مارك زوكربيرغ “اجتماعا عاديا” مع موظفي الشركة يوم الجمعة المقبل، من المتوقع أن تطغى عليه فضيحة استغلال بيانات المستخدمين من قبل شركة كامبردج أنالتيكا.
وقد اتهمت فيسبوك البروفيسور في جامعة كامبردج ألكسندر كوغان بأنه انتهك سياسات الموقع بتطويره تطبيقا سماه “هذه حياتك الرقمية” يعتقد أنه جمع معلومات عن خمسين مليون مستخدم، وذلك بدعوى استخدامها لعمل مسح بشأن السلوك البشري من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت فيسبوك إن البيانات التي تم جمعها من المستخدمين بيعت إلى طرف ثالث، في حين قال كوغان إن برنامجه قدم لكامبردج أنالتيكا معلومات عن نحو ثلاثين مليون ناخب أميركي، وإنه أسيء استخدامها على الأرجح لصالح حملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانتخابية.
كبش فداء
وصرح كوغان اليوم لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بأن فيسبوك وكامبردج أنالتيكا يقدمانه كبش فداء. وذكر أن كامبردج أنالتيكا طمأنته إلى أن ما يفعله “قانوني تماما وضمن شروط خدمة” موقع فيسبوك، لكنه أقر مع ذلك بأنه لم يطرح ما يكفي من الأسئلة.
وعصفت الفضيحة بأسهم فيسبوك في بورصة نيويورك، وخصمت مليارات الدولارات من قيمتها السوقية.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم من إعلان كامبردج أنالتيكا أنها أوقفت رئيسها التنفيذي ألكسندر نيكس عن العمل إثر بث القناة البريطانية الرابعة لقطات من تحقيق يظهر فيه نيكس وهو يتحدث إلى من كان يعتقد أنه زبون -والذي كان صحفيا متخفيا- عن أساليب الشركة في إغواء السياسيين بالنساء والمال لفضحهم، كما قال إنه التقى ترمب “مرات عديدة” وساهم في فوزه بالانتخابات.
ويضيف نيكس في الفيديو “ليس هناك أي أثر مكتوب، لا شيء”، مؤكدا أنه لا يوجد خوف من أن يفضح مشرعون أميركيون أسراره، قائلا “إنهم سياسيون وليسوا فنيين. إنهم لا يفهمون كيف يعمل ذلك”.
من ناحية أخرى، اتصل وزير المعلوماتية الهندي برئيس شركة فيسبوك، وأبلغه أنه إذا جرت سرقة أي بيانات لمواطنين هنود عبر أنظمة فيسبوك فإن بلاده التي تضم أكبر عدد من مستخدمي الموقع لن تتهاون في الأمر وستتخذ إجراء قويا إذا لزم الأمر. وجاء ذلك على خلفية اتهامات للحزب الحاكم في الهند بإشراك شركة كامبردج أنالتيكا لإدارة حملاته الانتخابية.
وفي ألمانيا، انتقد رئيس الدولة فرانك فالتر شتاينماير التأثير القوي لشبكات التواصل الاجتماعي قائلا إنها تجعل من الممكن نشر معلومات مغلوطة ونظريات مؤامرة بسرعة شديدة وبغزارة.
(المصدر: الجزيرة).