مواد مشعة في مياه شرب البيضاويين
هوية بريس – متابعات
کشفت معاينات أنجزتها عناصر الشرطة المائية التابعة لوكالة الحوض المائي أبي رقراق الشاوية، ترسب مواد خطيرة مكونة من عناصر مشعة، إلى الفرشة المائية لمنطقة مديونة، بسبب عمليات غسل أتربة مشبوهة يقوم بها أكراد في مقالع غير مرخصة، ما يورط منتخبين مع شبكات تستخرج معادن تجهل طبيعتها ومالها.
ووفق ما أوردته “الصباح”، في عددها ليوم، نسبة إلى مصدر من الحوض المـائي المذكور، أنه تمت مـعاينة أنشطة خطيرة على الفرشة المائية بدوار المقاقشة، التابع لـتـراب جماعة مديونة، مـن خـلال جـلـب أحجار معدنية من “الباريتين” والرصاص، بطريقة سرية ومتحايلة، ويتم تكسيرها وغسلها بالماء، بواسطة آلة من طراز، للحصول عـلـى حـصـى مـن حـجـم حـبـات العدس، أو مسحوق شبيه بحبات الرمال.
وكشف المصدر ذاته أن عملية التفتيت تتسبب في تطاير غبار كثيف في الهواء، ما يسبب تلوثه بالمعادن الثقيلة الموجودة في الأحجار المكسورة، وأنه بالإضافة إلى “الباريتين” والرصاص، تـم رصـد وجـود ذرات من الكبريت والألومنيوم والنيترات والآزوت والباريوم وهي مواد مسرطنة.
وأضافت اليومية، في مقالها، أن المعادن الثقيلة نفسها موجودة في الماء بعد عملية الغسيل بواسطة الآلة المذكورة، والتي يتم التخلص منـهـا فـي الـفـرشـة، مبينة أن صـاحـب المـقـاولـة يخطط لاستكمال العمل باستعمال مواد كيميائية مثل السيانير، شديد الخطورة في عملية التعويم، مؤكدة في سياق متصل أن شبكة للبناء العشوائي وحفر آبار بدون رخص، أوقعت برجال سلطة ومقدمين وشيوخ في ورطة مئات الثقب المائية، والمنجزة من قبل شركات مملوكة لسوريين وعراقيين مدعومين من قبل مسؤولين، خرقا لمقتضيات حماية وتثمين الموارد المائية وتجنب شبح العطش.
هذا الأمر استوجب تعيين لجنة مختلطة، حيث وصل عدد الآبار غير القانونية إلى مرحلة الخطر في مناطق كانت، إلى زمن قريب، في منأى عن آفة شح المياه، حسب ذات اليومية، مضيفة أن مصالح وكالة الحوض المائي أبي رقراق الشاوية، وقفت على خروقات وتلاعبات في دفاتر تحملات مقالع كبرى، إذ سجلت إخباريات توصلت بها الشرطة المائية، أن أصحاب بعض المقالع تجاوزوا كل الخطوط الحمراء، في خرق واضح لمقتضيات قانون جديد لاستغلال المقالع رقم 27.13، الذي فرضت فيه وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء على مستغليها ضرورة الملاءمة، في إطار مقاربة تشاركية وتوافقية مع المهنيين والقطاعات الوزارية المعنية بالمقالع.
ونقلا عن دائرة مصالح المراقبة، فإن الحفر في المقالع المذكورة وصل إلى مستوى المياه الجوفية، وأن أعينا تفجرت في أسفل حفر كبيرة، وستبقى جارية إلى أن تمتلئ الحفر، ما سيشكل تهديدا خطيرا لنسبة حقينة الآبار المحاذية، التي لاحظ أصحابها تناقص منسوب المياه فيها، منذ ظهور الماء بالمقالع المعنية.