إشادة بالتجربة المغربية في استغلال تكنولوجيات بطاريات ”الفاناديوم” لتخزين الطاقة
هوية بريس- متابعة
كشف المهندس عادل صقر الصقر، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين، (تابعة لجامعة الدول العربية مقرها الدائم بالرباط)، أن الأراضي العربية تحظى ببيئات جيولوجية وأقاليم معدنية متنوعة تتضمن العديد من الثروات المعدنية، داعيا إلى ضرورة تكثيف عمليات البحث والتنقيب على المعادن الإستراتيجية لمواكبة الركب العالمي لإنتاج هذه المعادن الهامة، التي تعتبر محور الرهانات الإستراتيجية الكبرى في الألفية الثالثة.
وذكر المهندس الصقر على وجه الخصوص معدن “الفاناديوم”، الذي يتواجد ضمن مجموعة من المعادن المنتشرة في هذه البيئات، حيث أشار إلى أن هذه الثروة المعدنية تتطلب تكثيف عمليات البحث والتنقيب من قبل الجهات العربية المعنية بقطاع التعدين، من أجل تأكيد احتياطيات خام الفاناديوم وجودته لإستغلاله إقتصاديا وحجز مكانة عربية على الخريطة العالمية لإنتاج هذا المعدن الهام.
وأشار المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين أيضا إلى أن تكنولوجيات الطاقة البديلة تتجه نحو بطاريات التدفق، التي تعمل من خلال تخزين الطاقة، ولأجل ذلك، تتميز بطاريات تدفق “الفاناديوم” عن غيرها من البطاريات، مثل”أيون الليثيوم”، بكونها تتيح تخزينًا أكثر أمانًا لكميات كبيرة من الطاقة ولفترات زمنية أطول، ونظرا لتوقع الطلب المتزايد على “الفاناديوم”، يتوجه السوق العالمي نحو استخراج المزيد من هذا العنصر لمواكبة زيادة معدل استهلاك هذه البطاريات مقابل تقليل الاعتماد على تقنية بطاريات أيون الليثيوم القائمة حالياً.
و أشاد المهندس عادل صقر الصقر في هذا السياق بالتجربة المغربية حول إقامة مشروع يستهدف استغلال تكنولوجيات بطاريات الفاناديوم كنظام مبتكر لتخزين الطاقة من المصادر المتجددة، وهذا تماشيا مع الرؤية الوطنية للطاقات المتجددة، التي تهدف إلى تغطية الحاجة الكهربائية الوطنية بحلول سنة 2030 وذلك من خلال مزيج طاقي يكون 52 بالمائة منه تأتي من مصادر الطاقة المتجددة.
وأوضح المهندس الصقر بأن مشروع بطارية ”الفاناديوم” على منصة البحث والتطوير في مركب الطاقة الشمسية (نور) بورزازات يبقى تجربة مغربية رائدة، حيث ثمن الرؤية الاستراتيجية التي يتوفر عليها المغرب في مجال التنمية الصناعية والطاقات المتجددة والاستثمارات الهامة التي يخصصها لقطاع الصناعة، والتي جعلت منه نموذجا قوياً على مستوى القارة الافريقية.
وفي هذا السياق، ذكر المهندس عادل الصقر المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين، بالدراسة الشاملة التي اًصدرتها المنظمة تحت عنوان: “المعادن الإستراتيجية في الدول العربية”، والموجهة إلى أصحاب القرار والمختصين والعاملين بقطاع التعدين في الدول العربية، وتهدف من خلالها الى التعريف والترويج للفرص الاستثمارية التعدينية الخاصة بالمعادن الإستراتيجية في المنطقة العربية.
وجدير بالذكر أن المنظمة قد أعدت دراسة تناولت عددا من المعادن الإستراتيجية الأخرى المستخدمة في مجالات الطاقة المتجددة، وهي: العناصر الأرضية النادرة، الليثيوم، الكوبالت، الأنديوم والتيلوريوم، حيث إن هذه المعادن تستخدم في صناعة المغناطيس وأجهزة الاتصالات والليزر ومنتجات إستراتيجية أخرى، بالإضافة إلى صناعة البطاريات والسيارات الكهربائية لاستخدامها في مكونات تقلل من تلوث البيئة.
وتتواجد المعادن الإستراتيجية في بيئات جيولوجية وأقاليم معدنية محددة تتوفر أغلبيتها في الدول العربية، وهذا هو محور الدراسة التي ركزت وفقا للبيانات المتوفرة، على تواجد هذه المعادن وفرص استثمارها في 15 دولة عربية، هي: المغرب، الأردن، الإمارت، تونس، الجزائر، جيبوتي، السودان، الصومال، العراق، سلطنة عمان، ليبيا، مصر، موريتانيا واليمن.