مقالة للتاريخ.. تحرير العالم من الأوربيين
هوية بريس – عبد العليم شداد
الأوربيون شعب يتكون من عدد من الإثنيات العرقية المختلفة، ووفقا لدراسة ألمانية نشرت في العام 2002 يبلغ مجموع هذه الإثنيات نحو 87 إثنية أو شعب، منها 33 إثنيات كبيرة، وتشكل الغالبية في بلدانها ومن أهمها: (الروس، الألمان، الفرنسيون، الإنجليز، الإيطاليون، الأوكرانيون، الأسبان والبرتغاليون.
-للأوربيين صفة مميزة ٱتصفوا بها منذ قديم الزمان و تميزوا بها عن بقية شعوب العالم و هي:
* (القسوة الشديدة) لدرجة جعلت التعذيب و القتل عندهم نوعا من التسلية:
– فحلبة الموت الرومانية (الكولسيوم) في وسط روما كانت هي مصدر التسلية و الترفيه لكل المجتمع رجالا و نساء و أطفالا، فالأسرة بكاملها كانت تحضر لمشاهدة الأسود المفترسة التي يتم تجويعها ثم إطلاقها على الأسرى الذين يتم إدخالهم إلى الحلبة مع زوجاتهم و أطفالهم فتلتهمهم الأسود الجائعة و تقطعهم إربا إربا وسط ضحكات و ٱستمتاع الحضور.
– كما كانوا يجبرون أسراهم على أن يتقاتلوا فيما بينهم فيُجْبَر الصديق على قتل صديقه
– وكانت مسابقات المبارزة التي تنتهي بالموت هي اللعبة الأكثر شعبية لدى الجماهير الأوروبية الرومانية القديمة.
– ولهذا نجد أن الحروب التي يُقتل فيها الملايين كانت أمرا متكرر الحدوث بينهم.*
– مثال على تلك الحروب الأوربية حرب الثلاثين عاما التي قُتل فيها ما يزيد عن الأحد عشر مليون (11مليون) شخص و نقص فيها سكان ألمانيا من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر مليون، و نتج عن ذلك نقص كبير في عدد الرجال فجعلوا تعدد الزوجات إجباريا.
– وفي حروب نابليون قُتل أكثر من ستة ملايين إنسان.
– وفي حرب السنوات السبع بين بريطانيا و فرنسا قُتل ما يزيد عن الأربعة عشر مليون إنسان.
– وفي الحرب الأهلية الروسية قتل ما يزيد عن التسعة ملايين.
– وفي حروب فرنسا الدينية قُتل نحو أربعة ملايين شخص.
– وفي الحرب العالمية الأولى التي بدأت بين النمسا وصربيا قتل ما يزيد عن العشرين مليون إنسان.
– وفي الحرب العالمية الثانية التي بدأت بٱجتياح ألمانيا لبولندا قتل نحو خمسة و ثمانين مليون (85مليون) إنسان.
– فالحروب و المجازر الأوربية أكبر من أن تعد و تحصى في هذه المقالة، و كلها حروب و مجازر دموية مروعة يتم القتل و التعذيب فيها بوسائل رهيبة لا تخطر على بال ، مثال ذلك :
* التمشيط بأمشاط الحديد، و ٱستخدام النشر بالمنشار، و سحق العظام بآلات ضاغطة ، و ٱستخدام الأسياخ المحمية على النار ، و تمزيق الأرجل ، و فسخ الفك ، كما ٱستخدموا مقلاع الثدي لخلع أثداء النساء من جذورها، و ٱستخدموا التابوت الحديدي ، و كرسي محاكم التفتيش الذي يحتوي على مسامير في كل نقطة منه……
*- وعندما خرج الأوربيون بقسوتهم هذه إلى العالم أحدثوا دمارا و خرابا هائلا للبشرية.
– فعندما ٱتجهوا غربا إلى أمريكا مسحوا سكانها من على وجه الأرض مستخدمين أبشع الوسائل التي لا تخطر على عقل بشر.
-ومن ذلك أنهم كانوا يقدمون مئات الأغطية الملوثة بجراثيم الجذري و السل و الكوليرا كهدايا للسكان الأصليين لتحصدهم دون أدنى جهد و قد قتلوا بذلك الملايين من السكان الأصليين خلال عقود قليلة.
– كما عملوا جوائز مالية لمن يأتي برأس أحد السكان الأصليين من الرجال أو النساء أو الأطفال مما جعل الصيادين ينتشرون في أرجاء القارة الأمريكية يجلبون الرؤوس بأعداد هائلة ، ثم ٱقتصر الأمر على فروة الرأس ليسهل عليهم الحمل.
– وقد اصبح الكثير من الصيادين يفتخرون مدعين بأن أحذيتهم مصنوعة من جلود البشر.
– وقد تطور الأمر و أصبحت هناك حفلات للسلخ و التمثيل يحضرها كبار المسؤولين الأوربيين . فأبادوا أكثر من مئة مليون ( أكثر من 100 مليون ) من السكان الأصليين في أمريكا، و النتيجة تغيير كامل لسكان أمريكا ليحل محلهم الأوربيون.
*- فكل دول أمريكا الشمالية والجنوبية اليوم يملكها الأوربيون بإثنياتهم المختلفة :
– فالولايات المتحدة سكانها بريطانيون
– والبرازيليون هم برتغال و إسبان.
– والأرجنتينيون هم إسبان و إيطاليون.
– ونجد أن معظم سكان أمريكا الجنوبية هم إسبان إضافة للإثنيات الأوربية الأخرى خاصة في تشيلي، الأورغواي ، كولومبيا ، فنزويلا،،،، و غيرها.
– وعندما ٱتجه الأوربيون نحو إفريقيا حولوا الرق إلى تجارة مثل تجارة الماشية ، فقد كانت الحكومات الأوروبية هي التي تحتكر تجارته، و تضع القواعد المنظمة لهذه التجارة ، و كانت أسهم شركات تجارة العبيد هي الأعلى ربحا، و بعد تحرير تلك التجارة و السماح للشركات الخاصة بالعمل في هذا المجال أصبحت تلك الشركات تُصَدر كميات مهولة من الأفارقة إلى الدول الأوربية ومستعمراتها في كل أنحاء العالم.
– فالشركات الفرنسية لوحدها كانت ترسل ما لا يقل عن المئة ألف أفريقي سنويا إلى المناطق التابعة لفرنسا في أمريكا.
– أضف إلى ذلك الشركات الإسبانية و الإنجليزية و التجار الإيطاليين و الألمان و البرتغال و غيرهم ، و يقدر عدد الأفارقة الذين تم إرسالهم إلى الأمريكتين بالملايين ، و كل ذلك كان عملا مقبولا تصدر له الحكومات الأوربية التصاريح اللازمة و يستثمر فيه الشعب أمواله من خلال شرائه لأسهم هذه الشركات.
* هذا جزء صغير لما فعله الأوربيون في أمريكا و أفريقيا.
– أما في آسيا فقد فعلوا شيئا عجيبا فقد كانت الحكومات الأوربية تتاجر في المخدرات ، فقد صدرت بريطانيا أول شحنة من المخدرات إلى الصين في العام 1781 وبعد أن بدأت مشاكل الإدمان تظهر على الشعب الصيني أصدر إمبراطور الصين أول مرسوم بمنع ٱستيراد المخدرات فأرسلت بريطانيا و فرنسا سفنهما و جنودهما إلى الصين لإجبارها على فتح أبوابها لتجارة المخدرات بالقوة،
وٱستطاعوا أن يهزموا الصين و دخلوا بكين و من ثم أجبروها على توقيع ٱتفاقية (تيان جين) في عام 1858 بين الصين و الأوربيين ممثلين في كل من (بريطانيا و فرنسا و الولايات المتحدة و روسيا).
و في هذه الاتفاقية تم تحديد الأفيون بصفة خاصة من بين البضائع المسموح باستيرادها ، كما تم إلزامها في هذه الاتفاقية بالسماح بنشر المسيحية في الصين، و كان من ثمار هذه الاتفاقية أن ٱرتفع عدد المدمنين في الصين من مليون عام 1850م ليصل إلى مليونين سنة 1878م ، و ٱستمر العمل بهذه الاتفاقية حتى العام 1911.
*- إن ما سبق ذكره يمثل عرضا موجزا لطبيعة بشرية تأصلت فيها القسوة بأبشع صورها لم تنجح في تغييرها المدنية و التحضر ، فالذي يعف أن يفعله الإنسان الجاهل المتخلف يفعله الأوربي المتحضر ….
– ففي التاريخ المعاصر شهدنا مجازر البوسنة التي قتل فيها نحو 300 ألف مسلم و ٱغتصبت فيها نحو 60 ألف ٱمرأة و طفلة مسلمة ، و هُجِّر نحو مليون ونصف مسلم ، و ٱستمرت المجازر لنحو أربع سنوات هُدم الصرب فيها أكثر من 800 مسجد بعضها يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر ، و أحرقوا مكتبة سراييفو التاريخية ، و وضع الصرب آلاف المسلمين في معسكرات ٱعتقال ، و عذبوهم و جوعوهم حتى أصبحوا هياكل عظمية….
ولعل أبشع ما حدث كان هو مجزرة (سربرنتيشا) الشهيرة التي حاصرها الصرب لمدة سنتين و لما لم يستطيعوا أن يدخلوها بالرغم من تجويعها طلبوا من أهلها تسليم أسلحتهم مقابل الأمان ، و بعد أن سلموا أسلحتهم ٱنقضوا عليهم و عزلوا الذكور عن الإناث ، وجمعوا 12,000 من الذكور( صبياناً ورجالاً) فذبحوهم جميعاً طعنا بالسكاكين، و مثلوا بهم أبشع تمثيل، وذلك في مرأى من القوات الهولندية المسؤولة من حماية المدينة.*
– ومن أبشع ما قام به الأوربيون قبل سنوات ما حدث في العراق من تعذيب بشع قامت به القوات الأمريكية ف80% من الأمريكان في الأصل هم إنجليز وإيرلنديون وألمان) فقد تفجرت الفضيحة في العام 2004 فقد قاموا بعمليات قتل و ٱغتصاب و ٱنتهاكات رهيبة في سجن أبوغريب ، حيث تمت عمليات ٱغتصاب منظمة للنساء ، و هتك لأعراض الرجال، إضافة ٱستخدام الكهرباء و الكلاب و كافة وسائل التعذيب ، فقد مارس الجنود الأميركيون 13 طريقة في تعذيب السجناء العراقيين تبدأ من الصفع على الوجه والضرب، وتنتهي بالاعتداء الجنسي، واللواط ، و ترك السجناء والسجينات عرايا لعدة أيام ، وإجبار المعتقلين العرايا الرجال على ارتداء ملابس داخلية نسائية ، و الضغط على السجناء لإجبارهم على ممارسة أفعال جنسية شاذة وتصويرها بالفيديو، كما كانوا يجبرون السجناء العرايا على التكدس فوق بعضهم البعض.
*- لقد كانت ثمرة الحروب الأوربية خارج أوروبا أن أصبحوا (هم العالم) ، وذلك بٱمتلاكهم لمعظم الأراضي اليابسة في العالم ، فهم اليوم يملكون أمريكا الشمالية والجنوبية بعدما أبادوا سكانها الأصليين ، و يملكون أستراليا بعد إبادة سكانها كذلك ، و يملكون شمال قارة آسيا بكامله ، حيث تمتد روسيا من شرق أوروبا لتلتقي مع أمريكا (ما لا يعرفه الناس أن المسافة بين أمريكا وروسيا أقل من أربع كيلومترات)
فالإنجليز الذين يحكمون بريطانيا يملكون 16 دولة أخرى، بالرغم من أنها مسجلة كدول ذات سيادة، ولكنها مع ذلك تقع تحت سيادة التاج البريطاني، وتسمى أقاليم ما وراء البحار البريطانية، أشهرها كندا و أستراليا و جامايكا.
– كما أن للفرنسيين أراضٍ شاسعة حول العالم تشكل 13 إقليما موزعة في قارات العالم المختلفة، وتسمى أقاليم ما وراء البحار الفرنسية.
ولك أن تعلم أن دولة صغيرة، وشعب صغير مثل الدنمارك أصبح يمتلك مناطق خارج أوروبا أكبر من دولته بعشرات المرات، مثل غرينلاند ، وجزر الفاو.
وبذلك أصبح الأوربيون يملكون مساحات هائلة تفوق حاجتهم بأضعاف كثيرة ، معظمها من أغنى المناطق في العالم ، و بذلك فهم يمتلكون كميات مهولة من الثروات التي لا تنضب ، و حققوا مقدارا من الرفاهية غير مسبوق على مدار التاريخ بسيطرتهم على العالم…
ومازالوا يعملون على إكمال سيطرتهم على العالم، من خلال إنشائهم لأكبر حزب سياسي لا ديني في العالم (منظمة البناؤون الأحرار أو ما يسمى بالماسونية) التي ينتمي إليها الكثير من قادة دول العالم، و كبار رجال المال و الأعمال، و الإعلام….
كل هذا الانتشار الرهيب نتج عنه ٱستلاب كامل لعقولنا، فعندما ينظر أحدنا للناس في أوروبا أو أمريكا أو آسيا أو أستراليا ، و يجدهم يلبسون نفس اللبس، و يأكلون نفس الأكل ، ويلعبون نفس اللعبة ، يظن أن عليه أن يفعل مثلهم ، باعتبار أن هذا ما يفعله كل العالم ، و لا يعلم أنهم (نفس الناس) الذين يحملون نفس الثقافة في كل هذه القارات.
فأصبحت عقولنا أسيرة لهم ، نجري خلفهم ، ونحتمي بهم من بعضنا هم يستغلوننا عندما يتنافسون فيما بينهم، أو تختلف وجهات نظرهم في قضايا تخصهم، فيضغطون على بعضهم بدعم هذا أو ذاك.
لذا فنحن في أمس الحاجة لأن نحرر عقولنا التي أصبحت لا تسمع و لا تبصر إلا ما يرونه، و هذا هو التحرير الذي نعنيه في هذه المقالة، تحريرا لا يشبه تحريرهم الذي يقوم على الإبادة الجماعية، وسحق الآخر و ٱستئصاله، فنحن نتبع لدين كرم الإنسان ورفع من قدره ، دين جعل تحرير العبيد عبادة، و في الحرب منع قتل النساء والأطفال و الشيوخ و رجال الدين و المحايدين و أوجب حسن معاملة الأسير: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)، دين كان رسوله يقول لأصحابه في الحرب: (انطلقوا باسم الله، لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا و لا امرأة…)، و يقول: (استوصوا بالأسرى خيرا)،
* فهلا حررنا عقولنا وأفكارنا من سيطرة الأوربيين؛ لننشر رسالتنا: رسالة العدل والخير والسلام.