ضجة حول مقال للأمير تركي الفيصل عن زيارة بايدن المحتملة للسعودية ولقائه بولي العهد
هوية بريس – متابعات
في مقال له حول زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المحتملة إلى السعودية، أثار رئيس جهاز الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، ضجة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي محتوى المقال على مدى واسع، حيث نقلوا أبرز النقاط التي تطرق إليها الأمير تركي الفيصل.
وتحت عنوان: “من يسكن ببيوت من زجاج عليه ألا يرمي الناس بالحجارة”، قال الأمير تركي الفيصل بمقاله في صحيفة “عرب نيوز”: “تدور رقصة بين المسؤولين الأمريكيين ووسائل الإعلام حول زيارة مقترحة من الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة السعودية”.
وأضاف: “يبدو أنه بعد الكثير من البحث الذاتي من قبل الرئيس، قد تتم الزيارة بالفعل..بدأ المتحدثون باسم البيت الأبيض الزيارة التي تطورت من 1 يونيو: من تكرار قصير ومقتضب لإدانات الرئيس السابقة والشهيرة للمملكة وحكومتها – إلى 7 يونيو، إعادة سرد مطولة لأكثر من 80 عاما للبلدين..العلاقات الودية والمتبادلة المنفعة”.
وأكمل الأمير تركي الفيصل: “طبعا أضيف أن الرئيس يسعى لخدمة مصالح بلاده، حيث كانت لقاءات الرؤساء السابقين مع القادة السعوديين لنفس الغرض..استخدم المتحدثون الرسميون كلمات مثل الشركاء الاستراتيجيين لتصنيف العلاقة”.
وأردف الفيصل: “كسعودي، يسعدني أن السيد بايدن يدرك أهمية العلاقة في احتواء السلوك الإيراني التخريبي بشكل عام، وخطر الإرهاب، وتحقيق السلام في اليمن، والعمليات العسكرية المشتركة، وغيرها من الاعتبارات..أدرك أيضا أن الرئيس قد يشير علنا إلى مقتل جمال خاشقجي وما يسمى بانتهاكات حقوق الإنسان المفترضة للمملكة..إنه مدين بالفضل لحزب ديمقراطي يطالبه بهذه الأشياء..ربما يعتقد أنه يجب أن يفعل ذلك لتبرير تصريحاته العلنية السابقة وضميره”.
وتابع رئيس جهاز الاستخبارات السعودية الأسبق: “سواء فعل ذلك أم لا، فأنا على يقين من أن قيادتنا ستظل تنظر في الفوائد المتأتية من علاقتنا كقصة مستمرة تبرر استضافة الرئيس”.
واستطرد: “أفضل تمثيل للرقص الإعلامي هو صحيفة “واشنطن بوست”..كتب أحد كتاب الأعمدة الأكثر احتراما، ديفيد إغناتيوس، مقالا طويلا يشير إلى السياسة الحقيقية كسبب يجعل الرئيس بايدن يتصالح مع المملكة…للأسف، عند الإشارة إلى مقتل خاشقجي، وعلى ما يبدو، لحماية نفسه من أتباع واشنطن الذين، أنا متأكد من أنهم قد نددوا به بالفعل لـ “تبييض” المملكة، كرر إدانته للقتل..ومع ذلك ، فإن هيئة تحرير “بوست”، بينما لم تطلب من الرئيس إلغاء الزيارة، اختارت أن تصدر له تعليمات بشأن ما يجب أن يفعله ويقوله لقادتنا ومن يستمع..كانت إحدى الإشارات المسلية حول شرعية ولي عهدنا، الأمير محمد بن سلمان..إن الشعبية المتدهورة للرئيس (بايدن) هي التي تأتي به إلينا..إنها شرعيته التي يأمل في تعزيزها من خلال لقائه مع ولي عهدنا”.
وتابع الأمير تركي الفيصل: “من ناحية أخرى، أطلب بكل احترام من قادتنا تذكير الرئيس، سواء في السر أو العلن، بما يلي”:
“أولا، قامت الحكومة الأمريكية بسجن أكثر من ألف شخص في مختلف السجون والمعسكرات بتهم الإرهاب دون اللجوء إلى أمر الإحضار أو أي حقوق يضمنها دستور الولايات المتحدة. وذهبت إلى حد إقامة معسكر اعتقال في أراض أجنبية حتى لا تمنحهم تلك الحقوق..وبينما تم إنشاء المعسكر في ظل إدارة سابقة، يلتزم جو بايدن، نائب الرئيس في عهد الرئيس باراك أوباما والرئيس الآن، بإغلاق معسكر الاعتقال..يجب أن يعد قيادتنا بأنه سيلتزم بذلك.
ثانيا..بمساعدة من مشروع البراءة، يقدر مركز الإدانات الخاطئة في الولايات المتحدة أن هناك حوالي 20 ألف شخص أدينوا زورا وسجنوا..تم تبرئة 850 فقط منذ الثمانينيات..لرئيس الجمهورية حق العفو عن السجناء، وعليه أن يفعل ما بوسعه لإنهاء هذا الظلم..يجب أن يعمل مع الكونغرس لإصلاح نظام قضائي معطوب لدرجة أنه ينتهك حقوق الإنسان لكثير من الناس.
أخيرا..وفقا لمقال نشرته رويترز في 28 يونيو 2021، رفضت المحكمة العليا الأمريكية استئنافا للتعذيب من قبل مقاول أبو غريب، مما سمح لثلاثة من معتقلي أبو غريب السابقين بمقاضاة المقاول لتعذيبهم..ما حدث بعد ذلك لا يزال مجهولا..والشيء المجهول أيضا هو ما إذا كان باقي مئات من معتقلي أبو غريب قد حصلوا على حق الرجوع والتعويض في المحكمة..على الرئيس أن يصحح ذلك لأنه أيد غزو العراق عندما كان سيناتورا”.
وختم الأمير تركي الفيصل مقاله بالقول: “هذه بعض انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة التي لا تتطلب إجراءات رئاسية فحسب، بل تتطلب أيضا أحكاما في الكونغرس ومجلس الشيوخ..ينتقد أعضاء المجلسين بشدة المملكة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان..من يسكن ببيوت من زجاج عليه ألا يرمي الناس بالحجارة..أنا متأكد من أن الرئيس بايدن، إذا نزل أخيرا على الأراضي السعودية، سيحصل على كل التكريمات المستحقة التي منحت لجميع الرؤساء الأمريكيين السابقين الذين غادروا هنا. لذلك نقول أهلا وسهلا (AHLAN WA SAHLAN) أي “WELCOME” سيادة الرئيس”.