الشيخ المقدم وحزب النور.. الرواية الحقيقية.. فلماذا الصمت، وإلى متى؟
هوية بريس – مركز التأصيل (أحمد فهمي)
الخميس 09 يناير 2014م
قبل أن أسرد الرواية الحقيقية للعلاقة بين د. محمد إسماعيل المقدم وبين حزب النور والدعوة السلفية، تجب الإشارة إلى ملاحظات مهمة:
– نشر هذه المعلومات ليس تكليفا من الشيخ، أو حكاية عنه، فلم ألتق به منذ عام تقريبا..
– أتفق مع الكثيرين على أن الشيخ يجب أن يعلن موقفه بنفسه على الملأ..
– الهدف من نشر هذه المعلومات هو إيصال الحقيقة إلى أعضاء وأنصار الدعوة والحزب، الذين لم تبلغهم مواقف بعض شيوخهم نتيجة التشويه والتدليس، والذين يتخيلون أن الشيخ محمد يتبنى المواقف السياسية الحالية لـ”جناح برهامي” داخل الدعوة السلفية (المقصود بها سلفيو الإسكندرية)..
في منتصف شهر رمضان الماضي، حضر الشيخ محمد مجلسين أثناء أدائه للعمرة، وتحدث فيهما عن موقفه من الحزب والانقلاب، وقد حضر هذين اللقاءين عدد من أساتذة الجامعة والدكاترة الفضلاء، وأغلبهم متخصص في علوم الشريعة، كما شارك فيها قاض شرعي معروف..
أنقل هذه المعلومات عن أحدهم وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في علوم الشريعة من جامعة الأزهر..
وهذه خلاصة ما قاله الشيخ محمد في المجلسين مما يبين موقفه دون مواربة:
– قال الشيخ إن حزب النور ينتحر سياسيا، وأن الدعوة السلفية قد انحرفت بسبب المواقف الأخيرة..
– “إنهم يكذبون عليَّ” هكذا اتهم الشيخُ جناحَ برهامي، وذكر حادثة تتعلق بإشارة نادر بكار في لقاء متلفز -عشية الانقلاب- إلى بيان تصدره الدعوة عن الأحداث، وقال بكار أن الشيخ محمد هو أحد الموقعين على البيان، وهو ما لم يحدث، فاتصل الشيخ محمد على “ش.برهامي” وقال له: يشق عليَّ أن أخرج وأكذب نادر بكار، فدعه يخرج ويكذب نفسه.. لكن بكار لم يفعل..
– يذكر الشيخ المقدم أنه لا يحضر اجتماعات للدعوة السلفية منذ أكثر من عام، كما رفض حضور اجتماعات مجلس الشورى..
– اتهمهم بأنهم يعطون تعليمات بعدم حضور الدروس التي يعقدها الشيخ عن غير طريقهم..
– قال الشيخ محمد أن ما حدث في 3 يوليو هو انقلاب عسكري صريح، وقد أشار إلى أنه سبق أن صرح بذلك وأنه عبر عن خشيته أن يعمنا الله بعذاب “لأننا خذلنا هذا الرجل الصالح”.. يقصد الرئيس مرسي..
– أكد الشيخ أن الموقف الهجومي الذي اتخذه “جناح برهامي” ضد رئاسة مرسي، فيما يتعلق بالشيعة، كان موقفا سياسيا لا علاقة له بالعقيدة، ولهذا رفض أن يشارك في تلك الحملة..
– عندما سُئِل عن موقفه من اعتصام رابعة، قال إنه كان يرى النزول والمشاركة في الاعتصام، لكن بعد مذبحة الحرس الجمهوري، توقف عن الجهر بهذا القول لمن يسأله حتى لا يتحمل الدماء، لكنه مع ذلك لم يمنع أحدا من المشاركة في الاعتصام..
– قال له زوج ابنته الذي حضر اللقاء إن ما يُروج عن مواقفه عكس ما يقول تماما، فصُدِم الشيخ من ذلك..
هذا ما قاله الشيخ المقدم في اللقاءين -بحسب ما بلغني من المصدر الموثوق- وقد تأكدت من صحة هذه المعلومات من مصادر أخرى.
ولكم أن تتخيلوا الموقف الحالي للشيخ بعد مذابح فض رابعة والنهضة، وبعد كارثة الدستور الانقلابي..
ولا زلت معتقدا أن الشيخ يجب أن يعلن تلك المواقف على الملأ ويبين الحقيقة بنفسه..
وأعلم جيدا أن عددا من أعضاء الدعوة السلفية يعترضون تماما على مواقف “جناح برهامي”، ويرفضونها، كما أعلم أيضا أن كثيرا منهم يشاركون في التظاهرات ضد الانقلاب، لكن المطلوب في هذه الأوقات أن يتخذوا موقفا أكثر علانية وصراحة، فإذا كان نصف أعضاء مجلس أمناء الدعوة السلفية -وهم المشايخ المؤسسون- يرفضون مواقف “جناح برهامي” وينكرونها، وإذا كان كثير من الأنصار، يوافقونهم على ذلك، فلماذا الصمت، وإلى متى؟..