لله ولرسوله ثم للتاريخ…

18 أكتوبر 2024 15:34

هوية بريس – محمد بوقنطار

ليس بالمسابقات يصير القرآن ربيع القلوب، ولا نور الصدور، ولا ذهاب الأحزان، ولا جلاء الهموم، وليس بها يصير القارئ قرآنا يمشي على الأرض، فلا تزال ولم تزل المسابقات تستدرج مريديها وعشاق جوائزها والمدمنين لمنابرها إلى حيث تخرج الإخلاص من قلوبهم، وتطرد التقوى من أفئدتهم وتزيل توقير الكتاب المبين من سيرتهم… والمعصوم من الخذلان هاهنا من عصمه الله من بهرجتها المنزوعة الدسم، فعاش مع القرآن يكابد ويجاهد منزلة التنفيذ الفوري للمتلقى والملقى الثقيل القول، ويحذر الآخرة ويعاين منازلها، ويقيم المنهج القرآني في حله وترحاله، في بيعه وشرائه، في شغله وفراغه، في خلواته وجلواته، في خطبته وزواجه ورعاية حقوق أهله وأولاده وبر والديه، وصون حق جاره ووطنه، وإقامة العدل مع نفسه والفضل مع غيره… أولئك أهل القرآن أهل الله وخاصته على الحق والصدق.

فإن كان هذا بخصوص التنافس في تلاوة الحرف وإضاعة المعنى، فهو من باب أولى وأورع مع منبر رسول الله وموروث خطبته للجمعات في حضرة الجماعات، فيا للعجب أن يخوض القوم في هذا البحر اللجي الذي تغشاه ظلمات الرياء، ويتغشاه غاسق السعي بمقصد الخطب المنبرية وأصحابها إلى حيث هذا المضمار الوعر المسالك، المؤكد المهالك، الموبوء المعارك… فناج مسلم، وناج مخدوش، ومكبكب في النار قد تركه الله وشركه، نعوذ بالله من سوء المنقلب وكآبة المنظر.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M